أكد المستشار عمرو عبدالرازق, رئيس محكمة امن الدولة العليا الأسبق, أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى روسيا , تختلف هذه المرة بنسبة كبيرة , لدرجة قد تجعلها زيارة تاريخية وفارقة فى العلاقات الإقليمية على الصعيد الاستراتيجى. وقال عبدالرازق, فى بيان صحفى له إن وجود ثلاث شخصيات عربية (الرئيس السيسي- ملك الأردن- وولى عهد أبوظبي) فى موسكو فى توقيت واحد لم يكن من قبيل المصادفة , خاصة وان فلاديمير بوتين يسعى منذ ثورة 30 يونيو إلى تعزير الدور الروسي فى قضايا الشرق الأوسط , مستغلا وجود رغبة عربية متزايدة رافضة للتوجهات الأمريكية التى ابتعدت كثيرا عن دورها التقليدى فى قضايا غاية فى الحساسية مثل ملف ايران النووى وموقفها الغامض من الجماعات الإرهابية وعلى رأسها "داعش". وتوقع عبدالرازق , أن تسفر اجتماعات بوتين مع القيادات العربية عن تشكيل محور للتعاون الأمني والاقتصادى والعسكرى يضم بجانب روسيا، كلا من مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة. وأشار إلى أن الملاحظة التى بات يدركها الجميع هى أن موسكو أصبحت الآن تشهد تقاربا وزيارات لمسئولين وقيادات عربية , اكثر من تلك التى تشهدها واشنطن, مؤكدا أن هذا المحور سيكون بالإضافة إلى توقيع الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية والبدء فى تنفيذ مشروع الضبعة النووى. وأضاف أن بوتين والقادة الثلاثة تفقون على خطورة أهمية ملف الإخوان ومدى خطورتهم على المنطقة , وذلك على عكس واشنطن التي تتهمها عواصم عربية بتوفير الدعم السياسي للتنظيم، الذي يمتلك أذرعا في عدة دول عربية وإسلامية. وأكد "عبدالرازق", أن القادة العرب الآن اكثر ثقة وطمأنينة للدور الروسي عنه من الدور الأمريكي, مشيرا إلى أن الزيارات المتلاحقة والمكوكية بين موسكووالعواصم العربية , تشير إلى ان العلاقات البينية آخذة فى التطور للوصول إلى مجالات استراتيجية من التعاون تغطى جميع المجالات الاقتصادية والعسكرية بهدف تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وأوضح المستشار عمرو عبدالرازق, أن هناك رغبة عربية كاسحة فى التصرف باستقلالية اكبر فى الأزمات التى تطيح باستقرار المنطقة , فى ظل تغذية الاضطرابات فى العراق , ليبيا , اليمن وسوريا.