انتقد عدد كبير من شباب الإخوان، اجتماع عدد من قيادات التنظيم وحلفائهم، ممن كانوا أعضاء فى مجلسى الشعب والشورى المنحلين، أمس الأول، بتركيا، واصفين الاجتماع ب«المهزلة»، والخداع للشباب. وكان عدد من قيادات الإخوان وحلفائهم، من أعضاء مجلسى الشعب والشورى المنحلين، قد أعلنوا استئناف عقد جلسات البرلمان مجدداً، فى فندق «تيتانك» بمدينة إسطنبول التركية، وشكلوا لجاناً لإجراء لقاءات مع البرلمانات الأوروبية. وقال أحمد المغير، المعروف ب«رجل خيرت الشاطر»، تعليقاً على استئناف جلسات البرلمان فى الخارج، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»: «أعلنوا عن برلمان مش موجود، فى فندق يدل اسمه على سفينة غارقة، مرتبط عند الناس بفيلم رومانسى مات بطله فى النهاية، ما جَمع إلا ما وفق، لقد أصبحنا أضحوكة العالم، على جميع المستويات». وقال أحمد عبدالله، أحد شباب التنظيم، على صفحته على «فيس بوك»: «قال يعنى لما كان برلمان محلى عرفوا يعملوا حاجة عشان يعملوا وهو دولى»، متابعاً: «حتى قيادات التنظيم اللى كنا مفكرينهم عاقلين، طلعوا ولا بيفهوا أى حاجة، ومعتقدين إن محمد مرسى ممكن يرجع!! حقيقى دى مهزلة». من جانبه قال أحمد عبدالعاطى، كادر شاب فى تنظيم الإخوان، ل«الوطن»: إن باسم خفاجى، القيادى بما يسمى التحالف الوطنى لدعم الشرعية، هو الممول الرئيسى للاجتماع، بدعم تركى، مؤكداً أن القيادى جمال حشمت يرغب فى الظهور فى الصورة والتواصل مع شباب الإخوان، لإقصاء محمود حسين، الأمين العام للتنظيم، والاستحواذ على المنصب. وأكد أن قيادات الإخوان أرادت تشكيل برلمان موازٍ، على غرار ما قام به مجموعة من المعارضين لنظام مبارك عندما شكلوا برلماناً موازياً، لبرلمان 2010، بعد الإطاحة بهم من الانتخابات. وتابع: «قيادات الإخوان معزولون عن الواقع فى مصر، وغير قادرين على اتخاذ قرار المصالحة مع النظام أو الاستمرار فى دعم المظاهرات، لكنهم فى النهاية هم من سيطلبون المصالحة، بعد تلاشى فرص الجماعة فى الحصول على أى مكاسب سياسية، كان من الممكن تحقيقها خلال الفترة الماضية». واختتم «عبدالعاطى» قائلاً: «الفجوة بين القيادات والشباب مستمرة وتتفاقم يوماً بعد الآخر، ولا يمكن أن يعود الإخوان إلى المشهد السياسى، طالما بقيت هذه المشاهد الهزلية». وصف سياسيون ونشطاء بالإسكندرية لجوء تنظيم الإخوان الإرهابى لعقد جلسة برلمانهم المنحل فى تركيا، بأنه عمل صبيانى يؤكد انفصال التنظيم وأعضائه عن الواقع، وشددوا على أن فعاليات الإخوان الهاربين هى استمرار لتنفيذ مخطط العمل ضد مصالح الدولة، منتقدين دور الحكومة التركية التى رعت تلك الخطوة، فى محاولة واضحة لمناهضة إرادة المصريين. وقال إيهاب زكريا، عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار: «تحركات تركيا تؤكد استمرارها فى مناهضة إرادة المصريين الذين عبروا عنها فى 30 يونيو، ويبدو أن الهاربين فى تركيا لا يعرفون أننا قمنا بإقرار دستور جديد وانتخبنا رئيساً وطنياً، وعلى مشارف انتخابات برلمانية، لا مجال فيها للاتجار بالدين أو شراء ذمم الفقراء بالزيت والسكر». وأكد محمد يكن، أمين حزب الأحرار الدستوريين، أنه من الطبيعى رعاية تركيا لتلك الفعاليات المناهضة للنظام المصرى، لافتاً إلى أنها كدولة تخلت عن التقاليد المعروفة فى التعامل مع الدول، فى مقابل مصالح ضيقة تجمعها مع جماعة أصبحت مرفوضة من الشعب المصرى، وأضاف قائلاً: «أقول لنواب الإخوان الهاربين فى تركيا، أنتم لا تمثلون إلا أنفسكم، لأن الشعب المصرى ثار عليكم، وأنقذ الشعب من تجارتكم بالدين، واختزالكم للوطن فى جماعة». وأشار حسنى حافظ، أمين حزب الوفد بالإسكندرية، إلى أن الإخوان لم يستوعبوا ما حدث فى 30 يونيو، وهذا أكبر دليل على أنهم منفصلون عن الواقع المصرى الذى نعيش فيه، فكل ما يحدث فى تركيا مجرد لعبة مصالح، وعلينا أن نركز فى المرحلة المقبلة وأن نستكمل بناء مصر دون النظر لما سبق. كما استنكر الدكتور محمد محيى الدين، النائب السابق بمجلس الشورى، ما أعلنه القيادى الإخوانى جمال حشمت وبرفقته عدد من النواب السابقين المنتمين لتنظيم الإخوان، وقال إنها خطوة تدل على عدم اتزان فى محاولة من فصيل منبوذ لتعطيل مسيرة الديمقراطية. ولفت محمد عبدالكريم، عضو الجمعية الوطنية للتغيير، إلى أن تنظيم الإخوان لم يفقد السلطة والشعبية والقدرة على خداع المواطنين، بل فقد أيضاً القدرة على الإبداع، معتبراً أن أفضل شىء يستطيع الإخوان فعله فى الوقت الحالى هو الانسحاب نهائياً من العمل العام وحل الجماعة بشكل حقيقى. ووصف إيهاب القسطاوى، منسق حركة مصريين من أجل التغيير، قيادات الجماعة بأنهم يهزون فى شوارع تركيا وقطر، مضيفاً: «المشكلة الحقيقية ليست فى أهمية ما يفعلونه، لكن فى الصورة السيئة التى يحاولون إيصالها إلى العالم عما يجرى فى مصر».