يقلقنى كثيراً بل أستطيع أن أقول أننى مرعوب مما يَحدث فى بلدنا هذه الأيام وأقصد مُنذ أن أشعل نجاح الثورة التونسية حماس المصريين للتعبيرعن آلامهم ومُعاناتهم الطويلة فكانت الإنتفاضة التى تحولت الى ثورة نجحت فى تحقيق هدف أول لم يَكن يتوقعه أكثر المتفائلين وهوالإطاحة بالنظام السابق ويبدو أن مصرلم تكن جاهزة لحدوث هذه الثورة التى كشفت أن الحياة السياسية فى مصرخالية من قيادات سياسية حقيقية مُعارضة تستطيع قيادة مصرالى برالأمان وأن قيادات المُعارضة الوهمية إستطاعوا خِداع الشعب المصرى بقوه واهية وقُدرات غيرُحقيقية لحل مشاكل الوطن بعد أن سمح النظام السابق بهامش حرية وعندما سقط النظام وعاش الشعب الفرحة ومرت أيام الجمع ذات الشعارات الجذابة وأفرغ المُناضلون ما فى جوفهم من شعارات ونضبت الأهداف الكلاميه وتضخمت سلبيات الثورة من الفراغ الأمنى والبلطجة والمُظاهرات الإحتجاجية والفئوية وزيادة الأسعار وتعطل العمل وعَبرت كل التيارات عن نفسها مؤكده عن أدوارها الرئيسية فى إنجاح الثورة ولا أعرف كيف ومتى نُطلق على الثورة أنها قد نجحت المهم أننا إنتظرنا بعد زوال الفرحة وقيام الثوار بإختيار حكومتهم وإعطائها الشرعية من ميدان التحريرظهور بشاير إيجابية لنجاح الثورة التى صبغ الغرب والولايات المتحدة عليها من الصفات التى أعمتنا والهتنا عن القيام بما يُوجب علينا القيام به لتحقيق الأهداف التى حلم بها الشعب المصرىبل على العكس تماماً فمازالت الشعارات تُدوى ومازال الموقف يزداد سوءا ولا يجب أن ندفن رؤسنا فى الرمال أن أردنا النجاح فالشارع غيرُ آمن و البلطجة تزداد والفوضى عامة والفتنة مشتعلة والموقف الإقتصادى فى تراجع والإحتياطى يتناقص والإنتاج يتدنى والموقف السياسى انكشف ضعفه وخلو الساحة ممن له رؤيه والحالة الأخلاقية فى تراجع كبير تضعف الأمل القريب فى التغيير فضاعت الحدود فليس هناك كبيرفى السن ولا المقام الكل يتجاوز مع الكل وهذه مُصيبة كبرى ووصل التجاوز للتعدى على هيبة الدولة والغريب أن نجد الكثيريين يدعموا هذا التجاوز وهذا التعدى والذى ظهر فى قيام كل من يعترض على قرار للحكومة فرض إرادته بالقوة فأصبح قطع الطرق والسكك الحديدية والإعتداء على الاملاك وسائل ضغط على الحكومة والغريب والمحزن ان الحكومة أزعنت بشكل او بأخر لهذه الضغوط وهذا ضعف غير مَقبول أومُبررولا يمكن تفسيره على ان هذه هى الحرية التى قامت الثورة من اجلها فهذا التسيب لن يصل بنا الى ما كنا نتمناه بل قد يصل بنا يوماً الى مزيد من الدكتاتوريةولا يجب أن ينافق أى مُحب حقيقى لهذا البلد الثورة خوفاً من إتهامه بحزمة الإتهامات الجاهزة التى تُكال لكل من يَنتقد أو يُبدى رأياً مُخالفاً لمن نصَبوا أنفسهم أوصياء على هذا الشعب وهم من عاشوا وهم الزعامة التى قد تودى بنا الى ما لا نتمناه لعدم وضوح رؤاهم فى حل مشاكل مصر الجسام مصرتستحق منا أكثرمن ذلك بكثير إن اللهلا يُغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم والمطلوب التمسك بمكارم الأخلاق التى حثت عليها الأديان جميعاً وهى الملاذ الأخير فهل ننجح؟ نرجوذلك ولن نفقد الأمل