تقول د/ سميرة محسن أستاذ النقد الفنى أن الإسلاميات بصفة عامة تحتاج لنوع من الصدق في حياتنا وفي سلوكنا وفي سياساتنا، فلا يفيد أن يُغرق المسئولون عن التليفزيون الصائمين بالترفيه، ويساهموا في زيادة التغطية على الزَّيف وعلى الفساد والسياسي والاجتماعي، ولكنهم لا بد أن يقدموا فكرًا قيِّمًا لا يركِّز على الشكليات الدينية فقط، إنما منظومة القيم، والقيم المطلوبة في شهر رمضان أو غير رمضان هي العفة والقناعة والإحساس بالغير والشفافية والديمقراطية بمفهوم صادق صحيح.وترى سميرة أن التحدي في كيفية استزراع هذه القيم في المسلسلات وفي الأغاني؛ بحيث يكون انطلاقها كقيم عميقة وكمواقف ليس المأكل والمشرب وليس كخطابة السياسيين وشعراء المناسبات، فالموضوع قِيَمي عميق جدًّا، ولا بد أن يبحث التليفزيون في هذا الشهر في ركام العبث والزيف السائد كله عن أبطال الواقع وأبطال الحياة المتواضعين، الذين يعملون في محل أو مزرعة أو جامعة أو مدرسة دون تزييف، وهو ما يتطلب عمليةً تحريريةً كبيرةً جدًّا.وتضيف الدكتورة سميرة أنه لا بد أن يتخلَّص الإعلام من تبعيته للمستبدِّ الأوحد، وهي عملية شاقة، والمطلوب تطهير إعلامي وسياسي واجتماعي، والبحث عن الأبطال الصامدين على الفكرة وعلى المبدأ في واقعنا الحاضر، وعرض نجوم التصدي والكلمة الشريفة لصد الانتهازيين والعملاء، ولا بد أيضًا من عرض الفن الشعبي كبديل لما يثير الغرائز.