هناك حالة من الغليان في الشارع الأمريكي وخاصة لدي السود الأمريكيين الذين أصبح قتلهم هو الوسيلة الوحيدة لجهاز الأمن الأمريكي، والكارثة أن هؤلاء السود لا يحملون مولوتوف ولا أسلحة ولا شيئا ولكن قضيتهم أنهم سود من الدرجة الثانية في الوطن الأمريكي الذي يدعي الديمقراطية والحريات. ونتساءل أين منظمة هيومن رايتس والمعاهد الديمقراطية التي تدعي الحفاظ علي حقوق الإنسان وهي تقف صامتة أمام جبروت الأجهزة الأمنية ولا يستطيعون التكلم وإلا سيكون الطرد هو المصير ومنع الدولارات عنهم ولكن لو حدث ذلك في مصر تقوم الدنيا ولا تقعد ؟! ونحن نتساءل وننبه أن السود في أمريكا تمت إهانتهم في وجود رئيس أسود "أوباما " وهذه مفارقة تاريخية تحتاج وقفة وتدل علي أن الإدارة الأمريكية وأوباما يتاجرون بالديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم ويحتقرونها في بلادهم فالديمقراطية في أمريكا أبيض .. أسود .. أخضر علي طريقة أوباما. وبرر المرشح الانتخابي عن مركز قويسنا، استخدامه هذه الوسيلة للدعاية، بالشبه الكبير بينه وبين الرئيس عبد الفتاح السيسي حسب تأكيدات المقربين منه، معربا عن أمله في الفوز بمقعد البرلمان بعد خسارته في انتخابات 2012. الصورة أثارت قضية الشعارات الانتخابية التي يستخدمها المرشحون عادة في جولاتهم الانتخابية، فكل مرة يستولى المرشحون على أصوات الناخبين بالشعارات, فسبق وأن استخدم الإسلاميون شعارات لسرقة أصوات الناخبيين مثل زالإسلام هو الحل, الإسلام منهج حياة، ونحمل الخير لمصر، ومعا على طريق النورس, كل ماسبق وغيرها شعارات انساق وراءها الشعب الذي كان يأمل عقب نجاح ثورة 25 يناير أن تكون الانتخابات هذه المرة نزيهة بعيدة عن التزييف والتزوير, خاصة بعد ما حدث في انتخابات 2010 التي كانت من أسباب قيام الثورة، إلا أنه وجد أن الأمر لم يأت بجديد، وتبنى الإخوان نفس أساليب الحزب الوطنى السابق، فكان تزييف الوعي باسم الدين, ولكن من المؤكد أن الشعارات الدينية لن يكون لها وجود في الانتخابات البرلمانية المقبلة, بل ظهرت على الساحة موجهة جديدة من الشعارات، مثل زتحيا مصرس,سقد الدنياس,سنظارة السيسيس, البدلة اللبنى ز, مفردات قاموس رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي وبعض سلوكياته خلال الفترة السابقة, التي يستخدمها المرشحون، استغلالا لشعبية الرئيس وكثرة محبيه للحصول على أصوات محبى السيسي, متخذين من هذه المفردات بابا لسرقة أصوات المصريين, المشهد قد يدعو للريبة والشك من عودة نظام مبارك إلى الساحة البرلمانية من جديد خاصة بعد الحكم بالبراءة عليه هو وأبنائه. ويبقى السؤال هل سيسعى الشعب إلى تطبيق قواعد الاختيار الموضوعي, أم سنعيد الكرة فى صراعات وتكتلات تكون نتيجتها فساد الحياة البرلمانية والتشريعية, خاصة أن بعض الخبراء السياسيين يعتقدون أن برلمان 2014 سيكون من أخطر البرلمانات فى تاريخ مصر، والسبب يرجع لأنه سيكون مسئولا لأول مرة عن تشكيل الحكومة ومحاكمة رئيس الدولة، والمشاركة