تحتفل الأمة العربية والإسلامية بشهر رمضان الكريم , الذى يتميز بمظاهر وتقاليد وعادات ثابتة لا تختلف مهما مر الزمن، إلا أنه وبرغم ذلك هناك ظواهر جديدة تدخل على هذه العادات القديمة لتفسد على الناس احتفالهم بالشهر المعظم، ومن هذه الظواهر ظاهرة ارتفاع ارتفاع أسعار السلع بطريقة جنونية. ويستغل التجار زيادة الاحتياجات الغذائية والاستهلاكية للناس خلال الشهر الكريم لرفع الأسعار، وتحقيق أرباح هائلة على حساب المواطن البسيط، والذى يعانى أساسا من محدودية الدخل وارتفاع الأسعار فى غير رمضان، وبالتالى يصبح الشهر الكريم عبئا إضافيا عليه بدلا من أن يكون شهرا للتراحم والتقارب. فى السطور التالية قامت النهار بجولة بحى مصر القديمة للتعرف على أسعار السلع والمنتجات فى رمضان هذا العام.. يقول نور بائع دواجن بباب البحر، إن الأسعار ترتفع نتيجة ارتفاع اسعار الخدمات والعلف والنقل وحسب العرض والطلب فى السوق، ولأن شهر رمضان يزداد فيه إقبال الناس على الشراء، فمن المنطقى أن ترتفع الاسعار، مؤكدا أن هذا الأمر ليس بيد التاجر، وأن كيلو الفراخ البلدى وصل سعره إلى 28 جنيها والبيضاء 21 جنيها اما البط 38 جنيها، وأن هذه الأسعار سترتفع ثانية مع بداية الشهر الكريم. . وهو ما اتفق معه يوسف بائع الخضار بباب البحر، والذى أكد أن أسعار الخضروات والفواكه ترتفع نتيجة الإقبال على الشراء وكثرة الموائد و العزومات, مشيرا إلى سعر كيلو الليمون وصل إلى 20 جنيها، "فما بالك بالخضروات و الفاكهة؟!". أما محروس جزار بباب الشعرية فيرى أن الأمر مختلف بالنسبة له لأن أسعار اللحوم لا تتغير فهى معروفة 80 جنيها لكيلو الكندوز , البتلو 65 بالعظم وبدون العظم 100 جنيها للكيلو، أما الضانى فسعره 80 جنيها للكيلو، مشيرا إلى أن أغلب الأسر لا تأكل اللحوم الحمراء فى رمضان فالكل يتجه إلى الدواجن فهى خفيفة على المعدة فى الإفطار . من جانبها أوضحت الدكتورة رانيا طاهر أستاذ الاقتصاد بجامعة عين شمس، أن ارتفاع الأسعار يكون نتيجة لزيادة الطلب على السلعة , وشهر رمضان يتميز بكثرة الولائم و العزومات وتجمع العائلة فبالتالى يكثر الاستهلاك, إلا أنها شددت على ضرورة قيام الحكومة بالرقابة على الأسعار حتى لا يتلاعب التاجر بسعر السلعة. وترى رانيا أن هناك ضوابط و آليات لدى الحكومة تستطيع من خلالها ضبط الاسعار مثل المجمعات الاستهلاكية و منافذ البيع الحكومية وتسيير سيارات لبيع الخضروات و الفواكه, فكل ذلك سيجبر التاجر على أن يلتزم بالسعر بالإضافة إلى جهاز حماية المستهلك الذى يجب أن يحمى المستهلك فى مرحلة ما بعد البيع. . كما نوهت إلى أهمية قيام الجمعيات الاهلية بتوعية المواطنين والتواصل معهم مباشرة أو عن طريق الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعى. فيما يرى الدكتور عبد العال أحمد أستاذ الاقتصاد بجامعة الازهر، أن تقوم الحكومة بحساب تكلفة كل عمل سواء صناعى أو زراعى بما فى ذلك أجرة العمالة , والخدمات الداخلة والتكاليف المباشرة و غير المباشرة ثم تحدد هامش ربح معقول لصاحب راس المال او العمل وبالتالى سينصب اهتمام صاحب العمل على إتقان صنعته ويبتعد الناس عن شراء المستورد، وفى نفس الوقت يتم السيطرة على جشع بعض التجار و اقرار تسعيرة جبرية لحماية المستهلك خاصة فى مجال السلع الاستهلاكية الغذائية لخدمة اصحاب الدخل المحدود , مشددا على ضرورة قيام الدولة بمنع احتكار البضائع. ودعا أحمد التجار إلى الترأف بحال الناس فى جميع الأيام و ليس فى رمضان فقط ففى عهد الرسول الكريم اراد رجل ان يبيع قمح مبلل فنهره الرسول "ص" ووجهه إلى تنبيه الشارى بمواصفات و عيوب البضاعة. . وقد حدد القران الكريم ذلك بقولة تعالى (يا ايها الذين امنوا لا تاكلوا اموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها الى الحكام) وهى آية تبين حرمة قيام بعض التجار برشوة بعض الموظفين أو المسئولين لمنحهم الفرصة لاستغلال احتياجات الناس وأكل أموالهم بالباطل.