بدأت في مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية، اليوم الخميس، احتفالات الطوائف المسيحية، التي تسير حسب التقويم الغربي، بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، الذي ينتهي بقداس منتصف الليل في كنيسة المهد. ومنذ الصباح، تقام الصلوات في كنيسة المهد، التي يُعتقد أنها بنيت على المغارة التي ولد فيها السيد المسيح، وبدأ آلاف السياح والحجاج من مختلف دول العالم في التوافد على ساحة الكنيسة، التي نُصبت فيها مطلع الشهر الجاري شجرة عيد الميلاد. ومن المقرر، أن يصل الكنيسة عصر اليوم، بطريرك طائفة اللاتين في القدس فؤاد طوال. وقالت رئيسة بلدية بيت لحم فيرا بابون: إن المدينة تحتفل بالعيد، في ظل أجواء صعبة؛ نتيجة الإجراءات الإسرائيلية. ولفتت في تصريحات صحفية، إلى أن نحو 50% من الحجوزات في فنادق بيت لحم، قد ألغيت بسبب الأوضاع التي تعيشها أراضي السلطة الفلسطينية. وأضافت: "من هنا نرسل رسالة السلام، رغم أن بيت لحم مدينة السلام لا تعيش السلام، هذا الوطن يصرخ من أجل السلام الحقيقي، نحن أبناء السلام لا نعيشه، لكننا نجيد الحياة والبقاء، نحن هنا اليوم لنصلي للسلام، ليس فقط لنا بل للجميع في سوريا والعراق والعالم أجمع". وتشهد أراضي الضفة الغربية، وقطاع غزة، منذ الأول من أكتوبر الماضي، مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية، اندلعت بسبب إصرار مستوطنين يهود متشددين، على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية. من جانبها، قالت وزيرة السياحة الفلسطينية رولا معايعة: إن التوتر الذي تشهده أراضي السلطة الفلسطينية، تسبب بتراجع كبير في أعداد السياح. وأضافت معايعة: "نحو 2.3 مليون سائح زار فلسطين خلال العام 2015، لكن الأوضاع الأخيرة، وما يمر به الشعب الفلسطيني من قتل يومي وانتهاكات، أدى إلى تراجع في عدد كبير من السياح مقارنة مع العام الماضي"، وتابعت: "نصلي اليوم، وكلنا أمل أن يأتي العام القادم وقد تحررت فلسطين وعمّ السلام على مهد السيد المسيح، وعلى فلسطين". وأردفت: "الاحتلال لا يريد أن يحتفل الشعب الفلسطيني بعيد الميلاد، لكننا اليوم هنا نحتفل، ونوجه رسالة بأننا شعب يحب السلام ولكنه يريد أن يعيش على أرضه". وفي منتصف ليل اليوم الخميس، يبلغ الاحتفال بعيد الميلاد ذروته، بإقامة قداس في كنيسة المهد، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء رامي الحمد الله، وعدد من المسئولين، إلى جانب شخصيات عربية ودولية. وكانت الشرطة الفلسطينية، قد نشرت اليوم، المئات من عناصرها في بيت لحم؛ لتأمين الاحتفال؛ حيث يتوقع أن يزور المدينة آلاف الحاج، بحسب وزارة السياحة الفلسطينية. وكانت الحكومة الفلسطينية، قد أعلنت اليوم الخميس، عطلة رسمية بمناسبة عيد الميلاد حسب التقويم الغربي، كما أعلنت الأول من يناير المقبل، عطلة بمناسبة رأس السنة الميلادية، ويوم ال7 من الشهر نفسه، عطلة رسمية بمناسبة عيد الميلاد حسب التقويم الشرقي.