اميت غمر» مدينة تساهم بقدر كبير فى الاقتصاد القومى المصرى, حيث توجد بها مدينة صناعية كبيرة تقع فى المنطقة الشرقية منها ويطلق عليها «وش البلد» ومن أكثر الصناعات المزدهرة فى المدينة صناعة الألمونيوم والأثاث، لكن للأسف بعض الصناعات الموجوده بالمدينة مهددة بالتراجع والتوقف.. وأسباب ذلك فى السطور التالية.. يقول الحاج مصطفى العايدي أحد أصحاب مصانع الألمونيوم إن إنتاج مدينة ميت غمر من أواني الألمونيوم الشعبية يمثل أكثر من 75% من إنتاج مصر من هذه الأواني وذلك من خلال أربعة مصانع وعشرات الورش الصغيرة للصناعات التكميلية والصيانة التي تقوم بها ورش للخراطة الميكانيكية فتصنع قطع الغيار للآلات والماكينات والأفران والمكابس بنفس مستوى القطع الأصلية ويملك بعض هذه الورش مهندسون مؤهلون ومتخصصون ويعمل بها وحدها أكثر من 250 عاملا فنيا ماهرا بينما يعمل في قطاع الألمونيوم وحده ما يزيد على 1300 عامل فني ذوي خبرة، علاوة على المتدربين الجدد الذين يصل عددهم لقرابة الألفين وتقع معظم المصانع والورش في منطقة (وش البلد) مما يسهل نقل الخامات والبضائع منها وإليها وبينها.عقبات تعطل مسيرة التطوير وأشار الدكتور على البوز رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية الكندية للألمونيوم إلى أن مشاكله في السنوات الثلاث الأخيرة تتمثل في مشكلتين رئيسيتين، أولاهما مشكلة الازدواج الضريبي خاصة في ضريبة المنتج التي تفرض على الخام مرة وعلى المنتج النهائي مرة أخرى، والثانية هي مشكلة انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع أسعار المحروقات.. وأضاف البوز أن العامل يتواجد في ورديته وينقطع التيار فيتوقف العمل وينال العامل أجره كاملا مع أنه لم ينتج ما ينبغي الانتهاء في الوردية؛ وهو مهدد بدفع غرامات تأخير كبيرة للعقود التصديرية التي لن يستطيع إنجازها في الموعد المتفق عليه..فيما قال المهندس خالد هدا إن إنتاج مصانعه المفصلات وكوالين وحدايد المعمار يشكل 40% تقريبا من إنتاج جمهورية مصر، مضيفًا نحن مطالبون كمستثمرين بزيادة الإنتاج وضخ استثمارات جديدة وخلق فرص عمل وتطوير مستوى وكفاءة المنتج ؛ بينما لا تتوافر لنا الطاقة الكافية لتشغيل المصانع. كما يؤكد المهندس محمد حمدي زغلول صاحب إحدى ورش الخراطة الميكانيكية أن هذه الورش تقوم بتصنيع المكابس وبعض الماكينات وقطع الغيار لمختلف آلات وماكينات المصانع بالمدينة كما تقوم هذه الورش بكافة أعمال الصيانة والتجديد دون اللجوء للاستيراد إلا في حالات الضرورة، مشيرا إلى أن انقطاع التيار المتكرر يمثل كارثة لأن الورش تصنع قطع الغيار وتقوم بصيانة آلات المصانع، وبالتالي فانقطاع الكهرباء يعطل هذه المصانع مدة زمنية مؤثرة، فإذا كانت الدولة تريد العودة للإنتاج والعمل الجاد والتطوير والتحديث فعليها أن توفر الطاقة بصورة مستدامة ومضمونة وإلا فسنصل إلى مرحلة توقف الإنتاج وتسريح العمالة التي تمثل ثروة هائلة للبلاد. وأكد أن هناك أيضا مشكلات في العمالة والتسويق، تحتاج لتدخل سريع من الغرف الصناعية والتجارية وكذلك من وزارة الصناعة, وأن تلتفت إليهم الجهات المسئولة وتدعمهم.. وقد أعددنا مشروعا متكاملا للطاقة المتجددة ( الطاقة الشمسية ) يتم تنفيذه على ثلاث سنوات وذلك باستغلال أسقف المصانع لتجميع المرايا الشمسية. ورش الأثاث كذلك تنتشر بميت غمر مجموعة من ورش صناعة الأثاث يتجاوز عددها المائة على رأسها ورش الجمعية التعاونية لصناعة الأثاث، التي قال رئيس مجلس إدارتها الحاج عادل السيسي إن إنتاج مدينة ميت غمر ينافس في جودته وحداثته إنتاج مدينة دمياط, بينما تعد مشكلة انقطاع التيار الكهربي وارتفاع أسعار الطاقة بمختلف أنواعها مشكلة مدمرة لجميع المستثمرين الذين أكدوا أن هذه الصناعات الناجحة مهددة بالانهيار.ويشكو الحاج عادل من عدم تحديث ماكينات الإنتاج منذ مدة طويلة مما أثر على حجم الإنتاج وسرعة الإنجاز, لكنه لم يؤثر في جودته وقال إن إنتاج الأثاث والموبيليا بمدينة ميت غمر كان يمثل مصر بمنتجات مختارة في المعارض الدولية في الدول العربية وأوربا وكانت هذه المنتجات المختارة تباع فورا ولكنها لم تمثل تصديرا حقيقيا لهذه الصناعة المتميزة التي يعمل بها قرابة 600 عامل.ونهاية لابد وأن نشير إلى أن هذه المدينة الصناعية المتنوعة الإنتاج والتي يعمل في صناعاتها قرابة 5 آلاف عامل تحتاج إلى رعاية من مختلف مؤسسات الدولة ومستثمروها على استعداد كامل للتعاون مع الدولة والإسهام المؤثر في حل المشكلات التي تواجهها؛ ولابد من العمل الجاد على علاج وحل المشكلات التي تواجهها خاصة مشكلة الطاقة.