اهتمت معظم الصحف العالمية بالإشادة بحفل افتتاح قناة السويس الجديدة، وقال كريس رايت، المحلل الاقتصادى لمجلة "فوربس" الأمريكية، التى تعنى بالشئون الاقتصادية والمالية: "اليوم يحدث شىء غريب فى مصر، إنها حققت ذلك الإنجاز فى وقت مبكر»، مشيرًا إلى أن المصريين أنفسهم كانوا ينتقدون الوتيرة البطيئة التى يتم بها إتمام المشروعات، سواء العملاقة منها أو العادية، خلال العقود الماضية. ووفقًا لتقرير "فوربس" فإن الانتهاء من إنجاز قناة السويس الجديدة فى ثلث الوقت المتوقع، يعد طفرة حقيقية، وفى نفس الوقت مؤشرا على النهوض بالاقتصاد المصرى، حيث إن التوسع سيزيد من عدد السفن يوميًا، وسيجلب نحو 13 مليارا و200 مليون دولار سنويا، وذلك بحلول عام 2023، كما أظهر المشروع للعالم السيولة المتوافرة بمصر، ووضعها فى الاستثمارات الصحيحة. ووصف "رايت" رحلته، الشهر الماضى، لمنطقة القناة الجديدة، قائلاً: إنها كانت رحلة مشجعة جدًا، وإنه شعر بحالة كبيرة من الاستقرار، وإنها توفر مناخًا اقتصاديًا رائعًا، فالشركات تنمو، والبنوك تعمل، والمواطن يشعر بالأمل، بينما أظهرت المجلة الاقتصادية الشهيرة حالة من الإيجابية، حيال الوضع المستقبلى بمصر، فقالت إن ذلك الإنجاز أعطى شعورًا عظيمًا، بأن الأمور ستتحسن، بعد العديد من السنوات الصعبة فى مصر. وأوضح الكاتب والمحلل الاقتصادى الأمريكى، أن الاعتقاد الراسخ أن هذا البلد يخرج من كل الأزمات والتقلبات بشكل لائق وأكثر قوة، ومن أهم الدلائل التى تؤكد المستقبل الزاهر الذى ينتظر مصر، توقعات وكالة "موديز"، والتى أكدت أن السوق المصرية ستنمو بمعدل 4.5٪ العام الجارى، و5٪ فى العام المقبل. من جانبها، رأت صحيفة "بيزنس إنسيدر" الأمريكية، أن مصر تستعيد هيبتها الدولية بذلك الإنجاز اللافت، والذى وصفه التقرير بأنه يضاهى بل يتفوق على حفر القناة الأصلية. فيما قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن مشروع قناة السويس الجديدة سيزيد نسبة التجارة العالمية ويضيف كثيراً للاقتصاد المصري، لافتة إلى أن فرنسا ستحضر الافتتاح كضيف شرف بدعوة من الرئاسة المصرية. ورأت الصحيفة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يمشي على نفس نهج الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي أمم قناة السويس عام 1956، وبني السد العالي عام 1970. وأكدت الصحيفة أن السيسي فخر لكل المصريين، لأنه استطاع توسيع القناة وتحسين الاقتصاد بعد 4 أعوام من الاضطرابات. وأشارت الصحيفة إلي أن مصر استعادت مكانتها الإقليمية مرة أخرى بعد الاضطرابات الأخيرة التي حدثت بالبلاد. وجاءت تغطية القناة الإخبارية الفرنسية فرانس 24 تحت عنوان " مصر تسعى لدعم اقتصادها بافتتاح القناة الجديدة". ووصفت الممر المائي الجديد بال "الإنجاز"، مضيفة أن مصر تسعى بذلك إلى دعم اقتصادها وتعزيز مكانتها الدولية. ومن المنتظر أن تساهم القناة الجديدة في اختصار وقت رحلات العديد من السفن، وأيضا بحلول عام 2023 سيرتفع عدد السفن التي تستخدم القناة إلى 97 سفينة يوميا مقارنة ب 49 سفينة حاليا، نقلا عن الموقع الرسمي لقناة السويس. ونقل الموقع الفرنسي عن عمرو عدلي من مركز كارنيجي للبحوث، قوله إن القدرة على انجاز مثل هذا المشروع الاقتصادي هو تعبير قوي عن دعم شرعية الرئيس عبد الفتاح السيسي. من ناحيتها قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية "إن قناة السويس تعتبر بالنسبة للمصريين رمزًا لما تستطيع أن تفعله دولتهم، فضلا عن أن مشروع ضخم بهذا الحجم أثار مشاعرهم القومية فى وقت يأملون فيه أن تنتهى أربعة أعوام عجاف من الاضطراب الاقتصادى". وأضافت الصحيفة البريطانية فى تقرير لمراسلتها روث ماكلسون من قناة السويس، أن القناة لا تزال رمزًا للفخر الوطنى، بغض النظر عن قدرتها الاقتصادية، إذ افتتحها إسماعيل باشا عام 1869 فى احتفال كبير، وفى عام 1956 زادت مشاعر القومية المتعلقة بالقناة بعدما تمكن الرئيس عبد الناصر من انتزاع سلطتها من البريطانيين، الأمر الذى دفعه للتصدى لمحاولة غزو من قبل الإسرائيليين وبريطانيا وفرنسا هدفها إزاحته من سدة الحكم، ولكن عبد الناصر خرج منتصرًا ومنذ ذلك الوقت أصبحت القناة رمزًا للقومية المصرية، بحسب الصحيفة. وتحت عنوان “المعجزة المصرية” أشارت صحيفة “دو ستاندرد” البجيكية، إلى الحفل الاسطورى الذي أقامه الرئيس السيسى بمناسبة افتتاح قناة السويس الذي يمثل معجزة حقيقية لمصر وللمصريين فى ظل وجود يخت ملكي وتمثيل على المستوى. أما مجلة “لو فيف لو اكسبريس”، فقد أكد رئيس التحرير جيرالد بابي فى صدر افتتاحية المجلة أنه يمكن أن تكون للدبلوماسية ذاكرة قصيرة وان تحدث تغيرات نوعيه وليس أدل على ذلك مما استطاع الجنرال السابق والرئيس المنتخب السيسى من انجازه فبعد أربعة أعوام ونصف فقط من سقوط نظام مبارك على خلفية رفض الشارع له إذ استطاع السيسى أن ينجز مشروع قناة السويس في وقت قياسي للغاية في اقل من عام واحد فقط ليعزز مكانته كرجل مصر القوى . وأضافت أن الحنكة السياسية للجنرال السابق السيسى إنما تعد واحدة من المفاتيح الأساسية لعودة نشاط الدبلوماسية المصرية فبمشروعه الاسطورى هذا ، سجل السيسى مكاسب ثلاث: أجج المشاعر الوطنية مثل الرئيس عبدالناصر و فتح آفاق جديدة أمامه بينما يكمن المكسب الثالث فى إحداث انطلاقه اقتصادية لمشروعات عملاقة موضع تفكير على ضفاف الممر الملاحي الجديد هذا بالإضافة إلى إثبات قدرته الفاعلة للقوى الأوروبية والأسيوية التى تعد المستفيد الأول من هذا الممر الذي يربط بين البحرين المتوسط والأحمر اى يمكن وصف هذا التصرف ب”ضربة معلم”.