لا تقل أهمية شبكة الإذاعات الإقليمية بأي حال من الأحوال عن الإذاعات المحلية ورغم ذلك فإنها لا تلقى أي اهتمام يذكر من جانب المسئولين في اتحاد الإذاعة والتليفزيون ولا يتم الاهتمام بها على وجه العموم ومن هنا تأتي أهمية إلقاء اللوم على هذا الجانب الذي سقط سهوا أو إهمالا ولم يعد له أهمية لدى القيادات التي انكفأت على نفسها ولم تعد تهتم بصورة مصر في الخارج أو بتصحيح ما يقال عن مصر من مغالطات تعتبر هي لب الدور الذي تقدمه الإذاعات الموجهة التي قام بإنشائها الزعيم جمال عبد الناصر عام 1953. وحتى نتعرف على أهمية ودور وتاريخ هذه الشبكة التي تمثل رأس حربة القوة الناعمة لمصر والطريق الصحيح إذا أردنا أن نفرض وجهة نظرنا التقينا جمال أنور مدير عام الشبكة الموجهة لآسيا والشرق الأوسط الذي أكد أن الشبكة تتكون في الوقت الحالى من 35 خدمة إذاعية ب23لغة بخلاف الإنجليزية والعربية ومن اللغات التي نهتم بها الهوسا والسواحيلي والدري والبشو لنغطي بذلك كافة المستمعين في دول آسيا، فضلا عن الإدارة العامة لتعليم اللغة العربية وهي خدمة نقدمها لكل الدول التى تقع في نطاقنا بحيث نذيع برامج خاصة بتعليم اللغة العربية لأبناء الجاليات التي يكاد أبناؤها ينسون اللغة ثم نقوم بعد ذلك بعقد امتحانات ومنح شهادات لمن ينجح . وأضاف أنور: الهدف السياسي نضعه في المرتبة الأولى بحيث نقول إن مصر لها وجهات نظر في كافة القضايا المحلية أو العالمية ونبرز دورها في هذه القضايا، كما أننا نقوم بعمل تحليلات سياسية خاصة القضايا التي تهم هذه الدول المستهدفة مثل تركيا وإيران وغيرها من الدول التى تربطنا معها قضايا سياسية شائكة كالملف النووي بالنسبة لإيران وهذا بخلاف القضايا العامة التي تشغل الجميع مثل قضايا الاستيطان والحقوق العربية في فلسطين والقدس ودور الكيان الصهيوني في إفساد عملية السلام وغيرها من القضايا، بخلاف الدور السياحي التنموي الاقتصادي الثقافي الذي تقوم به الشبكة، وعلى الجانب الديني تقوم الشبكة بإلقاء الضوء على دور الأزهر ومكانته في نشر المفاهيم الدينية المعتدلة والسمحة وعدم اللجوء للغلو والتطرف والإرهاب وغيرها من القضايا التي يعاني منها العرب بشكل عام في هذه الفترة . وحول تأثير الإنترنت على أهمية الشبكة في هذه الفترة قال أنور: إننا حاليا نقوم بالاستفادة من عصر السماوات المفتوحة فقد أنشأنا موقعا على شبكة الإنترنت ليسمعها المتابع على الإنترنت وغيرها على القمر الصناعي والآن نذيع برامج التعليم على اليوتيوب وأنشأنا الكثير من صفحات التواصل الاجتماعي . وعن البرنامج الموجه لتركيا قال أنور: كل ما يحدث في تركيا من مزاعم وافتراءات وأكاذيب فإننا نقوم بتفنيده والرد عليه بشكل علمي ونكاد نكون الوحيدين الذين قمنا بالرد عليه، وقد حصلنا على شهادة تقدير من الإذاعة لدورنا الذي قمنا به للتصدي على الهجمة الشرسة في تركيا بعد اندلاع ثورة 30 يونيو، ومن قبلها واقعة إهانة شيخ الأزهر الشريف، فقد قمنا بإذاعة الكثير من برامج الأزهر للرد على ذلك، وأثبتنا أن الثورة هي إرادة شعب، ولم يستطع أردوغان أن يحجب الإذاعة الموجهة لأن تكاليف حجب الإذاعة أكثر بكثير من إنشائها .