لم تظن «أم محمد»، التى تجاوز عمرها 60 عاماً، أن تقف بمحكمة الأسرة لتطلب الخلع، محاولة تصحيح خطأ استمر لأكثر من 17 عاماً، بزواجها عرفياً فى الخفاء من صديق زوجها الذى توفى، وتركها لصديقه يطاردها حيث ذهبت، حتى ضعفت وارتكبت معه الفاحشة لترضخ لطلبه بالزواج العرفى حتى لا ينقطع معاشها، واكتشافها أنه يطمع فى أموالها وإرثها من زوجها السابق. «ربنا حكمه أقوى من أى حكم»، بهذه الكلمات بدأت «أم محمد»، حديثها ل«الوطن»، داخل أروقة محكمة الأسرة بمدينة نصر، لحضور جلسة دعوى «خلع» زوجها المتقاعد على المعاش الذى يبلغ من العمر 70 عاماً، وبرفقتها ابنتها «رحاب» التى قررت الوقوف إلى جانبها ومرافقتها فى رحلة البحث عن حقها أمام القضاء، بعد غضب ابنها «محمد» منها بسبب زواجها خفية عقب وفاة الأب. قالت «أم محمد»: «تربيت فى طبقة متوسطة وتخرجت من معهد فنى تجارى إلى أن تزوجت من زوجى الأول وهو ذو مركز مرموق (رافضة ذكر عمله) وكان زوجى يرفع من شأنى فساعدنى على العمل فى وزارة الكهرباء بأحد القطاعات وكان زوجى دائماً بظهرى، وأثمر زواجنا عن إنجاب رحاب ومحمد وتزوجا الآن ولدىّ أحفاد منهما». تكمل الزوجة: «السعادة التى عشتها مع زوجى لمدة 10 أعوام لم تلبث أن تحولت إلى حادثة لن أنساها طيلة حياتى، فعقب عودته من الإسكندرية أصيب زوجى بحادث على الطريق وكان صديقه عبدالسلام بجوارى وقت وفاة زوجى وبعدها بدأ يتردد على زيارتنا من وقت لآخر، وحاول أن يلفت انتباهى بطريقته الحنونة وحبه لأولادى خاصة أنهم كانوا فى سن المراهقة، ولأننى ليس لدى أخ أو أخت وكنت وحيدة لم أجد بجابنى سوى عبدالسلام فى أى مأزق يكون بجوارى وكان صاحب أعمال حرة، ولأنه جار زوجى منذ الصغر كان زوجى يعتبره شقيقه ويحكى له كل شىء عن حياتنا». وواصلت الزوجة حديثها: «فاجأنى صديق زوجى بعرضه الزواج منى، وكان متزوجاً من قريبته ولديه أطفال وأعلم ذلك، فقلت له لو تزوجت سوف يقطع معاش زوجى وأفقد وصيتى على أولادى، وهذا لا أقبله لأننى أصبح أنانية أمام أولادى ورفضت بالفعل حينها، فظل يلاحقنى إلى أن استغل يوماً غياب نجلى بالمدرسة وارتكب الفاحشة معى ليصحى عواطفى داخلى وأننى باحتياج له وعرض أن نتزوج عرفياً دون معرفة أحد، وأنه سيجمع بينى وبين زوجته، وبالفعل بدأت حياتنا وكنت اشترطت عليه عدم الإنجاب وقتها». وتابعت: «وقتها كنت شابة طائشة ومافكرتش فى مصلحة أولادى، وفكرت فى مصلحتى بس، لكنى ربيتهم وعلمتهم لحد ما اتجوزوا، وماكانش حد عارف سرى، وكنت باخد معاش زوجى وفى عملى كما أنا، لكن المرض لم يترك أحداً، تدهورت حالتى الصحية لأصاب بمرض القلب والسكر وبدل من أن يظل الزوج بجوارى حينما علم من الطبيب أن المرض من الممكن أن يسبب الوفاة حاول استغلال كل شىء لصالحه طلب أن أعمل له توكيلاً بكل ما أملك من ورث زوجى وورثى فى والدى وشقة الزوجية التى أقيم بها، وحينما رفضت سبنى بأصعب الشتائم، مما جعلنى أسقط بالأرض لا أدرك ما حولى وكان من حسن حظى زيارة أولادى لى حينها، فوجدوه وشكوا أنه حرامى وقدم لهم وثيقة الزواج العرفى ليصابوا بالهلع من زواج أمهم بعد وفاة والدهم دون علم أحد، وقال زوجى لهم: مامتكم برا ومحدش بالبيت، لكن حفيدى اكتشف وجودى لأنه شاهدنى أتنفس بواسطة الجهاز داخل الغرفة وجاء أولادى لينقلونى إلى مستشفى خاص». وتضيف: «ذهب زوجى لمحكمة الأسرة لإثبات عقد زواجنا العرفى بعد 17 عاماً زواجاً سرياً فى الخفاء دون معرفة أحد، وعلمت أنه كان همه هو ورثى وأخذ شقة الزوجية وبإثبات العقد قام بتقديمه للتأمينات ليظهر لى مبلغ 180 ألف جنيه طيلة السنوات الذى أخذت فيها معاش زوجى وطلبت أن أسدد المبلغ على فترات أمام المحكمة التى حكمت للتأمينات وفضح أمرى أمام الجميع، فطلبت من نجلى أن يطلقنى من ذلك الرجل الذى كل همه أن يرث حقى فرفض الزوج تطليقى وقال لابنى انت مفكر كنت متجوز مامتك عشان جمالها طيلة زواجى وهى بتصرف وأنا باشا عايش معاها وآدينى سترتها بدل ما كان الكل هيطمع فيها وليا أورث فيها عنكم، فغضب نجلى وحاول ضربه فطرده خارج الشقة إلى أن لجأت للقضاء لطلب الخلع منه»