الحقيقية فى قضايا الأمن القومي. بدايةً أكد محمد أبو حامد, عضو مجلس الشعب السابق أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قال بشكل واضح إنه ليس محسوبا على أحد وأنه محسوب على الشعب فقط , وأنه ليس له ظهير سياسي لأنه يكتفي بالظهير الشعبي , كما أشار أيضا إلى أن الرئيس أكد في أكثر من مناسبة أنه لم يحظَ بدعم أحد في الانتخابات الرئاسية, وبالتالي لن يستطيع أحد كما كان يحدث في الحكومات السابقة الحصول على أي دعم أو مزايا إذا انتسب إلى مدرسة السيسي أو ادعى إيمانه بأفكاره ومبادئه. وصنف أبو حامد تلك الفئة من المرشحين إلى نوعين, الأول نوع مؤمن فعلا بأفكار ومبادئ السيسي لأنها تعبر عنه ولكنه ليس لديه القدرة ولا المؤهلات لتحقيق تلك الأفكار على أرض الواقع, أما النوع الثاني فيلجأ للمتاجرة السياسية حيث يستغل البعض شعبية السيسي وحب المواطنين له , فيروج لانتسابه لنفس هذا التيار, فيرتدي عباءته ويدعم توجهاته ظنا أنه قد يحصل على مكاسب معينة كما كان يحدث في الحكومات الفاسدة السابقة. أما فيما يتعلق بإمكانية تسبب تلك الممارسات في زعزعة ثقة المواطنين في العملية الانتخابية أكد أن الشعب لن تتزعزع ثقته ولن يشعر بالقلق طالما لا يدعم الرئيس السيسي أو الحكومة تلك الممارسات, فالرئيس أكد خلال لقائه مع الإعلاميين في ختام زيارته لنيويورك، أنه حتى لو تمكن البعض ممن يريدون العمل ضد مصالح الوطن من دخول البرلمان بطرق ملتوية فإن الشعب المصري سيسقط هذا البرلمان كما أسقط الإخوان, وأن الدولة لن تتدخل في الانتخابات البرلمانية سوى بتنظيم الإجراءات وتوفير الحماية وتطبيق القانون. وحول تأثير تلك الدعاية على إرادة الناخب, أشار أبو حامد إلى أن الشعب اكتسب وعيا وتعلم من التجربة القاسية التي مر بها خلال أربع سنوات, وأن هذه التجربة التي دفع ثمنها غاليا من دم أبنائه وثروات البلاد, ستجعله يفكر كثيرا قبل أن يختار هذه المرة, مؤكدا أن المواطن لن يختار بسطحية ولكن سيختار بعمق, لأنه تعلم أن الشعارات المزيفة مثلها مثل المتشدقين بها, أما عن معايير تقييم المرشح, فأوضح أبو حامد أن تاريخ المرشح أحد أهم العوامل للحكم على نزاهته, كما أن هناك عنصرين آخرين هما ماذا قدم هذا المرشح الآن وماذا سيقدم في المستقبل لتحقيق احتياجات ناخبيه, وكيف سيواجه التحديات والعوائق , كل هذا سيعكس مدى ملائمة هذا المرشح لتمثيل ناخبيه أو لا. وطالب أبو حامد وسائل الإعلام بتذكير المواطنين بتجربة 2011 المريرة والتي تسببت بخسائر للبلاد مشيرا إلى أن عدم التدقيق والانسياق وراء الشعارات الدينية تسبب في آثار سلبية كبيرة كانت من الممكن أن تضيع البلاد للأبد , فتلك التجربة الكارثية التي لم تحدث في تاريخ مصر الحديث يجب أن تكون واعظا لنا, وشدد النائب السابق على وسائل الإعلام بالتأكيد على موضوعية الاختيار, والقضاء على فكرة اختيار المرشح الذي سيقدم منافع وقتية, واستبدالها بفكرة اختيار المرشح الذي سيقدم منافع وفوائد بعيدة المدى تقضي على العوز والفقر