أعلن حزب الوسط اليوم الاثنين انحيازه لفكرة التصويتبالموافقة على التعديلات الدستورية خلال الاستفتاء المقرر أن يجرى يوم السبتالمقبل، ولا يتفق مع التخوفات التي أبداها كثير من السياسيين والمثقفين الوطنيين،من أن إقرار تلك التعديلات سيفضى حتماً إلى برلمان غير متوازن وغير معبرٍ بصورةٍحقيقية عن أطياف المجتمع المصري.ونقل بيان صدر اليوم الاثنين عن رئيس الحزب المهندس أبو العلا ماضي قوله إن حزبالوسط يسجل ببالغ الفخر والاعتزاز، هذا المستوى الراقي من السجال والجدل الدائرينبين المصريين جميعاً، دون استثناء، في سابقةٍ هي الأولى من نوعها في تاريخالاستفتاءات، كما يسجل أيضاً أنها المرة الأولى في تاريخ المصريين، الذينسيتوجهون إلى صناديق الاستفتاء دون أن يعلموا نتيجته مسبقاً.وأضاف انه بالرغم من انحياز حزب الوسط لفكرة التصويت بنعم على التعديلاتالدستورية، إلا أنه يرحب بنتيجة الاستفتاء أياً كانت، لأنها أولاً وأخيراً تمثلنجاحاً لإرادة المصريين في التصويت الحر النزيه لاختيار مستقبلهم على النحو الذيتقره الأغلبية .ويرى حزب الوسط- وفقا للبيان الذي حصلت وكالة أنباء الشرق الأوسط على نسخةمنه- أن أساس انحيازه لهذا الرأي، هو الرغبة في التجاوز السريع للمرحلةالانتقالية الراهنة التى تعد حالةً استثنائية ينبغى عدم التوسع فيها، أو حالةضرورة يجب أن تقدر بقدرها، ليعود الجيش العظيم إلى ثكناته مرةً أخرى لمباشرةاختصاصه الأصيل في الدفاع والذود عن الوطن، بعد جهوده المشكورة فى حماية الثورةضد الظلم والاستبداد والفساد .كما يرى الحزب أن الآلية الملزمة التي نصت عليها التعديلات الدستورية، خاصةًبالفقرة الأخيرة للمادة 189، لوضع دستورٍ جديد، هي الأنسب والأوفق، لأن عملية وضعدستور جديد حينئذٍ ستكون تحت إدارة رئيس منتخب ومجلسين منتخبين .وأكد المهندس أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط إن الحزب لا يتفق مع التخوفاتالتي أبداها كثير من السياسيين والمثقفين الوطنيين، من أن إقرار تلك التعديلاتسيفضى حتماً إلى برلمان غير متوازن وغير معبرٍ بصورةٍ حقيقية عن أطياف المجتمع،إذ يرى أن أساس اختيار الناخب لنائبه، بعد ثورة 25 يناير، لن يعتمد على يافطته أوشعاراته أو أمواله أو عدته وعتاده التنظيمي، بقدر ما يتركز بصورة كبيرة على منطقهوحجته وبرنامجه وسيرته ومواقفه، خاصةً قبل وأثناء ثورة يناير، ومن هنا فإنالتنافس سيدور بين العقول والأفكار والآراء والمواقف، وليس بين القوة والمالوالتنظيم .وأوضح أن الإشارة المباشرة التي أبداها البعض تجاه جماعة الإخوان المسلمين،لاحتمال فوزها بنسبة غير قليلة بمقاعد البرلمان، ينبغي أن تخرج من إطار التخوفاتالتي رَوَّجَ لها النظام السابق، وتبقى فقط في إطارها الصحيح، إطار التنافسالمشروع والمفتوح للجميع، القائم على حوار العقول والأفكار، وليس القوة والعضلات،وأنه حتى مع احتداد وسخونة هذا التنافس، فإنه قطعاً لا يجوز أن يتخذ مبررا منالبعض لتأخير البدء في عملية الممارسة الديمقراطية التي هي حلم المصريين، ومنأجلها قامت ثورتهم، حتى وإن شابت تلك الممارسة بعض السلبيات، إذ سرعان ما ستصححنفسها بنفسها، وصولاً إلى تجربة ديمقراطية كاملةٍ وناضجةٍ ومستقرة .واختتم ماضي بيانه بالقول :إننا نهنئ المصريين جميعاً قبل إعلان نتيجةالاستفتاء، على هذا الاهتمام غير المسبوق بحواراتهم الداخلية والمعلنة والمتعمقةعن التعديلات، وعن الدستور ذاته، وعن الأحزاب، وعن السياسة، وعن المستقبل، نهنئهمبالحديث عن بلدهم المملوكة لهم، التي رُدَّت إليهم بعد طول غياب، ونهنئهم علىلحظاتٍ سيعيشونها قبل إعلان نتيجة تلك التعديلات، يقفون فيها على أطراف أصابعهملا يعلمون ما هى نتيجة تصويتهم الحر لأول مرة في تاريخهم، مؤكدا إنها لحظاتٍحُرِمنَا منها طويلا وآن لنا أن نستمتع بها.