أكد د. نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أن مباحثاته مع الرئيس بشار الأسد في سوريا مؤخرا تركزت على اهمية الاصلاح والتغيير ، معلقا على ما اثارته هذه الزيارة من ردود فعل وموقفه من اعمال القمع التي تجري هناك ، بأن الزيارة كانت بالاساس لابراز أهمية اجراء تغييرات واصلاحات وكانت لبضع ساعات لم يتمكن خلالها من لقاء كافة الاطراف ، مضيفا: انني اخذت وعدا من الرئيس السوري بتحقيق ذلك ، وليس كل ما يحدث بالغرف المغلقة يعلن أمام الاعلام ، ونبه الى أنه الجامعة مثل أى منظمة اقليمية أخرى تعمل وفق الدبلوماسية الهادئةوردا على سؤال حول الموقف من الازمة الليبية وهل سلمت الجامعة ليبيا الى احتلال أجنبى بقرارها فرض حظر جوى على ليبيا قال العربى ان طلب فرض الحظر الجوى كان لحماية المدنيين ولكن الاوضاع تطورت بشكل لم يكن أحد يرغب فيه والمطلوب الان تسوية سياسية كلما أسرعنا فيها كان ذلك أفضل.وحول سؤال بشأن امكانية لقائه العقيد معمر القذافى قال العربى أنا أرحب بلقاء أى مسؤول فى أى وقت اذا طلب منى ذلك ..أو حتى عن طريق مبادرة للجامعة العربية فليس من دور الامين العام أن يبقى متفرجا ولكن عليه التحرك بتأن ودراسة وهدوء .جاء ذلك خلال أول لقاء صحفي عقده اليوم الأمين العام للجامعة العربية د. نبيل العربي مع وسائل الاعلام العربية والأجنبية بعد توليه مهام منصبه الجديد كأمين عام للجامعة.واستعرض د. العربي دور الجامعة العربية حيال القضايا الراهنة والتحديات التي تواجه دول المنطقة مع هبوب رياح التغيير و تصاعد رغبات الشعوب العربية في الاصلاح وتحقيق الديمقراطية .وشدد العربي على أن الجامعة العربية على الرغم من أنها تعبر عن الحكومات العربية وتحافظ على سيادتها الا أنها لابد أن تراعي مصالح تلك الدول وفق ما ينص عليه ميثاقها.وأوضح ان المنطقة العربية تمر بظروف غير عادية تتطلب من كل مسؤول البحث عن الطريقة المثلى لتحقيق الاستقرار والسلام العادل والشامل ومواجهة الاضطرابات الراهنة.وأشار العربي الى انه منذ توليه مهام منصبه حرص على التشاور مع عدد من القادة العرب حول الوضع الراهن ومن هنا جاءت المحادثات مؤخرا مع الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر و الرئيس السوري بشار الأسد وخادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز .وقال د. العربي أن مباحثاته مع القادة العرب والمسؤولين الذي التقاهم خلال الايام الماضية تركزت على المستجدات والاحداث الجارية في المنطقة وتداعيات التغيير الذي بدأ من تونس مرورا بالثورة المصرية والموقف الخطير في ليبيا والحرب الدائرة هناك وكذلك الاوضاع في البحرين واليمن وسوريا .وأضاف : اننا أكدنا ضرورة الاستجابة لتطلعات شعوب المنطقة في الحرية والديمقراطية والاستفادة من التجربة المصرية.وأكد د. نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أن المشاورات جارية حاليا بين الجامعة العربية والقيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ولجنة مبادرة السلام العربية التي ترأسها قطر من أجل استكمال الجهود بشان الذهاب الى الأممالمتحدة لطلب العضوية الكاملة للدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 .وقال : انه قد حان لانهاء النزاع العربى الاسرائيلى معتبرا أن التوجه الى الجمعية العامة للامم المتحدة لانتزاع اعتراف دولى كامل بدولة فلسطين ليس توجها ضد اسرائيل ولكن هو لتحقيق السلام العادل والدائم .وحول الموقف من القضية الفلسطينية شدد العربي على أن الشعب الفلسطيني هو الشعب الوحيد الذي لا يتمتع بحقوقه المشروعة لتقرير مصيره ومن هنا جاء قرار لجنة مبادرة السلام العربية التي اجتمعت بالدوحة 14 يوليو الجاري بالتوجه الى الأممالمتحدة للمطالبة بالعضوية الكاملة لفلسطين وحشد الجهود للاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود الرابع من يونيو 1967 .