بدأ العد التنازلى لانطلاق القمة الخليجية المقرر انعقادها حيث لم يتبق على انعقادها غير أقل من شهر وسط حالة من الترقب فى إمكانية موافقة دول مجلس التعاون الخليجى على الجلوس على مائدة القمة فى العاصمة القطريةالدوحة فى ظل خلافات خليجية- خليجية وخلافات خليجية- قطرية بسبب النهج القطرى الخارج عن اتفاقات دول مجلس التعاون الخليجى. ومع اقتراب موعد القمة المهددة بالفشل سارع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح لتنقية الأجواء والخلافات بين قطر من جهة وباقى الدول الخليجية لاسيما دبى والمملكة العربية السعودية والبحرين من جهة أخرى، فقد واصل سمو أمير الكويت جولاته الخليجية بزيارة شملت الإماراتوقطروالبحرين، سبقتها زيارة للعاصمة السعودية الرياض، بهدف التشاور مع القيادة السعودية لحل الخلافات بين الرياض وأبوظبى والمنامة من جهة، والدوحة من جهة أخرى، بعدما ترددت أنباء عن تأجيل موعد القمة الخليجية المقرر أن تستضيفها الدوحة الشهر المقبل. وكان لافتاً توقيت إعلان كل من الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، خلال جولة أمير الكويت الخليجية، الانسحاب من كأس العالم لكرة اليد التى ستستضيفها العاصمة القطرية فى يناير المقبل، على الرغم من أن جولة أمير الكويت استهدفت "دعم العمل الخليجى المشترك نحو مزيد من التكامل"، كما أفادت بذلك وكالات الأنباء الرسمية، فى أخبارها عن زيارة أمير الكويت للبلدان الخليجية الثلاثة. وقالت مصادر مطلعة إن المحادثات التى أجراها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثانى فى مطار الدوحة الدولى ركزت على «العلاقات الخليجية - الخليجية»، فى إشارة إلى الجهود الكويتية الهادفة لتسوية الخلافات بين دول الخليج، قبل القمة الخليجية المقرر عقدها فى الدوحة فى الأول من شهر ديسمبر المقبل، فى ظل تكهنات بتأجيلها، بسبب عدم تنفيذ الدوحة التزامات تعهداتها فى اجتماع جدة الأخير، وتتعلق بإبعاد رموز جماعة الإخوان المسلمين من الأراضى القطرية، ووقف الإعلام المعادى ضد الدول الخليجية وغيرها من البنود، كما حمل وزير الخارجية القطرى خالد العطية رسالة حول هذا الملف إلى المسئولين فى الكويت أثناء زيارته. والجدير بالذكر أن الخلافات لم تكن وليدة اليوم بل هى خلافات تعود لشهور مضت، وكانت السعودية والإماراتوالبحرين قررت فى مارس الماضى سحب سفرائها من الدوحة، فيما أعلنت الدوحة أنها لن ترد على القرار بالمثل. وأكدت الدول الثلاث فى بيان مشترك، أن هذه الخطوة جاءت «لحماية أمنها واستقرارها»، وبسبب عدم التزام قطر بالإجراءات التى تم الاتفاق عليها مع الدوحة، حول الالتزام بمبادئ العمل الخليجى ومبادئ الشريعة الإسلامية التى تحكم العلاقات بين الأشقاء. ويرى بعض المراقبين أن هناك مستجدات قد طرأت على الساحة الخليجية قد تشكل دافعاً فى تفكيك الأزمة وإعادة الأمور إلى سابق عهدها، ويرجح أن تكون مرتبطة بالقلاقل فى المنطقة، والتى تقترب من البيت الخليجي، ولا سيما فى اليمن والعراق وسوريا، والتهديدات التى تأتى من تنظيم الدولة الإسلامية داعش على دول الخليج وخاصة الكويت والتكاتف الدولى للحرب على داعش، كل هذه الأحداث قد تكون دافعا لدول الخليج لتنحى الخلافات جانبا والجلوس على طاولة القمة الخليجية المقبلة فى قطر من أجل التحديات التى تواجة دول المجلس وإيجاد حلول سريعة لها فى ظل تطور الأحداث بشكل سريع قد لا يمهل هذه الدول وقتا لترتيب نفسها فهل تأجيل الاجتماع الوزارى التمهيدى للقمة الخليجية الذى كان مقررا عقده فى الدوحة الإثنين الماضى إلى إشعارٍ آخر ودون تحديد موعد جديد يعنى إلغاء القمة وبهذا تعتبر أول قمة يتم إلغاؤها فى تاريخ القمم الخليجية؟ أم أن الأحداث الملتهبة فى المنطقة ستجعل القادة فى دول الخليج يتغلبون على خلافاتهم ويجتمعون فى قمة قطر المهددة بالإلغاء خاصة وأن هناك العديد من الملفات الساخنة التى يجب أن تناقش خلال هذه القمة وخاصة فيما يتصل بالتعاون السياسى والاقتصادى وحماية أمن الخليج ومواجهة خطر الإرهاب وتجفيف منابعه.