عقب تنظيم الشيعة المصريون وآل البيت وأحفاد النبي صل الله عليه وآله وسلم من ذرية الإمامين الحسن والحسين ومشايخ وأتباع الطرق الصوفية والسادة الأشراف اول أمس احتفالات في القاهرة والمحافظات بمولد المهدي المنتظر والذي يصادف مولده يوم 15 شعبان .أكد السيد الطاهر الهاشمي نقيب الأشراف بالبحيرة والأمين العام لمشيخة الطريقة الهاشمية الشاذلية أن آل البيت وأحفاد النبي صل الله عليه وآله وسلم والشيعة والأشراف والصوفية نظموا الإحتفالات في بيوتهم ولم يحتفلوا في الساحات العامة والميادين حيث أن الهاجس الأمني ما زال يسطر على الجميع رغم قيام الثورة المباركة وأشار إلى أن الشيعة وآل البيت ما زالوا يخشون من الاعتقال والمطاردة الأمنية وناشد الهاشمي المجلس العسكري والمشير حسين طنطاوي إعطائهم الحق في الاحتفال بمولد الإمام المهدي في الساحات والميادين أسوة بالاحتفالات التي تتم لموالد أولياء الله الصالحين وموالد الإمام الحسين والسيدة زينب عليهم السلام.وقال : إن الشيعة نظموا هذه الاحتفالات في نفس الوقت الذي احتفل فيه الشيعة في جميع أنحاء العالم بمولد الإمام الثاني عشر من أئمة آل البيت والذي اختفى في سرداب في عصر الدولة العباسية .وأكد السيد الطاهر أن المسلمين بجميع مذاهبهم وليس الشيعة فقط ينتظرون ظهور الإمام المهدي عليه السلام ليخلص العالم من الظلم والفساد ويقضي على الطغاة والمستبدين .وتابع الطاهر الهاشمي إنه لما كان مراد الحضرة الإلهية إحلال العدالة في الكون تم إرسال الرسل مبشرين ومنذرين لتصنيف الخلق بين منتهج لنهج الإيمان بالله وغير منتهج ، ولم تكن العدالة متحققة بين الأفراد والجماعات فمن هذا المنطلق جعل الله تعالى الرسل أهل العدل والإنصاف ومنبع تحقيق العدالة في الأمم والمجتمعات ، وبعد هذا كان بمجرد اختيار الله تعالى الرسل إلى جواره ينقلب الناس على أعقابهم ولا يلبثون حتى يرجعوا إلى ما كانوا عليه من ظلم وعدوان إلا ما رحم ربي ، وكان النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم وهو أشرف الرسل وأعظمهم وأعمهم رسالة هو من أسس أساسات العدل والإنصاف التي لا ينبثق منها إلا كل حق وقسط والتي تبتعد بالناس عن كل ظلم وجور ، وبالرغم من ذلك نجد أن الناس ابتعدوا عن دينهم وتاهوا في متاهات الدنيا وانقلبوا على أعقابهم قال تعالى وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين ، وقد بشر النبي صل الله عليه وآله وسلم بمهدي آخر الزمان الذي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلما وجوراً حتى يرث الأرضَ عبادُ اللهِ الصالحين وتحيا سنة الله في خلقه بانتصار العدل على الظلم في جميع الأحوال ، وقد أجَّل الله تعالى أعلى تجلياته من العدل والقسط المتمثلة في الإمام المهدي عليه السلام فهو بقية الله في خلقه وحجته الكبرى عليهم إلى آخر الزمان لحكمة ألا وهي اختبار المؤمنين وامتحان قلوبهم حتى يظهر المؤمن الحق من المنافق وحتى تقع الحجة الغراء على كل إنسان في الكون ، وعند ظهور الإمام المهدي وهو الحجة الكبرى كما ذكر ستظهر المعادن الأصيلة لقلوب الناس وسيظهر الباذلون لأنفسهم من أجل إعلاء كلمة التوحيد والدفاع عن المعتقدات السليمة القويمة قال تعالى ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ( 85 ) بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ ( 86 ) قالوا يا شعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد (87) (سورة هود)، فالمهدي كما يقول الهاشمي هو المتصف بجميع الكمالات الإنسانية هو الحجة المثلى الكاملة المتممة لإظهار وإتمام مراد الحق سبحانه في خلقه ، فالإمام المهدي مظهر علوم الأنبياء ومحقق أهدافهم وجامع الناس على كلمة التقوى ، والله تعالى قد سخر له كل جنوده التي لا يعلمه إلا هو سبحانه لدحض الظلم والطغيان والقضاء على حركات الطغاة المناوئين لأهل البيت عليهم السلام بإزالة عروش الطغاة ؛ والمسلمون بشتى مذاهبهم يؤمنون بهذه الفكرة ويؤمنون أن المهدي من ذرية النبي محمد صل الله عليه وآله وسلم من ولد فاطمة عليها السلام وأنه مؤيد بتأييد إلهي كامل ولا يحتاج لمن ينصره ولكن من ناصره في الجنة ومن عاداه في النار؛ الغيبة في معناها ليس العدم ولكن مضادها الظهور والظهور مضاده الخفاء وليس العدم إذاً فالغيبة معناها خفاء الهوية وليس انعدامها .والمسلمون والمسيحيون يؤمنون بنزول السيد المسيح عليه السلام ومشاركته في إرساء قواعد العدالة على الأرض .والجدير بالذكر أن الإمام المهدي عليه السلام والذي يأتي ترتيبه بين أئمة آل البيت ليكون الإمام الثاني عشر يكثر أتباعه ؛ ويقول الشيعة الإثنى عشرية أن النبي بشر بالمهدي الذي يأتي آخر الزمان ليملأ الأرض عدلاً كما ملأت ظلماً وينتصر على الظلم .