عندما تلقيت دعوة للسفر إلي سوريا مع مجموعة من الصحفيين المصريين من مختلف الاتجاهات قالت لي ابنتي حبيبة: لا تسافر هذه المرة إلي سوريا، نظرا لمتابعتها علي شبكات الفيس بوك وتويتر والفضائيات للأحداث في سوريا قائلة إن هناك حربا. وبكت قائلة لي كلمة هزتني إنني أخشي عليك يا أبي من الموت في سوريا.. وصار حوار داخلي بين الحنين إلي سوريا والشعب السوري وحبيبة الابنة التي تتحدث بمشاعرها ونقائها وبراءتها الثورية ولكن الخيار كان السفر إلي سوريا لأري علي أرض الواقع ما يجري في بلد الممانعة والمقاومة سواء اتفقنا او اختلفنا حول الطريقة والاسلوب الذي يتم التعامل به مع المطالب الشعبية المشروعة من اصلاحات حقيقية علي أرض الواقع وليس حبرا علي ورق، لأن انحيازنا الدائم مع الإرادة الشعبية والتظاهرات السلمية والمطالبة بحقوق وكرامة الإنسان السوري الذي دفع فاتورة الدم والتضحية مع الشعب المصري في حروب اختلط فيها الدم المصري بالدم السوري في مقاومة المخطط الإسرائيلي علي الجبهات السورية والمصرية.وكانت دعوة اوباما بمطالبة بشار الاسد بالتنحي عن الحكم ، والتدخل الاجنبي السافر في الشأن الداخلي لدولة ذات سيادة وذات قرار وطني دافعا رئيسيا إلي السفر إلي سوريا لأعيش وأتعايش مع الحدث بعين مهنية وضمير قومي، لاعبر وانقل للقارئ المصري والعربي ما يجري علي التراب السوري من حقائق ووقائع بشكل محايد ومهني، فسر المطالبة الأمريكية بضرورة اقصاء سوريا وتمزيقها واختراقها تحت ورقة الطائفية والحرب الاهلية لتكون جواز مرور لتنفيذ المخطط الصهيوني وإعادة ترتيب البيت السوري من خلال انتاج انظمة عميلة للمشروع الصهيوني تكون تابعة وخاضعة وخانعة للسيد اوباما الذي يريد اسقاط سوريا ان يوجه رسالة بشكل غير مباشر الي ثورة 25 يناير المصرية والتي يعملون بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة لتفريغها من مضمونها تحت ورقة التمويل للمنظمات الحقوقية التي تريد أن تختزل الثورة المصرية وكأنها لم تكن.. حفاظا علي حق إسرائيل في السيطرة علي الموقف.فأقول لأوباما لقد اعلنت من جامعة القاهرة انك ستوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية في الاراضي المحتلة وستكون هناك دولتان لفلسطين وإسرائيل لكنك لم تستطع ان توقف بناء الاستيطان وتحداك النتن ياهو رئيس مجلس وزراء الكيان الصهيوني وكان رده عمليا بمواصلة بناء المستوطنات.. فبالله عليك يا سيد اوباما انك لم تستطع وقف بناء مستوطنة وتطالب برحيل النظام السوري.. من الذي اعطاك هذا الحق؟.. هل الشعب السوري الاصيل الذي هاجم السفارة الأمريكية في دمشق ورفض وحدد الوصاية علي السفير الأمريكي في تحركاته داخل سوريا حتي لا ينشر جذور الفتنة والطائفية ويزكي الحرب الاهلية؟كل هذه التداعيات جعلتنا نفكر بشكل عملي ان سوريا مازالت وستظل البوابة الشرقية العربية الصامدة ضد المخطط الصهيوني وتفكيك سوريا في هذا التوقيت هو رسالة تعني سقوط حركات المقاومة لحزب الله وحماس واعلان ميلاد المشروع الأمريكي في المنطقة العربية التي تبحث عن انظمة تمولها وتدعمها وتفرض عليها فروض الولاء والطاعة.. فما يجري الآن من تشابكات من خلال التيار الإسلامي السياسي والتيارات الليبرالية في كثير من البلدان العربية هو بتمويل أمريكي لنشر ما يسمي بالفوضي الخلاقة تحت تداعيات الديمقراطية فانتبهوا ايها الشعوب العربية من المحيط الي الخليج لهذه المخططات الصهيونية التي تريد ان تجعل من إسرائيل هي اللاعب الاقليمي الاوحد في المنطقة وكل الانظمة العربية تابعة لها.هذه شهادة حق من ارض الواقع، إن الوضع داخل سوريا مطمئن عكس ما تبثه الفضائيات الممولة والممنهجة لتنفيذ الاجندة الصهيونية وسيأتي الوقت لكشف المستور ونشر الحقائق.. اننا كنا صادقين في تخوفنا من المخطط الصهيوني الذي يريد تمزيق وتقسيم العالم العربي الي كيانات ودويلات وطوائف واقليات وعرقيات.. وشكر الله سعيكم ورمضان كريم.