مع استمرار مناداة القيادة السياسية للشباب بالمشاركة في الحياة السياسية والعامة جعلنا نفتح ملف فرص الشباب في البرلمان الجديد ومدي قدرتهم علي المنافسة خاصة مع وجود مشكلات وعوائق كثيرة أمامهم تتمثل في النظام الانتخابي الحالي الذي يحدد أن 80% من الأعضاء فردي وال 20% قوائم. وهو ما يعني ظهور برلمان جديد صورة طبق الأصل من برلمان قبل الثورة والذي يتحكم به رأس المال وما يستطيع الناخب من تقديمه من خدمات عينية. يتزامن ذلك مع حملة مستمرة في كافة وسائل الإعلام لتشويه صورة شباب الثورة وهو ما جعل الناس يكفرون بهم وبما قدموه من تضحيات وأعمال ميدانية وتطوعية. اختلفت وجهة نظر الشباب نفسه حول فرصة الفوز بمقاعد في البرلمان, فمنهم من يري أن الرهان علي العمل الميداني هو الحل والآخر يري أن سيطرة رأس المال وعدم جدية الأحزاب في دمجهم والإيمان بهم وبأفكارهم ستكون هي المحك في تلك المعركة الانتخابية. والأحزاب تري أن السن لن تكون الفيصل في ظل هذا النظام وأن الأهل والعشيرة والتربيطات العائلية إضافة إلي الخدمات ورأس المال هي التي ستضعها في الحسبان عند اختيار مرشحيها، حيث لا يمكنهم المغامرة بشباب ليس لهم شعبية في أي دائرة ما. حسين عبد الرازق نبحث عن إمكانية الفوز وليس سن المرشح يقول حسين عبد الرازق نائب رئيس حزب التجمع إن البرلمان القادم سيكون برلمان أصحاب الملايين وذلك نتيجة النظام الانتخابي الفردي الذي فرضته الدولة.. مشيرا إلي أن هذا النظام لن يتيح الفرصة لا للشباب ولا الأحزاب التي لا تمتلك رأس مال ضخم أن تنافس بشكل مقبول. وأضاف أن حزب التجمع من أوائل الأحزاب التي اهتمت بالشباب منذ إنشائه، وأنشأ جناحا شبابيا ومنظمة شبابية متكاملة علي كافة المستويات بالمحافظات والأمانة العامة والمركزية وليس فقط بعد دعوة السيسي، وأن شباب التجمع جزء أساسي من حزب التجمع ومتواجدون علي أرض الواقع، إلا أن الحقيقة أن الشباب فرصه ضئيلة في ظل سيطرة رأس المال والتكتلات العائلية والتي ستعيدنا إلي ما كنا عليه من قبل. وأضاف أن الحزب لم يحسم موقفه بعد عن نسب المشاركة موضحا أن فكرة شباب أو شيوخ ليست هي الأصل في هذا الوقت ولكن الفيصل هو الشعبية وما يستطيع تقديمه داخل الدائرة. وقال إن التجمع كجزء من تحالف الجبهة الوطنية لا يعرف حتي الآن الفرص الأكبر للمرشحين ومدي قوتهم أمام المنافس إلا حين يتم تقسيم الدوائر حينها يتم تحديد من سيدفع بهم الحزب سواء شبابا أو شيوخا حسب الفرصة الأكبر للمرشح، موضحا أن الحزب يبحث عن إمكانيات الفوز وليس سن المرشح. وأضاف عبد الرازق..أن ما سيجعل البرلمان القادم برلمان أصحاب الملايين هو النظام الانتخابي حيث أقر القانون بأن 80% فردي وذلك سيؤدي إلي ظهور التكتلات العائلية أو العشيرة ومن يملك المال ومن لديه القدرة علي تقديم خدمات بشكل أكثر وبالتالي فالأحزاب فرصتها أقل لأن القوائم 20% فقط. دعاء العجوز : النزاهة شرط لفوز المرأة والشباب فيما اعتبرت المحامية دعاء العجوز العضو المؤسس بالجبهة الوطنية لنساء مصر ورئيس قسم المرأة بلجنة الشئون السياسية بنقابة المحامين والتي تنوي الترشح علي المقعد الفردي دائرة الخصوص قليوبية أنها مطمئنة لنظام القوائم حيث إن القائمة التي ستفوز بكل منها شباب وشيوخ ونساء ومعاقون وذلك لأن هناك قائمتين حسب المحافظات، قائمة 45 وقائمة 15، القائمة 15 مقعدا موزعة كالآتى3مسيحيين و2 عمال وفلاحين و2شباب و1 ذو إعاقة و2 من المقيمين بالخارج و7 من النساء، والقائمة 45 كالآتى 9من المسيحيين و6عمال وفلاحين و6 شباب و3 من ذوي الإعاقة و3 من المصريين بالخارج و21 نساء ولا تقبل القائمة غير المستوفية الشروط. وتشير إلي أن إذا مرت الانتخابات بنزاهة فنتوقع دخول الشباب والنساء ونجاحهم في التغلب علي سطوة المال السياسي والتربيطات الأخري. قادرون علي التغيير أما نشوي بكري من شباب الثورة فترى أنه علي القوي السياسية أن يكون لديها إيمان بفكرة وجود الشباب في العمل السياسي وتضيف أن هناك تكريسا في العمل السياسي وهذا جزء من العهد الماضي ومن خلال الأحزاب الشكلية وسيطرة الحزب الواحد مما أدي إلي إضاعة فرص الشباب. وتضيف أن وجود الشباب في العمل المدني يؤكد مدي قدرة الشباب علي العطاء ورغبته في الإصلاح، دون التركيز علي كرسي البرلمان فقط وأنه علي الأحزاب أن تتبني هذا الفكر الجديد للشباب الذي لو تم تنفيذه لاستطاعت تلك الأحزاب أن تبني شعبية كبيرة علي أرض الواقع وتنافس بقوة في السباق الانتخابي.. موضحة أن الأحزاب تغفل الشباب ولها فكر متجمد من أجل تحقيق مصالح خاصة بهم أو القرب من صانعي القرار والوجاهة الاجتماعية وليس خدمة المجتمع والمساهمة في التنمية. مضيفة أن الأحزاب إذا استعانت بشباب فهي ستستعين بمن ترى فيهم أنهم مثل عرائس المارونيت التي يستطيعون تحريكها كيفما يشاءون وليس من لهم وعي وفكر ناضج ومستنير. وأكدت بكري أن الشعب المصري له رؤية وليس كما يتخيله البعض، وأنه لو وجدت الفرصة الحقيقية للشباب وتبناهم من يريدون مصلحة المجتمع سنري برلمانا جديدا ومختلفا حيث إن الناس يرفضون بشكل كبير المفسدين من النظامين السابقين، مؤكدة قدرة الشباب الذي أقنع الناس بالنزول في ثورتين علي التغيير وتقديم كل ما في وسعهم لخدمة وطنهم.