تعتبر السياحة العلاجية فى العالم، من أهم الموارد الاقتصادية حيث تصل عوائدها إلى نحو 100 مليار دولار سنويًا ، وتتصدر الأردن المرتبة الأولى عربياً ، بنحو 1.8 مليار دولار سنويًا، وتعد مصر خارج منظومة السياحة العلاجية فى العالم، مقارنة بدول أخرى، كالأردن التى قامت بالاستغلال الأمثل لمواردها فى هذا المجال. وأوضح على الطراونة، الخبير الأردنى فى السياحة العلاجية، أن السياحة العلاجية بالأردن يقصدها السياح للعلاج فى البحر الميت، وحمامات عفرا، وحمامات ماعين، فضلاً عن كونها مقصدًا للمرضى العرب الذين يلجأون للعلاج فى الأردن، التى قامت بدمج علاج أمراض الجسد، مع الترويح عن النفس بفضل الطبيعة ومقومتها من العلاج الطبيعى من مياه حارة غنية بالأملاح مع الطين بركانى، وفى طقس معتدل وطبيعة خلابة. وأضاف الخبير الإعلامى أن الأردن من الدول المتقدمة فى مجال السياحة العلاجية الذى يعد من أهم القطاعات الاقتصادية للناتج المحلى الإجمالي، لما يقدمه من قيمة مضافة للاقتصاد الوطنى، والترويج للملكة عربيًا وعالميًا، بمجالات العلاج والطب، خاصة وأن الأردن تعتبر قبلة العرب والعديد من الجنسيات الأخرى التى تبحث عن العلاج الطبى بأرقى المستويات، وأسعار أقل من مثيلاتها بالعديد من دول العالم. وطالب محمد إسماعيل عبده ، رئيس شعبة المستلزمات الطبية بغرفة القاهرة التجارية، بإنشاء مدن طبية متكاملة، تحتوى على فنادق وعلاجات متخصصة وتقديم خدمة طبية سياحية للسائح الزائر لمصر، من أجل الاستشفاء مع أهمية اهتمام الدولة بتلك المنظومة. مع ضرورة توفير الأطباء المتخصصين، وتوفير شبكة طرق للتيسير على السائح لسهولة الوصول إلى هذه الأماكن، مع الاهتمام بالمحميات الطبيعية لسهولة التسويق والترويج للسياحة العلاجية، كما طالب بإنشاء شركات متخصصة للطب العلاجى، ولها نسبة من الأرباح لإنجاح المشروع والمنافسة عالميًا. وأشار إلى ضرورة إنشاء هيئة عليا للسياحة العلاجية، تكون تابعة لمجلس الوزراء، تضم خبراء وعلماء من الصحة والسياحة والبيئة والمركز القومى للبحوث، لوضع إستراتيجية للنهوض بهذا القطاع فى مصر. موضحًا أن الدولة لم تدرك الأهمية الطبية والعلاجية لهذه الأماكن حتى الآن بالشكل الذى يدفع بالعديد من الشركات الوطنية والأجنبية الكبرى إلى التنافس للاستثمار الأمثل فى هذا المجال. وأوضح جلال حجازى، رئيس شعبة السياحة بغرفة شمال سيناء، أن مصر تتميز بكثرة العيون والآبار الطبيعية ذات المياه المدنية والكبريتية، تختلف فى العمق والسعة ودرجة الحرارة بين 30 و37 درجة مئوية. خاصةوأن الأبحاث العلمية والتحليلات المعملية، أثبتت احتواء الكثير من هذه الينابيع الطبيعية على أعلى نسبة من عنصر الكبريت بالآبار المنتشرة فى مختلف أنحاء العالم. كما تحتوى هذه المياه الطبيعية على عدة أملاح معدنية، وبعض المعادن ذات القيمة العلاجية، من أمثال كربونات الصوديوم، ونسب متفاوتة من بعض العناصر الفلزية مثل الماغنسيوم، والحديد. وأشار إلى أن رمال مصر لا تقل ثراء عن مياهها فقد أظهرت الدراسات العلمية احتواء الكثبان الرملية بالصحراء المصرية على نسب مأمونة وعظيمة الفائدة من العناصر المشعة. وقد أدى العلاج بغمس بالطمى أو الرمال لفترات محددة إلى نتائج غير مسبوقة فى عدة أمراض روماتزمية، مثل مرض الروماتيد، والآلام الناتجة عن أمراض العمود الفقرى. ولفت جلال حجازى إلى أن أهم المناطق التى تتمتع بالعلاج الطبيعى ولها شهرة عالمية، هى منطقة حلوان وتمتاز بحماماتها الشهيرة، وبجوها الجاف وبمياهها الكبريتية، بالإضافة إلى الواحات البحرية والتى يوجد بها نحو 400 عين للمياه الكبريتية الدافئة والباردة، مما يؤهلها لتصبح من أهم المنتجعات العلاجية فى العالم.