تماما. أما الدكتور نشأت الديهى, أستاذ العلوم السياسية ورئيس مركز دراسات الثورة فأكد أن استغلال بعض المرشحين للسيسي في الدعاية الانتخابية، يعد نوعا من التضليل السياسي والتملق, وأن ذلك لا يدل إلا على ضعف ومحدودية أدوات المرشح, حيث يلجأ مثل هؤلاء الضعفاء إلى التعلق بشخصية قوية وارتداء جلباب ولسان غيرهم لتغطية عجزهم ونقص إمكانياتهم للوصول إلى الناخب والتأثير فيه. وأشار الديهي إلى أن الناخب أصبح لديه ذكاء سياسي, ويعرف أن هؤلاء المرشحين متملقون ومنافقون وليس لديهم ما يقدمونه سوى الشعارات الكاذبة والوعود الخاوية, معتبرا أن مثل تلك الوسائل للدعاية الانتخابية قد تلقي بظلالها السلبية على ثقة المواطن في الانتخابات, لأنها نفس الأدوات والأشخاص التي عانى منها المواطن في النظم الاستبدادية السابقة, مما يترتب عليه عزوف الناخب عن المشاركة وفقده الأمل في تحسن الأوضاع, مما سيعود بالبلاد للخلف وليس للأمام. وللحيلولة دون ذلك دعا رئيس مركز دراسات الثورة، وسائل الإعلام والأحزاب لمقاومة مثل هؤلاء الناخبين عن طريق فضحهم وكشفهم إعلاميا, وتقديم نماذج بديلة ذات ثقة وكفاءة عن طريق الأحزاب, وفي الوقت ذاته رفض تدخل الدولة لمنع تلك الممارسات, تاركا حرية الاختيار للناخب والمواطن المصري الذي راهن على قدرته على اختيار الأقدر والأصلح لتمثيله في البرلمان . من جانبها أرجعت الدكتورة نجوى عبدالحميد سعد الله, أستاذ علم الاجتماع والإنثربولوجى بكلية الآداب جامعة حلوان, قيام بعد المرشحين بهذه الممارسات إلى نقص ثقتهم بأنفسهم, وعدم امتلاكهم لإمكانيات أو قدرات بالإضافة إلى عجزهم عن تقديم رؤية وبرامج واضحة للناخبين, مؤكدة أنه على من يريد التشبه بالسيسي أن يتشبه به في صفاته وأخلاقه وهى الالتزام والموضوعية والصدق والوفاء بالوعد, وهى الصفات التي اكتسب بها ثقة الشعب واحترامه, مشيرة إلى أن استخدام الرموز المادية التي لا تتبعها أفعال حقيقية لن يصب في مصلحة المرشح. كما أكدت سعد الله أن الشعب لن يستجيب لهؤلا المرشحين التي وصفتهم بالمتسلقين, فالشعب ليس مغيبا وجاهلا كالماضي, إذ أكسبته التجربتان السابقتان، وعيا سياسيا سواء على مستوى الطبقة المتعلمة أو الأمية فالجميع أصبح الآن قادرا على اكتشاف من سيلبي احتياجاته ومن يخدعه فقط للحصول على غايته. ودعت نجوى لوضع معايير اختيار موضوعية للمرشحين والتي من بينها أن يكون المرشح مثقفا وخدوما وابن المنطقة أو الحي الذي سيرشح عنه, كما طالبت المرشحين الجادين في خدمة الوطن بالوقوف على احتياجات ناخبيهم, والمناطق التي سوف يمثلونها, وذلك لتحقيق آمال المواطنين الذين فاض بهم من الوعود الكاذبة والشعارات المزيفة, وأشارت إلى أن الآن هو وقت العمل على أرض الواقع, وأن هذا لن يحدث إلا بوضع برامج ورؤي محددة بوقت معلوم من قبل المرشحين, مؤكدة على أن الأساليب التقليدية للدعاية والتي استخدمت في النظم الفاسدة السابقة من تملق أو دفع مبالغ مالية أو مواد غذائية مرفوضة تماما ولن تلقى استجابة من أحد.