وقع صباح اليوم الاثنين إنفجارا أمام كشك مرور بالقرب من محكمة مصر الجديدة، وعلى الفور تم الدفع بخبراء المفرقعات، وتم إبطال مفعول قنبلة ثانية كانت معدة للانفجار. فيما وصل اللواء خالد عبد العال، مدير أمن القاهرة، إلى ميدان محكمة مصر الجديدة، لتفقد موقع الانفجار، بعد وقوع مصابين من بينهم ضابطين شرطة وسيدة.
فى البداية قال اللواء أركان حرب دكتور نبيل فؤاد الخبير الإستراتيجى، وأحد سكان منطقة مصر الجديدة، إن تكرار الحوادث الإرهابية فى هذه المنطقة على غرار تفجير موكب النائب العام، وقنبلة محيط الاتحادية وغيرها، أمر غير مقلق.
لافتا إلى وجود العديد من القيادات العسكرية والشخصيات السياسية تسكن فى هذه المنطقة، ولكنها بيوتها وتحركاتها مؤمنة بشكل كاف؛ لأن معظم هذه الشخصيات عليهم حراسات مباشرة، متمركزة أمام بيوتهم، وتتحرك مع مواكبهم، مضيفا أن المنشآت العسكرية والفنادق والكليات العسكرية الموجودة فى هذه المنطقة مؤمنة بشكل كبير.
وأوضح فؤاد أن التأمين لا يمنع الحوادث الارهابية والتفجيرات، بدليل أنها تقع فى أمريكا وبريطانيا وفرنسا؛ لأن قوات الحراسات لا تستطيع أن تمنع شخص يسير فى الشارع وفى يده كيس أو حقيبة سوداء، تنفجر فى أى لحظة، وقد تودى بحياته هو نفسه.
ومن جانبه قال اللواء فاروق المقرحى مساعد وزير الداخلية الأسبق، وعضو مجلس الشعب سابقا، وأحد ساكنى مصر الجديدة أيضا، إن العناصر الإرهابية لها عدة معاقل فى أحياء قريبة من مصر الجديدة مثل المرج والمطرية وغيرها، كما أن قيادات وخلايا الإرهاب تضبط عادة فى شقق بمنطقة مدينة نصر القريبة من مصر الجديدة.
وأوضح الخبير الأمنى أنهم إشتروا هذه الشقق لأنها كانت منطقة جديدة، أما سكان مصر الجديدة من الشخصيات العامة فهم يسكنوها منذ أكثر من 30 عاما، وليسوا متجمعين فى نفس الشارع، ولا بيوتهم قريبة من بعضهم.
وأشار مساعد وزير الداخلية الأسبق إلى أن الجماعات الإرهابية تعتمد فى تنفيذ عملياتها على عنصرين الزحام والظلام، ومن ثم تنفذ عملياتها وسط المدنيين، فى القاهرة والمحافظات، مثلما استهدفت منطقة السوق بمدينة السويس بالأمس، وفى منطقة مصر الجديدة حيث يتم زرع العبوات ليلا لتنفجر فى الصباح، وتصيب الناس من رجال الشرطة والمدنيين.
وأكد المقرحى أن هدفهم من تلك العمليات أن يقولوا " نحن موجودين"، وقادرين على إفساد فرحة المصريين بمشروع قناة السويس الجديدة، التى جن جنونهم بسبب نجاحها، موضحا أنه لا علاقة لذلك بوفاة عصام دربالة بالأمس فى السجن؛ لأن جماعة الإخوان تنفذ تلك العمليات منذ الأربعينات، منذ أن أعطى الإرهابى حسن البنا أوامره بقتل سيد فايز القيادى بالجماعة؛ لأنه سأل البنا عن أموال الإخوان فى فلسطين.
وشدد الخبير الأمنى على ضرورة أن تتعامل الدولة بالحزم، لأن الخطط الأمنية قائمة على قدم وساق، ولكن لابد من قوانين رادعة فى مقدمتها قانون مكافحة الارهاب، وتطبيق قانون الكيانات الارهابية، وتحقيق العدالة الناجزة وتنفيذ أحكام القضاء.