دعا حمدين صباحى المرشح لرئاسة مصر مساء أمس إلى مبادرة للتوافق الوطنى بين الثوار والمعتصمين والقوى الوطنية ومرشحى الرئاسة حول عدد من مطالب الثورة تكون لها الأولوية فى التنفيذ ويتم الحوار مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة حولها للضغط من أجل تنفيذها والالتزام بجدول زمنى لتطبيقها .وقال حمدين خلال لقائه مع الاعلامية هالة سرحان فى برنامجها ناس بوك على قناة روتانا مصرية أن هذه المطالب التى لها أولوية والتى يمكن بناء توافق وطنى واسع حولها هى الإسراع بمحاكمة حسنى مبارك وأسرته ورموز نظامه ، ومحاكمة المتهمين والمتورطين فى جرائم قتل شهداء الثورة من أجل القصاص العاجل لأهالى الشهداء مع الالتزام بتقديم التعويض العادل لهم ، وإلتزام المجلس العسكرى ووزارة الداخلية بحملة جادة للقبض على البلطجية المسجلين وتقديمهم للمحاكمات ، والإفراج عن الثوار والمتظاهرين الذين قدموا للمحاكمات العسكرية مع وقف إحالة المدنيين لمحاكمات عسكرية ، وتطهير مؤسسات الدولة بما فيها القضاء والإعلام ، بالإضافة إلى حد أدنى وحد أقصى للأجور .وقال صباحى - فى اللقاء الذى انضم له فى الجزء الثانى منه الدكتور السيد ياسين والأستاذ جمال عيد واللواء جمال مظلوم والناشط هانى حنا - أن المشكلة الحالية تكمن فى أن توقيت استجابة المجلس العسكرى لمطالب الثورة أبطأ كثيرا من الشارع ومطالبه ، مشيرا لأن الانقسام بين الجيش والشعب أمر غير مطلوب ويهدد مسيرة الثورة ، قائلا أنه إذا كنا الآن نعانى من بطء الاستجابة لمطالب الثورة فإن الانقسام بين الشعب والجيش سيجعل مسيرة الثورة تتراجع للخلف وبسرعة .وأكد حمدين على ضرورة صيانة الحق فى التظاهر السلمي والمسيرات والاعتصام ، رافضا استخدام أى عنف ضد المتظاهرين سلميا .. كما رفض صباحى فى حديثه استخدام لغة التهديد والتخوين دون دلائل من جانب بعض لواءات الجيش وقيادات المجلس العسكرى ، وقال أن كفاية تعد من أشرف الحركات الوطنية ومفتخرا بأنه أحد مؤسسيها ، ورافضا الاتهامات الموجهة لحركة 6 أبريل فى بيان رسمى من المجلس العسكرى .. وطالب حمدين قيادات المجلس بتقديم أى أدلة أو اتهامات لديهم للقضاء المصرى .ودعا صباحى القوى الوطنية ومرشحى الرئاسة لمحاولة الوصول لتوافق عاجل حول تلك المطالب قبل يوم الجمعة المقبل كى لا يتحول ميدان التحرير لساحة خلاف واشتباك بين شركاء الثورة ، داعيا فى الوقت ذاته القوى الإسلامية وجماعة الإخوان التى دعت لجمعة الإستقرار لتأجيل دعوتها أو تغيير مكانها وأن تساهم فى التوافق الوطنى المطلوب حول خريطة الطريق لإنهاء المرحلة الإنتقالية التى تبدأ بمبادئ دستورية حاكمة ثم إنتخابات البرلمان ثم دستور جديد فإنتخابات الرئاسة .وأجل حمدين الحديث عن تفاصيل برنامجه الإنتخابى أثناء الحلقة قائلا أن اللحظة الحالية وما تمر به مصر يحتاج لتكثيف الجهد من أجل تجاوز الأزمة الراهنة ، قائلا أنه إذا نجح فى إنتخابات الرئاسة المقبلة فإنه لن يفرح مثلما كانت فرحته يوم 11 فبراير بإنتصار الثورة ورحيل مبارك عن الحكم .. مؤكدا أنه لا توجد فرحة ستوازى فرحته بالثورة إلا يوم تحرير فلسطين بإذن الله .وقال حمدين أنه يدعو الشعب المصرى لليقين والثقة بنفسه وأن الثورة ستستكمل طريقها وأهدافها وستنتصر تماما وتقضى على الفلول والبلطجية واصفا استخدام البلطجية بأنه كارت محروق لن ينجح .. وقال حمدين أنه كان مؤمنا وموقنا عبر تاريخه بأن ثورة المواطنين الأحرار آتية لا ريب وأنها ستنتصر ، مشيرا لأن ثورة يوليو انتصرت بتأييد الشعب للجيش ، وأن ثورة يناير ستستكمل انتصارها باستعادة شعار الجيش والشعب ايد واحدة والحرص على استمراره .