كتبت: نورهان عبداللهصرح د .راغب السرجاني أن خوف الشعب من وجود دولة دينية ومن الإسلام نتيجة الضغط الإعلامي المكثف ليس فقط الإعلام الغربي ولكن العربي ايضاً ويرجع هذا الضغط من شدة تمسك الرؤساء بالكرسي مما يسمح لهم بالإساءة لصورة الاخوان المسلمين والإسلام والعمل على ترهيب الشعب منهم .وأضاف السرجاني في لقاؤه بمكتبة أ فرع المرغني وادار اللقاء عماد العادلي المسؤول الثقافي وبحضور شباب مكثفين ومع البث المباشر للندوة على موقع الدكتور السرجاني قصة الإسلام قائلاً : الشعب المصري من أرقى الشعوب وغيور على دين الإسلام حتى وإن كان لايضع الدين معياراً له في حياته ,وتصديق الشعب لهذا التخويف ينبع من ضعف إيمانه وعدم فهمه للإسلام بشكل صحيح , وقد أوضحت في كتاب تعامل المسلمين مع الاقباط ونعمهم تحت مظلة الإسلام في سلام .وأشار السرجاني وهو يحذر الشباب على أن يضعوا في اعتبارهم الفرق في التلاعب في الالفاظ مابين مفهوم الدولة الدينية ومفهوم الدولة المدنية وعلينا الإختيار مابينهم , مؤكداً خلال لقاؤه أن كلمة دولة دينية تعني ثيوقراطية بالاجنبية أى الحكم للدولة تحت رجال الدين والمشايخ , وللتاريخ شواهده في ظهور الدولة الدينية اولها في اوروبا وسيطرة الكنيسة على اوروبا والحكم كان هوائي وليس بالتوراه والإنجيل واذ عارض شخص الاحكام الصادرة فسيكون كافر من وجهة نظر الحاكم .وثانيها ملف الشيعة وإيران ,فإيران دولة مدنية ,الإمام يقول فيها مايريد وعلى الشعب الطاعة ,فيطبق قانون الإمام لا قانون سنة وشريعة .واضاف أن نتيجة ذلك الديمقراطية في إيران ديمقراطية وهمية والتي يجوز إقالة رئيس تحت أيدي رجال الدين حتى وإن كان منتخباً , على عكس الدولة الدينية الحقيقية والتي تقوم على احترام القرءان والسنة .وتابع الدكتور سرجاني تعريفه للدولة المدنية متسائلاً هل يقصد بالدولة المدنية أى دولة مؤسسات فيها نظام وحاكم ومبدأ الشورى وتقديم أهل الكفاءه أم دولة مدنية أى دولة علمانية من غير دين , مشيراً أن تأييده للمفهوم الأول للدولة المدنية بشرط احترام الشريعة والسنة , ولا يقبل الامر الثاني كما يؤيده البعض بحجة وجود اقباط مؤكداً أن الاقباط لم ينعموا في أى حكم إلا في ظل حكم الدولة الإسلامية .وعن وقوع خلاف بين الأراء الفقهية قال دكتور راغب اذا وجدت قضية من قضايا الدولة والشريعة يختلف فيها الخلفاء فمع وجود ضوابط ومعايير على الدولة أن تختار مابينهم ومايناسبها من أراء الفقهاء المختلفة وسيصبح هذا الرأى فيما بعد قانون من قوانين الدولة ويجب أن يمشى عليه .لكن هناك القضايا أرفض طرحها على مجلش الشعب والشورى وتلك القضايا كقوانين تخص الإقتصاد طالما ليس لهم أية علاقة بالإقتصاد كقوانين خاصة بالبورصة وغيرها من الامور .وأكد أن العالم بإجمعه يعلم أن الاخوان قادمين وأنا أسلَم بالإخوان لكن لو اصابوا الشعب بالفزع والخوف فلاداعي للثورة ,ثورة 25 يناير.ورفض السرجاني موقف الاخوان الواضح من عدم ترشيحهم للرئاسة ,فكان عليهم أن يصرحوا بهذا الرفض بدون إبداء نسب او ارقام ,واذا وضع صندوق انتخابي نزيه لايصح أن احرمهم من الإنتخاب وعلى الشعب الإختيار بين الاصلح للبقاء طالما لم تتجاوز مدة الرئاسة فيما بعد خمس سنوات , ويتم الإختيار لافضل عناصر تتميز بالامانة والكفاءة وبنسب عليا وهذا القرار يرجع للشعب في حق الاختيار .فعندما صرح الكتتاني في حواره مع الإعلامية منى الشاذلي عن مشاركة الاخوان بنسبة 30% وأجابت ماالضمانات ,كان ردها مستفزاً بالنسبة لي , وتمنى السرجاني أن تكون المرحلة القادمة مرحلة تنسيق كى يستطيع الاخوان حل تلك المعادلة الصعبة .وعلى الجانب الآخر رفض الدكتور راغب إقامة دستور قبل الإنتخابات الرئاسية والسبب كى يستطيع الرئيس القادم والاحزاب والشعب تقديم المواد المتاحة لحكم البلاد , ولابد من إجراء إنتخابات مجلس الشعب قبل الإنتخابات الرئاسية المقبلة.وأكد السرجاني على الشروط الواجب توافرها قبل التسرع في اختيار رئيس مصر القادم هى الإرادة والكفاءة والامانة والتوقير والتقدير للشريعة والسنة واحترام القرءان وعلى الشعب أن يرجع قبل اختياره الى تاريخ الشخص الموقع عليه الاختيار .وعن السمات الشخصية التي يتميز بها المصري عن غيره من الشعوب قال السرجاني أن مايميز المصري هو الصدق والطيبة فإذا وضع في ظروف طبيعية لمصر سيكون من اذكى الشعوب على الإطلاق ,فلديهم وعى سياسي والرغبة في البحث عن المعلومة , ويمتلك صفة الجندية اذا اتيحت له وجود قائد قوي .وقسم أراء العلماء والشيوخ للثورة واصفاً أن هناك شيوخ بالفعل ايدوا الثورة بوضوح وأمانة وهؤلاء نحترمهم جميعاً ومنهم من رفضوا الثورة خوفاً من إراقة الدماء وايضاً هؤلاء يحترموا ومجموعة أخرى استفتوني وطلبوا رأيي منهم الشيخ محمود المصري والذي اعتذر عما بدر منه مؤكداً أنه ليس لدية الدراية الكاملة بما يحدث و ما تبثه قنوات النيل الإخبارية من اخبار كاذبة .أما عن المرحلة القادمة حذر السرجاني أن يمسك الحكم حاكم قديم تابع للنظام ومتشرب اساليبه , وعلى الشباب الإستيقاظ في الفترة القادمة فلابد أن نكون على وعى إداري ونتعلم كيف نختار شخصاً يمثلنا وعمل دراسة جدوى للرئيس القادم .