كتبت: نورهان عبداللهأعرب الكاتب والإعلامي إبراهيم عيسى عن استياؤه من محاكمة مبارك التي تتم الآن موضحاً أن هناك فرق بين العدالة والأخذ بالثأر ومايحدث لمبارك هو الأخذ بالثأر لا تحقيق العدالة التي قامت من أجلها ثورة 25 يناير ,حيث أكد عيسى خلال اللقاء الذي عقدته مكتبة ديوان بالزمالك مساء أمس الاربعاء 13 أبريل 2011 أن القيم التي شهدها ميدان التحرير تتعرض للخطر الشديد إزاء فكرة المحاكمات .وأضاف قائلاً حول الطريقة التي تم القبض بها على رجل الأعمال إبراهيم كامل هى أشبه بالطريقة التي تعامل بها نظام مبارك مع عصام العريان , مؤكداً أن مايجري الآن ليس له علاقة بالعدالة طالما الشعب يريد عدالة حقيقية , مسترشداً بثورة يوليو حيث اكتفى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بإزاحة الملك دون محاسبته ,لذلك فضل الكاتب إبراهيم عيسى أن يتم التعامل مع حسني مبارك كما تعامل عبد الناصر مع الملك ولكن هذا لايمنع ترك المذنبين دون محاكمة .وحول الطريقة التي يتم بها محاسبة مبارك قال إبراهيم عيسى مستنكراً أن يكون القضاء قد استقل في 60 يوم , مؤكداً أن الحل الوحيد هو استمرار حجز مبارك وذلك للإنتقال من مرحلة الثورة للسياسة ومع بداية وجود رئيس منتخب ومجلس منتخب في المرحلة القادمة يتم من خلاله محاسبة مبارك بالعدل لا بالمشاعر وبالثأر ولو حتى بقانون الطوارئ ,فبذلك ستحقق الضمانة الحقيقية لقيم ثورة 25 يناير بإقامة دولة تميزها العدالة وسيادة القانون , حتى لاينتزع من ثورة 25 يناير أنبل القيم .وتابع الكاتب إبراهيم عيسى قوله موضحاً أن محاكمة مبارك بطريقة غير عادية تحقق كل مايريده نظام مبارك السابق وستتهم الثورة على إنها ثورة غير عادية , فقد استنزفت محاكمة مبارك وقضيته تفكير الشعب والقوى السياسية ومن الذكاء ألا ننشغل بإستنزاف حول هذه القضايا بقدر مانستنزف تفكيرنا حول بناء مصر .واشار الكاتب الكبير حول بروز حزب طلعت السادات الجديد نافياً أن يتم محاسبته بإعتباره مفكر سياسي مشيراً أن طلعت السادات هو في الاصل ظاهرة تليفزيونية لطيفة ولايمكن التعامل الجاد مع هذه الظواهر بالإضافة إلى ظاهرة مرتضى منصور والتي اعتبرهما الكاتب شخصيات مسلية لا أكثر من ذلك .وناشد عيسى عابثاً بحاجة مصر إلى صحيفة ضد الثورة , مشيراً إلى ماذهبت إليه صحف الآن من تلون بعد ثورة 25 يناير متسائلاً هل أصبحت الصحف كلها رأى واحد وموقف واحد , حيث أوضح أن عملية التلوين في الإعلام المرئي والمقروء أمر طبيعي تمر به المراحل الإنتقالية وتلك هى مشكلة الإنتقال من الثورة إلى مرحلة سياسية , مبدياً سعادته بالتغير الذي طرق على حال شعب مصر واهتمامهم السياسي الذي يزداد يوماً بعد يوم بعد أن تم حصر كرة القدم في إطار رياضي فقط ..لم ينتقد عيسى خلال اللقاء موقف المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي أيد الثورة وتعاون مع الشعب لكنه أبدى إندهاشه من قرارات المجلس الاعلى للقوات المسلحة والتي تغيبت عنها في الفترة الاخيرة الشفافية والإرادة الشعبية فيما يخص التعديلات الدستورية ,وخاصة خضوعهم واستجابتهم للمحاكمات التي يطلبها الشعب تجاه الفاسدين أما فيما يخص المرحلة القادمة لا توجد الطاعة المطلوبة مؤكداً أن هناك أمراً غريب بين الإفراط في الطاعة والتقطير في الإستجابة .كذلك رفض إبراهيم عيسى فكرة اقتحام الجيش داخل ميدان التحرير يومى الجمعة والسبت الماضين متسائلاً ماذا يعني احتجاج عسكري, فماحدث من اعتصامات في اليوم هذا هو بمثابة استنزاف للثورة .واختتم عيسى قوله بضرورة بناء احزاب جديدة بديلة للاحزاب السياسية السابقة للنهوض بمصر إلى الأمام في المرحلة القادمة , ثم احتفل الكاتب الكبير والإعلامي بتوقيع احدث اصداراته مع الحاضرين .