انتقد كمال كليجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه، القصر الرئاسي الجديد، الذي تطلق وسائل الإعلام التركية عليه اسم “القصر الأبيض، مهاجماً إقامة هذا القصر دون ترخيص وبتكاليف باهظة بلغت 1.370 مليار ليرة تركية (أكثر من 650 مليون دولار). ونقلت وكالة أنباء “جيهان” التركية اليوم الخميس عن كليجدار أوغلو قوله “إن هذا القصر الفخم الذي تم بناءه بأموال ضرائب الشعب أعاد إلى الأذهان ما قاله أبو ذر الغفاري لوالي الشام معاوية بن أبي سفيان، أول من بنى قصراً في تاريخ الإسلام، حيث كان معاوية يشيد لنفسه قصراً أخضر في الشام، وكان يتابع بنفسه مراحل البناء، كما كان يبذل جهدا كبيرا حتى يخرج القصر في أبهى صوره”. وأضاف كليجدار أوغلو “أن معاوية الحاكم آنذاك لم يتحمل أبا ذر ونفاه بعد أن توجه أبو ذر إلى القصر وقال لمعاوية، يا معاوية إن كنت تبني هذا القصر من مالك الشخصي فهو إسراف، وإن كنت تبنيه من مال الشعب فهو خيانة”. وقال زعيم الحزب الجمهوري “نكرر على أسماع داود أوغلو وأردوغان هذه الكلمات المعبرة، فإذا كنت شيدت هذا القصر بأموال الشعب فهي الخيانة، أّما إذا كنت شيدته بأموالك فهذا هو الإسراف بعينه، ولا يفعل ذلك إلا الفراعنة”. ولفت كليجدار أوغلو إلى كلمة رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان عندما قال: “شيدنا القصر لهيبة تركيا”، موضحا أن هناك قصورا فخمة وذات هيبة في كوريا الشمالية التي تدار بالديكتاتورية”. وتطرق كليجدار أوغلو إلى القصور الموجودة في الدول المتقدمة، حيث قال إن “البيت الأبيض الذي يقيم فيه الرئيس الأمريكي مساحته أصغر من مساحة القصر الأبيض الجديد بستة أمثال، وهذا يعني بالنسبة لأردوغان ولداود أوغلو أن أمريكا دولة لا هيبة لها، ونحن أفضل منهم هيبة بستة أضعاف، ولكن هل يعقل استنتاج كهذا؟”. وأضاف زعيم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة بتركيا، في سخرية من الحكومة التركية: “رئيسة الوزراء الألمانية آنجيلا ميركل تقيم في شقة، بما يعني أنها مسكينة بائسة وليست لها أي هيبةً.. كما أن روسيا، بلد الكرملين، لا بد وأنها الآن تتأفف وتتحسر بعدما رأت الأبهة التي وصلتم إليها!”.