التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم الأربعاء، وفد الدبلوماسية الشعبية الإثيوبي، برئاسة السيد محمد رشيد، نائب رئيس المجلس الفيدرالي. وضم الوفد في عضويته تمثيلا لمختلف شرائح الشعب الإثيوبي من البرلمانيين ورجال الدين والأدباء والفنانين وأساتذة الجامعات وأعضاء المراكز البحثية. وحضر اللقاء كذلك السفير المصري في أديس أبابا والسفير الإثيوبي بالقاهرة، واستهل نائب رئيس المجلس الفيدرالي اللقاء بالترحيب بالرئيس مع الإعراب عن الامتنان لزيارته لإثيوبيا والتي جاءت وفاءً بوعده بإتمامها وإلقاء خطاب في البرلمان الإثيوبي. حفاوة الاستقبال كما وجه "رشيد" الشكر للرئيس على حفاوة الاستقبال التي قوبل بها وفد الدلوماسية الشعبية الإثيوبي أثناء زيارته إلى مصر من الرئيس وكذا من الحكومة والشعب المصري. وأضاف "رشيد": أن التوقيع على إعلان المبادئ الخاصة بسد النهضة في الخرطوم أول أمس يدشن لحقبة جديدة من العلاقات القائمة على التعاون والتفاهم وسينقل تلك العلاقات إلى آفاق أرحب. سد النهضة واستمع الرئيس خلال اللقاء إلى مداخلات أعضاء وفد الدبلوماسية الشعبية الإثيوبي الذين أكدوا خلالها، امتنانهم الشديد لزيارة الرئيس والتي تعد الأولى من نوعها منذ عقود طويلة، كما أكدوا ترحيبهم بإعلان المبادئ الموقع في الخرطوم، مؤكدين أهمية أن يكون هذا التعاون والتفاهم نموذجًا للعلاقات بين الدول الأفريقية. قيادة السيسي وأشاد أعضاء الوفد بالتوجهات الإيجابية والمواقف البناءة للرئيس، مشيرين إلى قيادته الحكيمة ومواقفه المتوازنة سواء على صعيد الداخل المصري أو في النطاق الإقليمي وعلى المستوى الدولي، منوهين إلى رسالة الرئيس التي يلمسونها لنشر قيم التسامح وإرساء الاستقرار وبناء السلام، والتي تعد محل تقدير من العالم أجمع. وأضاف أعضاء الوفد: أن العلاقات المصرية الإثيوبية وما شهدته من توقيع على اتفاق إعلان المبادئ الخاص بسد النهضة إنما تحتاج إلى مزيد من الرعاية والاهتمام من خلال العمل الجاد والدءوب من أجل تنمية جسور الثقة والتفاهم بين مصر وإثيوبيا وشعبيهما الشقيقين، ومن ثم فإن البلدين في حاجة ماسة إلى المضي قدمًا في تعميق التعاون فيما بينهما لتحقيق الاستفادة العادلة من موارد نهر النيل. كما نوَّه أعضاء الوفد إلى الدور المحوري للإعلام الذي يمكن توظيفه في اتجاهات مختلفة، ومن ثم فإنه يتعين التوجه نحو مزيد من الإيجابية وتعزيز الثقة المتبادلة وشرح وإيصال الحقائق إلى الشعبين المصري والإثيوبي بما يخدم الجهود الصادقة التي يتم بذلها على المستوى الرسمي. وأشاد أعضاء الوفد بالنتائج الإيجابية المثمرة التي أحرزها مؤتمر دعم وتنمية الاقتصادي المصري، متمنين لمصر تحقيق المزيد من النجاحات على كافة الأصعدة، منوهين إلى تقديرهم البالغ لحرص الرئيس على إتمام زيارته لإثيوبيا بعد انتهاء المؤتمر بفترة زمنية قصيرة وهو الأمر الذي يدلل على أهمية علاقات مصر بإثيوبيا. كما أعرب الرئيس السيسي عن سعادته للقاء أعضاء وفد الدبلوماسية الشعبية الإثيوبي للمرة الثانية، موضحا أن طول الفترة الزمنية التي لم تشهد زيارات على المستوى الرئاسي المصري إلى إثيوبيا، وإن كانت لا يجب ألا تتكرر، تعكس مدى حساسية موضوعات المياه التي تتطلب عناية فائقة لمعالجتها وتناولها فضلًا عن توافر الإرادة السياسية المشتركة. وذكر الرئيس أنه يعول على تفهم الشعب الإثيوبي لشواغل أشقائه في مصر الذين يناهز عددهم تسعين مليونًا وليس لديهم سوى مصدر وحيد للمياه يتمثل في نهر النيل. وأضاف الرئيس: "أن التفهم يتعين أن يكون متبادلا، فمصر تقدر مخاوف إثيوبيا من تكرار مشاهد المجاعة التي ضربتها في التسعينيات والتي آلمتنا جميعا ونتمنى ألا تتكرر مرة أخرى". وحذر الرئيس من مغبة انتشار الإرهاب والفكر المتطرف، ولاسيما استغلال الاختلاف في الدين بل المذهب أيضًا من أجل تقسيم وتفتيت الدول والشعوب وتهديد مقدراتها، منوها إلى أهمية دور علماء الدين في مواجهة الفكر المتطرف وصياغة برامج متكاملة لتصويب المفاهيم. وأكد أن أعمال الإرهاب والذبح وترويع الآمنين بعيدة تمام البعد عن أي دين سماوي، فجميع الأديان السماوية تحض على قيم التسامح والتعارف وقبول الآخر، فضلا عن أن الاختلاف سنة كونية تستهدف إثراء الإنسانية والمساهمة في البناء الحضاري. ووجه الرئيس رسالة إلى الشعب الإثيوبي للحفاظ على وطنه وصون مقدراته من أية محاولات لبث الفرقة، مؤكدا أن تلك هي رسالة مصر لأشقائها الأعزاء في الدول العربية والأفريقية. ووجَّه الرئيس الدعوة لوفد الدبلوماسية الشعبية الإثيوبي لزيارة مصر، معولا على دور أعضائه في تنظيم زيارات متبادلة بين الوفود الشعبية من البلدين للتعرف على شواغل كل طرف وبث الطمأنينة في نفوس أبناء الشعبين الشقيقين. واختار الرئيس اثنتين من أعضاء الوفد لتولي هذه المهمة من خلال صياغة برنامج فعال لزيادة تنشيط الدبلوماسية الشعبية بين البلدين والعمل على زيادة التفاهم وتوطيد أواصر العلاقات الشعبية.