"إعادة الأمل".. يبدو أنها ليست عملية تالية للضربات الجوية التي سبقتها، والأرجح أن تكون هذه آخر مراحل الحزم، بحسب المحللون. فتحريك قوات الحرس الوطني السعودي قبل ثلاث ساعات تقريبا من الإعلان رسميا عن انتهاء "عاصفة الحزم" أثار تساؤلات عن العلاقة التي تربط بين الحدثين، وهل سيكون هناك ارتباط بين تحريك قوات الحرس الوطني وعملية "إعادة الأمل"، خاصة أن بيان انتهاء عاصفة الحزم أكد أنه سيتم التصدي لخطر الحوثي على الأرض إذا ما شكل اعتداءً أو خطرا على الشعب اليمني وعلى نجاح عملية إعادة الأمل لهم، والسطور التالية ترصد التفاصيل: قال عبدالله إسماعيل، الإعلامي والمحلل السياسي اليمني، إن خيار التدخل البري في الأراضي اليمنية، من جانب قوات التحالف العربي وقوات الحرس الوطني السعودي غير متوقع، مؤكدا أن التحرك البري فيما يبدو أنه ليس موجودا بين خيارات التحالف العربي. وأضاف "إسماعيل"، في تصريحات خاصة ل"صدى البلد"، أن تصريح السعودية بتحريك قوات الحرس الوطني السعودي للمشاركة في الحرب، لا تعني التدخل البري حاليا في اليمن، ولكن التحالف العربي يحاول اتخاذ إجراءات من شأنها افساح المجال أمام الحوثيين لتقديم حسن النية، منتظرة منهم ردة فعل عاقلة بعد توقفها عن قصفهم، مع بقاء الخيار العسكري. وفي السياق ذاته، قال فيصل المجيدي، المحلل السياسي اليمني، إن عملية "إعادة الأمل" التي تم إعلانها كمرحلة تالية لعاصفة الحزم، لن تكون عملية للتدخل البري داخل الأراض اليمنية، بل لإفساح الطريق أمام المبادرات السياسية التي طفت على السطح مؤخرا، الأمر الذي لا يعني توقف العملية العسكرية نهائيا. وأضاف "المجيدي"، في تصريحات خاصة ل"صدى البلد"، أن أي عملية عسكرية سينفذها التحالف العربي ستكون ردة فعل علي ما سيقوم به الحوثيون، وذلك حتى تنفذ جماعة الحوثي قرارات مجلس الأمن بتسليم الأسلحة والعودة للعملية السياسية والانسحاب من عدن وباقي المدن التي تمددوا بها. كما أكد اللواء ممدوح عطية، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن المملكة العربية السعودية بدأت آخر مرحلة من مراحل "الحزم" في اليمن؛ بما أصدره الملك سلمان منذ ساعات بتدخل الحرس الوطني، إلا أن أمد الاشتباك البري سيطول؛ لظروف الطبيعة الوعرة التي ستشهد أحداث الحرب في اليمن. وقال عطية، في تصريح خاص ل"صدى البلد"، إن ما قامت به المملكة العربية السعودية، حقها الشرعي في الحفاظ على أمنها القومي، بعد أن بات الخطر يهدد حدودها الجنوبية، والحرس الوطني الأولى بتنفيذ هذا الهجوم البري، كما قال الخبراء الضالعون في العلوم العسكرية والإستراتيجية، إن الحرب البرية آتية لا ريب فيها، وإن أي معارك لا يحسمها الطيران ولا الصواريخ. وأضاف أنه على الرغم من أن تدخل القوات البرية أصبح ضرورة لا غنى عنها، وأن الملك سلمان اتخذ قرارا كان لابد من اتخاذه عاجلا أو آجلا إلا أن الحرب في اليمن ليست تقليدية، حيث إنها ستتم في طبيعة جبلية وعرة، ومن المعروف عسكريا أن أصعب أنواع الحروب تلك التي تكون في الجبال أو المناطق المبنية، ومن ثم ستكون الخسائر فادحة للأطراف المشاركة. ولفت إلى أن الطبيعة الجبلية في اليمن تشبه كثيرا الطبيعة الجبلية في المملكة العربية السعودية، ومن ثم ربما يسهل هذا التشابه المهمة على قوات الحرس الوطني السعودي. ورجح اللواء حسين زكريا، رئيس هيئة البحوث العسكرية ومدير أكاديمية ناصر العسكرية العليا السابق، أن يكون الهدف من الأمر الصادر عن خادم الحرمين الشريفين بمشاركة قوات الحرس الوطني في "عاصفة الحزم" تأمين حدود المملكة العربية السعودية من أي اختراقات بعد التهديدات التي أطلقها الحوثي مؤخرا في هذا الجانب. وكان التليفزيون السعودي أعلن في بيان له، انتهاء عملية "عاصفة الحزم" وبدء عملية "إعادة الأمل" بعد أن حققت العمليات أهدافها، ووفقًا للبيان وتصريحات الناطق الرسمي باسم "عاصفة الحزم" العميد ركن أحمد عسيري، فإن عملية "إعادة الأمل" للشعب اليمني، ستبدأ وفق قرار مجلس الأمن الدولي تحت البند السابع، والتي ستبدأ في منتصف الليل وبالتحديد عند الساعة 12 منتصف الليل. وفي تصريحات للعسيري لقناة "العربية"، نشر على موقعها الإلكتروني، ذكر أن عمليات إعادة الأمل، التي سيكون فيها مراقبة جوية وبحرية، إذ سيتم استهداف تحركات الحوثيين إذا حاولوا الإضرار بالمدنيين، وهذا شق عسكري، إضافة إلى جانب الشق السياسي.