استطاعت فرنسا مؤخراً أن تفرض نفسها على الساحة العربية بعقد العديد من الدول العربية صفقات أسلحة معها كانت تعتمد بشكل كلي على الصفقات العسكرية الأمريكية. ويأتي في إطار التعاون العسكري بين فرنسا ودول العرب: توقيع مصر وفرنسا في فبراير الماضي، اتفاقية تقوم بموجبها الأخيرة بتوريد 24 طائرة من طراز "رافال". جاء توقيع الاتفاقية على هامش زيارة قام بها وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان القاهرة، لتأكيد دعم باريس للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مواجهة الإرهاب. وقدرت قيمة الصفقة ب5.2 مليارات يورو، تم بموجبها بيع 24 طائرة رافال إلى مصر من إنتاج شركة داسو للطيران، وسفن حربية متعددة المهام تصنعها مجموعة الصناعات البحرية (دي سي ان اس) إضافة إلى صواريخ من إنتاج شركة إم بي دي ايه.
وذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن الصفقة التي أبرمتها وزارة الدفاع الفرنسية مع مصر وتشمل تسلم 24 طائرة "رافال" بالإضافة إلى صواريخ وسفينتين حربيتين، سيتم تمويلها بشكل كامل من طرف الحكومة المصرية. وذكرت الصحيفة أن مصر ستدفع ما يقارب 500 مليون يورو من أصل 5.2 مليار يورو قيمة الصفقة الإجمالية، على أن تدفع المبالغ المتبقية خلال الأعوام المقبلة. وأكدت "لوموند" أن وزارة الدفاع الفرنسية دعمت اقتراض الحكومة المصرية من بنوك فرنسية، وبفوائد معقولة من أجل إتمام الصفقة. غير أن مصادر مقربة من وزارة الدفاع الفرنسية أكدت أنه من المنتظر أن تلجأ مصر لدعم السعودية من أجل دفع تكلفة الأسلحة الفرنسية، كما حدث خلال السبعينات من القرن الماضي عندما دعمت المملكة صفقة شراء طائرات "الميراج 5". * صفقة طائرات "رافال" لقطر: كما وقعت فرنسا مع قطر اتفاقية مطلع مايو الماضي، يتم بموجبها دعم سلاح الجو القطرى ب24 طائرة فرنسية مقاتلة من طراز "رافال" بقيمة سبعة مليارات دولار. وشملت الصفقة أيضا تدريب 36 طيارا قطريا ومائة فنى على أيدى خبراء من الجيش الفرنسى". حيث أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنه تم توقيع صفقات مع السعودية بقيمة 12 مليار دولار، من بينها صفقة شراء 23 طائرة مروحية طراز H145 من شركة إيرباص بقيمة 500 مليون دولار. * السعودية أحدث الدول الخليجية التي توقع اتفاقات عسكرية مع فرنسا حيث أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أنه سيتم توقيع صفقات مع السعودية بقيمة 12 مليار دولار، من بينها صفقة شراء 23 طائرة مروحية طراز H145 من شركة إيرباص بقيمة 500 مليون دولار. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للصحفيين خلال لقائه ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أن فرنسا والسعودية تعتزمان التوقيع على بقيمة 12 مليار دولار، وتشمل العقود 23 طائرة هليكوبتر H145 من شركة إيرباص بقيمة 500 مليون دولار. وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إنه لا يزال يناقش سعر تعاقد على زوارق بحرية فرنسية تنتجها شركة دي.سي.إن.إس. وذكر فابيوس أن السعودية تنوي أيضا التوقيع على دراسة جدوى لمفاعلين تبنيهما مجموعة أريفا. وهذه العقود هي أحدث ما اتفقت عليه باريس مع دولة خليجية وتأتي بعد أن دعا زعماء الخليج الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في مايو الماضي، لحضور قمتهم في السعودية، وهي لفتة نادرة تجاه رئيس دولة أجنبية. ماهى ال"رافال" وفيما تستخدم: وكانت أول تجربة طيران للمقاتلة "رافال" عام 1986 كطيران تجريبي، وتم تصنيع فئات متنوعة منها، فئة مزودة بمقعد واحد، وأخرى مزودة بمقعدين للتدريب، وفئة ثالثة متطورة في مستويات التسليح، وفئة رابعة للإقلاع من حاملات الطائرات، ويبلغ طولها نحو 15 مترا تقريبا، ومزودة بمحركين من نوع "سنيكما إم 88-2"، وقادرة على الطيران بمدى 3700 كيلو متر، ويبلغ أقصى ارتفاع لها 16800 متر. استخدمت الطائرة "رافال" في العديد من المعارك والحروب التي شاركت فيها فرنسا، في أفغانستان وليبيا وفي مالي أيضا، وتشارك حاليا في الهجمات التي يقوم بها التحالف الدولي للقضاء على تنظيم "داعش" في العراق وسوريا.