تقف وزارة التربية والتعليم على أعتاب مأزق كبير بعد الحكم ببراءة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ونجليه علاء وجمال، ووزير داخليته حبيب العادلي و6 من مساعديه؛ في قضية "قتل المتظاهرين"، فأثار المنهج الحالي لكتاب التاريخ للصف الثالث الثانوى جدلا واسعا عقب الكشف عن تفاصيل ما يحويه الفصل الثامن من الكتاب، والذي حكم على مبارك بالفشل، وحوله من بطل الضربة الجوية وقائد نصر أكتوبر 1973 كما كان يدرس سابقا إلى قائد مصر إلى الفشل الذريع، وأكد أن سياساته الفاشلة كانت السبب الرئيسي في اندلاع ثورة 25 يناير 2011. براءة مبارك لكن الحكم التاريخي الذي أصدره المستشار محمود الرشيدي ببراءة " مبارك" في قضية "قتل المتظاهرين"، جعل وزارة التربية والتعليم تعيد التفكير في إمكانية تعديل منهج التاريخ، وإضافة الحكم بالبراءة. إدخال تعديلات وأكدت مصادر بوزارة التربية والتعليم، أن الوزارة لم تتخذ خطوات فعلية نحو إدخال تعديلات على الكتاب الحالي، ومضيفة أن ما دار لا يعدو كونه نقاشات تمت بين عدد من قيادات الوزارة عقب إثارة القضية إعلاميا، واتفق الجميع على انتظار الحكم النهائي وبعدها يبدأ خبراء المناهج في التحرك لدراسة موقف كتاب التاريخ. وانتقد أحمد الأشقر، منسق الجبهة الحرة لنقابة المهن التعليمية، الحذف والتعديل المستمر في المناهج الدراسية خاصة كتب التاريخ التي اعتبرها تكتب وفق الأهواء ابتغاء مرضاة السلطة القائمة، مؤكدا أن مبارك قبل ثورة 25 يناير كانت صوره تملأ كتب المدارس ويدرس في كتاب التاريخ على أنه بطل حرب أكتوبر وقائد مسيرة النهضة، وبعد الثورة نزعت صوره من الكتب، وتقلص دوره ليقتصر على مشاركته في الضربة الجوية الأولى لحرب أكتوبر، ثم ظهر العام الحالي كتاب التاريخ للصف الثالث الثانوي لينص على أن مبارك كان مسئولا عن الفشل الذي لحق بالبلاد بسبب سياساته الفاشلة. وتساءل "الأشقر قائلًا: "ما مصير كتاب التاريخ العام المقبل خاصة بعد صدور حكم بالبراءة؟"، مضيفًا: في حالة تدريس منهج التاريخ وتعديله وتجميل صورة مبارك مجددا، فكيف يدرس طالب هذا العام أن مبارك كان مسئولا عن كل كوارث البلد ثم يدرس أخوه العام القأدم أن مبارك بريء من ذلك؟". تعديل المناهج وكان الدكتور محمود أبو النصر، وزير التربية والتعليم قال، في تصريحات سابقة، إن الوزارة ستدرس تعديل مناهج التاريخ العام الدراسي المقبل، لبحث إمكانية الإشارة إلى الحكم التاريخي الذي صدر السبت الماضي في "قضية القرن" ببراءة الرئيس الأسبق حسني مبارك. وأضاف أن الوزارة سوف تنتظر صدور الحكم النهائي بعد انقضاء فترة، ليتم سرد الأحداث التاريخية بصورة دقيقة، مؤكدا أن المنوط بهم إضافة أو حذف بعض الأحداث في كتب التاريخ هم المؤرخون وخبراء المناهج، لافتًا إلى أن كتاب التاريخ للصف الثالث الثانوي قدم فيه الخبراء سردا تاريخيا حتى ثورة 30 يونيو. الأحداث التاريخية وأشار وزير التعليم، إلى أن الوزارة لا تدخل في سرد الأحداث التاريخية على الإطلاق، وأن خبراء التاريخ هم الذين يقررون ذلك، موضحًا أنه إذا أقر خبراء التاريخ باستكمال سرد باقى الأحداث التاريخية التي مرت بها البلاد بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو، وذكر براءة مبارك ونجليه علاء وجمال، وحبيب العادلى وزير داخليته، فستعمل الوزارة على استكمال ذلك الأمر. وكان كتاب التاريخ للصف الثالث الثانوي أشار في الفصل الثامن إلى إدانة مبارك خلال فترة حكمه، وأكد أنه وضع خلف القضبان هو ونجلاه عقب الأحداث التي تلت ثورة "25 يناير".