قال المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف اليوم، إن إقدام حماس على إغلاق مقر المحافظة الوسطى فى قطاع غزة، وإخراج المحافظ عبد الله أبو سمهدانة منه، هو بداية عملية لانقلاب جديد تقوم به حماس على الشرعية الوطنية، وتنقض من خلاله على المصالحة الوطنية، وذلك بعد أن تعمدت إفشال حكومة الوفاق الوطنى ومنعها من بسط ولايتها على القطاع. وأضاف عساف، فى بيان صحفى اليوم، أن كل المؤشرات تثبت بأن حماس لم تكن فى يوم من الأيام مقتنعة بالوحدة الوطنية والمصالحة، وأن قبولها باتفاق الشاطئ وحكومة الوفاق الوطنى لم يكن إلا تكتيكًا تهدف حماس من ورائه الخروج من أزمتها السياسية والإقليمية والمالية الخانقة. وتابع: "إن إغلاق حماس لمقر المحافظة الوسطى، ومنعها المحافظين المعينين من قبل الرئيس محمود عباس من مزاولة مهامهم ومسئولياتهم، إضافة إلى إصرارها على التمسك بسيطرتها الكاملة على القطاع سياسيا وأمنيا، ورفضها تسليم المعابر إلى السلطة الوطنية، هى جميعها دلائل على إمعانها بإبقاء الانقسام ولو على حساب معاناة أهلنا فى قطاع غزة، وعلى حساب عملية الإعمار التى من شأنها أن تخفف هذه المعاناة الرهيبة". وأكد أن حماس لم تهتم يوما بأهل القطاع ولا بمعاناتهم، مضيفا: "إنها كانت سببا مباشرا لهذه المعاناة منذ انقلابها الأسود الدموى على الشرعية الوطنية الفلسطينية عام 2007، والذى راح ضحيته الآلاف من أبناء شهبنا بين شهيد وجريح". وأوضح أن أهل غزة دفعوا ثمنا باهظا خلال العدوان الإسرائيلى البربرى فى الصيف الماضى، بسبب رفض حماس للمبادرة المصرية فى بداية العدوان وقبولها بحذافيرها بعد خمسين يوما، الأمر الذى دفع أهل غزة بسببه أكثر من عشرة آلاف شهيد وجريح، وعشرات الآلاف من المنازل المدمرة، إضافة إلى تدمير فى البنية التحتية، ومصالح أهلنا الخاصة فى القطاع. واعتبر أن كل ذلك جاء نتيجة لارتباط قرار حماس السياسى بقوى إقليمية وبمصالح لا تمت إلى مصلحة الشعب الفلسطينى بشىء، وإنها تخدم فقط مصلحة حماس الضيقة والأنانية. وتساءل عساف، هل من يقدم على تفجير منازل قيادات فتح وتفجير منصة القائد الرمز صانع الوطنية الفلسطينية ياسر عرفات، ويمنع إحياء ذكرى رحيله العاشرة يريدون فعلا إنهاء الانقسام؟ أم أنهم ماضون فى إقامة إمارتهم وانقلابهم فى القطاع؟ وأشار إلى تزامن الهجمة التى يشنها قادة حماس على الرئيس محمود عباس مع الهجمة التى يشنها المسئولون الإسرائيليون عليه، متسائلا أى مصلحة مشتركة تجمع حماس مع دولة الاحتلال فى هذه الهجمة؟ مؤكدا أن حماس منذ تأسيسها عام 1988 وهى عامل فرقة وتمزق داخل الشعب الفلسطينى، وليس عامل وحدة ووئام وهذا بالضبط ما تريده دولة الاحتلال الإسرائيلى. وقال عساف: "نذكر بمسلسل الخطوات التى اتخذتها حماس منذ إقامة حكومة الوفاق، بدءا من قصة الرواتب والهجوم على البنوك والصرافات الآلية لليوم الثانى من تشكيل الحكومة، إضافة إلى استمرار انفلات ميليشيات حماس وسيطرتها وإرهابها المستمر للقطاع، ومرورا بمنع حكومة الوفاق من فرض ولايتها، وأخيرا وليس آخرا إقدامها على إغلاق مقر المحافظة الوسطى، وكل ذلك يؤكد أن حماس ماضية بانقلابها الجديد وفرض حكومتها الحمساوية من جديد على أهلنا فى القطاع الذين دفعوا ويدفعون جراء هذه السيطرة الحمساوية ثمنا باهظا ومعاناة ليس لها حدود".