واشار د. العربي الى أن المساعي من قبل الجامعة العربية والجانب الفلسطيني قائمة في هذا الاتجاه وهناك 120 دولة اعترفت بفلسطين ولابد من استكمال باقي الاعترافات خاصة من دول اوروبا ، لافتا الى أن اسرائيل اقيمت بناء على قرار من الاممالمتحدة وشهادة ميلاد اسرائيل تعني ايضا شهادة ميلاد فلسطين بناء على قرار الاممالمتحدة رقم 181 عام 1947 .ومن هنا لابد من التقدم بطلب العضوية الكاملة لفلسطين ، مضيفا ان المشاورات جارية مع قطر رئيس لجنة مبادرة السلام وفلسطين لتقرير ماهية الخطوات المقبلة وهل البدء بالتحرك في الجمعية العامة للامم المتحدة أم مجلس الأمن وايهما أجدى ، خاصة وان التحرك السياسي بات مطلوبا بشكل مكثف في ظل حالة الشلل التام الذي تمر به عملية السلام .واعتبر العربي ان التوجه للامم المتحدة خطوة ليست ضد اسرائيل وانما في سبيل تحقيق السلام العادل والشامل واعلان بأن الدول العربية راغبة في انهاء النزاع العربي الاسرائيلي.واضاف العربي أنه من غير المقبول وصف هذه الخطوة بأنها احادية من قبل العرب وفلسطين لأن السلام لن يتحقق الا بجلوس الطرفين على مائدة التفاوض وتوقيع اتفاقية السلام .وفي هذا الاطار أعرب د. العربي عن ادانته الشديدة لعملية القرصنة البحرية التي قامت بها اسرائيل ضد سفينة الكرامة الفرنسية التي كانت متجهة الى قطاع غزة المحاصر .وناشد العربي المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن اتخاذ موقف حازم تجاه ما تقوم به اسرائيل ، معربا عن تضامن الجامعة العربية مع النشطاء من المنظمات الدولية الداعمة لأهل غزة.واعتبر أن هذا الحصار غير شرعى وغير قانوانى مؤكدا أنه لايجوز حصار المدنيين حتى فى أوقات الحروب .كما أشار العربي الى أن مشاوراته مع القادة العرب شملت مسألة تطوير الجامعة العربية موضحا في هذا الاطار عدم وجود أي معارضة تجاه مسألة التطوير وان كافة الافكار التي طرحت في هذا الاطار ستكون محل دراسة خاصة فيما يتعلق بعلاقتها بدول الجوار العربي ، مشددا على أن منظمة مثل المنظمات الدولية كالاممالمتحدة والاتحاد الافريقي قائمة على مصالح دولها بالاساس وليس الشعوب لان المنظمات الدولية المعاصرة لم تصل بعد لكونها منظمات شعبية .واضاف : ان الميثاق الذي نعمل في اطاره قائم على سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها، وهناك مسؤولية اخلاقية وسياسية لحماية الدول ولكن هناك مساحة يجب أن يتحرك فيها الامين العام وفقا لميثاق الجامعة خاصة فيما يتعلق بحقوق الانسان لان قضايا حقوق الانسان عادة ماتثير اهتماما دوليا ، ونبه الى ان المطلوب في ذات الوقت ابراز القرارات التي تصب لصالح الشعوب العربية .واعلن العربي أنه سيقدم تقريرا شاملا حول الافكار المطروحة لتطوير دور الجامعة خلال شهر سبتمبر المقبل لوزراء الخارجية العرب .وردا على سؤال حول مصير رابطة الجوار العربى وكل الافكار التى طرحت فى عهد الامين العام السابق السيد عمرو وسى أكد العربى أن كل هذه الافكار ستكون محل اعتبار وسيتم تأييدها بكافة الوسائل ودراستها .واشار العربي الى انه سيواصل لقاءاته خلال الفترة المقبلة مع قادة المنطقة وسيزور قريبا دول شمال افريقيا للتشاور حول المستجدات الراهنة ودور الجامعة العربية حيالها وتحديث وتطوير الجامعة .وحول تحركات الجامعة لتهدئة الاوضاع فى اقليم دارفور السوداني وكيفية تعامل الجامعة مع دولة جنوب السودان الوليدة أكد الامين العام للجامعة العربية انه تم التوقيع على وثيقة دارفور فى الدوحة يوم 14 يوليو الحالى والجامعة تأمل أن تنضم حركة العدل والمساواة الى الموقعين على الوثيقة.أما فيما يتعلق بجنوب السودان فقال العربى ان لنا علاقات تعاون معها و لم نتلق حتى الان طلبا منها بالحصول على عضوية الجامعة إلا أن الجامعة تقدم مساعدات الى جمهورية جنوب السودان والتعاون معها سيتطور اقتصاديا وتنمويا.