جاءت القمة الخليجية الاستثنائية التى استضافتها المملكة العربية السعودية لتشكل فرصة من أجل عودة قطر إلى الصف الخليجى والعربى والتوقف عن التدخل فى الشئون الداخلية لدول الجوار الخليجية وزعزعة أمنها واستقرارها، وكذلك تأجيج الصراع فى مصر وإيواء العناصر الإخوانية الإرهابية. ورهن محللون إمكانية نجاح القمة المقبلة فى الدوحة بالنهج السياسى الذى ستتبعه الدوحة خلال الفترة المقبلة خاصة فى ظل تنامى الإرهاب وتغريد قطر خارج السرب العربى وهو ما يخدم أجندات خارجية تستهدف تقسيم المنطقة. وعقدت قمة الرياض الاستثنائية خلال اليومين الماضيين برئاسة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وخرجت بالتأكيد على فتح صفحة جديدة فى العلاقات الخليجية، وإنهاء الخلاف مع قطر، مع التزام الدوحة بتنفيذ اتفاق الرياض الذى أقر عبر وزراء خارجية دول المجلس فى وقت سابق، على أن تعقد القمة الخليجية الشهر المقبل فى الدوحة، كما هو مقرر لها من قبل. وتوصل المشاركون خلالها إلى "اتفاق الرياض التكميلى والذى يصب فى وحدة دول المجلس ومصالحها ومستقبل شعوبها، ويعد إيذانا بفتح صفحة جديدة لدفع مسيرة العمل المشترك والانطلاق بها نحو كيان خليجى قوى متماسك خاصة فى ظل الظروف الدقيقة التى تمر بها المنطقة وتتطلب مضاعفة الجهود والتكاتف لحماية الأمن والاستقرار فيها. ونص اتفاق الرياض على التزام قطر بالتوقف عن التدخل فى الشئون الداخلية لأى من دول الخليج والدول الأخرى، وعدم تجنيس أى مواطن من دول مجلس التعاون وأن تقوم بإبعاد كل العناصر المعادية لدول المجلس والمطلوبة قضائيا عن أراضيها خصوصا جماعة الإخوان المسلمين. وينص الاتفاق كذلك على وقف التحريض فى الإعلام القطري، وعدم السماح لرموز دينية فى قطر باستخدام منابر المساجد ووسائل الإعلام القطرية المختلفة، للتحريض ضد دول مجلس التعاون. وشدد الاتفاق على وقف دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين بكافة الأشكال، والتوقف عن التحريض ضد مصر. وكانت وسائل إعلام حكومية بحرينية تحدثت فى وقت سابق عن إمكانية نقل القمة المقبلة إلى الرياض. وكان من المقرر أن تعقد قمة المجلس السنوية المقبلة فى قطر فى ديسمبر حيث تتولى الدوحة الرئاسة الدورية للمجلس. ووجه أمير قطر تميم بن حمد الدعوة منذ أيام إلى نظرائه من دول الخليج العربية لحضور القمة فى الدوحة ولكن دبلوماسيين قالوا إن بعض القادة طرح نقلها إلى مكان آخر.. وكانت ثلاث دول خليجية وهى السعودية والإمارات والبحرين سحبت سفراءها من قطر فى مارس الماضى متهمة الدوحة بتقويض الأمن الداخلى السعودى والإماراتى والبحرينى من خلال دعم حركة الإخوان المسلمين التى أدرجتها الإمارات والسعودية على قائمة التنظيمات الإرهابية. وجاء انعقاد القمة الخليجية الاستثنائية فى الرياض بشكل مفاجئ بعد أن تم فى وقت سابق إلغاء اجتماع وزراء الخارجية الخليجيين بسبب تصاعد الخلافات، وجاء التأجيل للوزارى رغم جهود أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح لإنقاذ القمة من خلال زيارات مكوكية قام بها إلى السعودية والإمارات والبحرين. من جانبه أكد أيمن أمجد الخبير بمركز الدراسات الإستراتيجية أهمية النتائج التى خرجت بها القمة الخليجية إلا أنه رهن نجاحها بما ستنفذه قطر على أرض الواقع معتبرا أن طى الخلاف الخليجى أمر مهم ومن شأنه ردع السياسات القطرية وتدخلها فى الشئون الداخلية للدول العربية . وأوضح أن هناك ثلاثة عوامل ساعدت فى الخروج بهذه النتائج، وهى موقف خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والجهود التى قام بها أمير الكويت، وظروف المنطقة.. ونبه إلى أن المنطقة فى الوقت الحالى لا تحتمل مثل هذا النوع من الخلافات والأزمات السياسية المتفاقمة مشدداً على أنه يجب ألا يؤدى مثل هذا الخلاف إلى انهيار كامل المجلس، موضحاً أن دول مجلس التعاون اختارت الحكمة الخليجية، معربا عن أمله فى أن يبذل القطريون الجهد بالصورة التى لا تنفر دول الخليج منهم. من جهته أكد رئيس منتدى الخليج للأمن، الدكتور فهد الشليمي، أن ما نتج عن قمة الرياض هو إنجاز، وهو محل ترقب من كافة الشعوب الخليجية. وشدد على ضرورة توحد دول الخليج فى مواجهة التهديدات الراهنة من إرهاب وقرصنة وانخفاض فى أسعار النفط، والاستفادة من التجربة السياسية لدى الاتحاد الأوروبي.