برزت كبريات الصحف الغربية الصادرة اليوم الاربعاءالمأساة الانسانية لمئات الآلاف من رعايا العديد من الدول العاملين فى ليبياوالذين تقطعت بهم السبل على الحدود بعد ما تعرضوا له من أعمال بلطجة ونهبواعتداءات على أيدى جنود وأنصار والموالين للنظام الليبى بزعامة معمر القذافى قبلأن ينجحوا فى الفرار صوب حدود ليبيا مع كل من تونسوالجزائر ومصر.فقد ذكرت صحيفة واشنطن بوست الامريكية اليوم الاربعاء أن العنف فى ليبيا منذالانتفاضة ضد الزعيم الليبى معمر القذافى فى 17 فبراير الماضى هدد بالتحول الىأزمة انسانية أمس الثلاثاء فى وقت أربك فيه هروب آلاف الاشخاص الى تونس مساعىالاغاثة واوجد حشدا من المهجرين محصورين على الجانب الليبى للحدود .وقالت الصحيفة- فى تقرير أوردته فى موقعها على شبكة الانترنت- أن مسئولى الاممالمتحدة تحركوا لاقامة مدينة من المخيمات لايواء أكثر من 15 ألف شخص يصلون يوميامعظمهم من العمال المصريين والليبيين وعمال نفط وعمال من تشاد والسودان ودولبعيدة مثل بنجلاديش والصين.وأشارت الصحيفة الى أن اكثر من 75 الف شخص وصلوا بالفعل الى تونس منذالانتفاضة ضد القذافى الا أن التدفقات المتزايدة بشدة فوق المعبر الصحراوى المغبرراس جدير أجبرت السلطات التونسية على اغلاق دورى للحدود لاستئصال المد .وقالت صحيفة واشنطن بوست الامريكية أنه مع وجود آلاف من المحصارين على الجانبالليبى للمعبر حذر برنامج الغذاء العالمى التابع للامم المتحدة بأن العنف قد يؤدىالى تشريد جماعى بالمنطقة لما يصل الى مليونين و700 ألف شخص على مدى الاسابيعالقادمة .وذكرت الصحيفة أن مكتب مفوضية الاممالمتحدة العليا لشئون اللاجئين والمنظمةالدولية للهجرة أصدرا مناشدة للحكومات لتنظيم عملية اجلاء انسانية جماعية.وأشارت الصحيفة الى أن عشرات الآلف عبروا أيضا الى مصر من نصف ليبيا الشرقىالذى تحتله المعارضة الا ان الحدود هناك حسبما قال مسئولون اقل احتشادا علىمايبدو مع افتراض أن الاغلبية من الهاربين مصريون عائدون الى وطنهم .وقالت إن القلق تركز على الحدود الغربية مع تونس فيما نظمت الحكومة الصينيةوحكومات أخرى جسورا جوية لاعادة رعاياها فى تونس الى بلادهم وأن مصر عززت مساعيهاأمس بارسال 39 طائرة الى تونس و24 الى ليبيا.وأشارت الصحيفة الى أن السلطات التونسية حذرت من أن وتيرة الاجلاء بطيئةللغاية الى درجة أن بعض المهجرين يتعرضون لخطر كونهم محاصرين على مدى اسابيع فىأوضاع غير مستقرة وأن معظمهم مازالوا فى منطقة الحدود أو البلدات المحيطة والعديديحتشد فى الهواء الطلق فى درجات حرارة منخفضة بالليل بلغت 50 درجة تحت الصفر فيماتعرض بعض المهجرين لتخلى أصحاب العمل عنهم ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم من جانبمسئولين ليبيين.وقالت الصحيفة إن السلطات التونسية والهلال الاحمر يصارعان لتوفير الغذاءوالمياه للمحتاجين ودفع برنامج الغذاء العالمى ب 80 طنا من الغذاء على من ايطاليافى مناطق الحدود وتحرك لشحن دقيق من الجزائر المجاورة.ومن جانبها قالت صحيفة ديلى تليجراف البريطانية اليوم الاربعاء أن الشرطة وعمالالاغاثة سحبوا عشرات من الاشخاص كانوا فى حالة إغماء من المد المضطرب للعمالالمهجرين اليائسين المحتشدين قبالة الجدار الاسمنتى الذى يفصل بين البلدين فىمعبر رأس جدر الحدودى فيما اطلق الجنود النار فى الهواء لتفريق عصابات منالمجرمين يسعون الى ابتزاز أموال من اللاجئين.وقالت الصحيفة أن أكثر من 75 ألف شخص معظم من العمال المصريين المهجرين تدفقواحتى الان الى تونس وعشرات الالاف الاخرين مازالوا محاصرين فى ليبيا ويصارعونللخروج منها .وأشارت الصحيفة الى أن عمال الاغاثة يتسابقون لنصب خيام لايواء 10 آلاف شخصوتم انشاء نحو 500 خيمة حتى الان فى الصحراء ورغم ذلك لن تؤوى سوى جزء صغير مناللاجئين.وقالت الصحيفة إن مسئولى اغاثة بريطانيين موجودون على الحدود الليبية مع مصرللاعداد لمساعدة انسانية عاجلة حسبما قال اندرون ميتشيل وزير التنمية الدوليةالبريطانى.ونقلت الصحيفة عن ميتشيل قوله نراقب عن كثب مايحدث هناك وننقل حاليا عن طريقالجو من مخزوننا فى دبى خياما وبطاطين ودعما بالتنسيق مع الاممالمتحدة لمساعدةهؤلاء الاشخاص.وقالت الصحيفة إن متطوعين محليين انضموا الى مساعى الاغاثة وتوفير المياهوالغذاء لللاجئين الا أن أحد ضابط الشرطة ويدعى حمدى هنشين أعرب عن قلقه وقال إنالعنصر الجنائى متنامى يسعى الى الاستفادة من الوضع من خلال ابتزاز أموال باهظةمن اللاجئين لتوصيلهم الى اقرب بلدة .