"إن فكرة إنكار وجود الخالق من الأساس كانت فكرة مستبعدة وغير مقبولة شعبيا على مدار التاريخ، إذ يقول المؤرخ الإغريقى بلوتارك ''لقد وجدت فى التاريخ مدن بلا حصون، ومدن بلا قصور، ومدن بلا مدارس، ولكن لم توجد أبدًا مدن بلا معابد'' لكن حتى مع وجود دور العبادة فى كل مكان فى أى بلد فى العالم إلا أن الإلحاد موجود واللادينيون موجودون على مر العصور فهو ليس ظاهرة وليدة تلك الأيام ولكنها موجودة منذ القدم فى اليهودية والمسيحية والإسلام وفى التاريخ العربى توجد أدلة على وجود ملحدين قبل الإسلام باسم آخر وهم الدهريون وهم الذين كانوا يعتقدون بقدم العالم وأن العالم لا أول له إلا أن الكثير من الناس ينكرون وجود هذه الفئات فى المجتمع خاصة فى مجتمع متدين ومتحفظ مثل المجتمع المصرى" هذا كان رأى المهندس محمد حسن - مواطن وأب مصرى- إذ أنكر تماما وجود هؤلاء المجانين كما وصفهم، فلا يوجد إنسان عاقل لا يصدق بوجود الله، فنظرية التطور التى يتحدثون عنها ويخدعون بها أنفسهم، إذا كانت حقيقة فمن أوجد إذا الكائن الأول على سطح الأرض، ومن خلق هذا النجم الذى انفجر لتنشأ هذه الأرض والحياة، فالعقل والمنطق يؤكدان وجود خالق للكون، ولا بد أن تكون لديه قدرة فائقة ليصنع كونا بهذا الشكل وإنسانا بتلك الدقة. وأضاف حسن أن هذه الظواهر لم نسمع عنها فى زماننا لأن الأسرة كانت تربى تربية صحيحة وفقا لتعاليم الدين والطفل، يذهب مع بداية إتقانه للكلام إلى الكتُّاب أو المسجد ليتعلم القرآن ويحفظه، فيعلم من هو ربه وكيف خلق الكون بكل ما فيه، أما الآن فكل أب وأم انشغل بحياته وبجلب المال لتوفير الرفاهيات ووسائل التكنولوجيا المتعددة التى تكمل الوجاهة الاجتماعية ولا يفكر فى أبنائه إن كانوا يعلمون شيئا عن دينهم أو حتى يسألهم عن صلاتهم التى سيحاسب هو عليها إذا هم قصروا فيها، فبعد أن فقدت الأسرة دورها فى التربية، والمسجد دوره، والتعليم أصبح يعامل التربية الدينية على أنها خارج المجموع فماذا تريد من هؤلاء الشباب بعد كل ذلك؟، مشيرا إلى أن التنشئة الاجتماعية للإنسان تقوم على عدة محاور هى: الأسرة والمسجد أو الكنيسة والتعليم والمجتمع وفى حال اختل دور أىٍّ من هذه المحاور الأساسية اختل الفرد فى تفكيره واتجاهاته أيضا فعندما نكون فى بلد يهتم فيه الطالب فى مراحل تعليمه كلها بجنى الدرجات فحسب، لكى يتقدم للعام التالى ونجد مادة التربية الدينية تعامل فى المدارس على أنها مادة ثانوية لا تضاف للمجموع فبالتالى فقدت أهميتها لدى الطالب ولن يهتم بها أو يلتفت لما تقدمه.. وهذا ما أكده أيضا عثمان محمد رئيس أحد القطاعات بوزارة التربية والتعليم، والذى قال إن مادة التربية الدينية فى جميع المراحل الدراسية مادة نجاح ورسوب فقط، أى أنه مطلوب من التلميذ أو الطالب الحصول على خمسين بالمائة من الدرجة فى الامتحان حتى لا ينتظر لامتحان الدور الثانى لكنها لا تضاف للمجموع . ولا يفرق فى شىء إذا حصل فيها الطالب على الدرجة النهائية أو لا وهذا ما يجعل الطلاب لا يلتفتون للمادة ولا يستذكرونها فأصبحت التربية الدينية مادة مهمشة يذاكرها الطالب لينجح فقط . وطالب عثمان المسئولين عن العملية التعليمية فى مصر بأن تصبح مادة التربية من المواد الأساسية مثل الرياضيات والعلوم وغيرها حتى يهتم بها الطلاب ويذاكرونها ويلتفتون لما يأتى فيها من دروس .. تجارة رابحة واجهت فكرة الإلحاد جدارا صعب الاختراق فى بداية انتشار الفكرة واعتقد معظم المستشرقين والمؤرخين أن أحد أسباب عدم نجاح الفكر الإلحادى فى اختراق المجتمع الإسلامى قديما أثناء الاستعمار الأوروبى لعدد من الدول الإسلامية ظهور الحركات الإسلامية التجديدية والتى حاول أصحابها إعادة إحياء الروح الإسلامية بين المسلمين مثل جمال الدين الأفغانى ومحمد عبده ولكن فى هذه الأيام تحولت مقاومة الإلحاد إلى تجارة رابحة وهذا ما ظهر فى الآونة الأخيرة مع ظهور العديد من الشيوخ الذين يقيمون الندوات والدورات وغيرها تحت شعارات مكافحة الإلحاد، فهم يعرضون ما لديهم من علم دينى على أنه سلعة لها مقابل فإذا أردت تعلم بعض العلوم الشرعية والفكرية التى تمكنك من الرد على الملحدين فعليك أن تدفع أولا.. وهؤلاء لا يعلمون أن أحد صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام وقف فى ساحة الكعبة المشرفة ينادى فى الناس لحضور دروس ينظمها ليعلم المسلمين كيفية الرد على كفار قريش وأسئلتهم ... وهنا أشار الشيخ فوزى الزفزاف وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية إلى أن الأزهر الشريف ينظم قوافل توعية ليعلم المسلمين صحيح الدين وينشر وسطية الإسلام فى العالم وأكد أن هذه القوافل تؤدى دورها بالطبع ولكن يتوجب علينا زيادتها لتتمكن من مواجهة الظواهر المتوالية التى تظهر بسرعة شديدة واحدة تلو الأخرى وأضاف أن الأزهر يصدر مجلة شهرية عن سماحة ووسطية الدين الإسلامى وأنه فى هذا الشهر صدر ملحق لفضيلة الشيخ الشعراوى رحمه الله يتحدث فيه عن إثبات وجود الله بالأدلة العقلية واليقينية لأن الدين الإسلامى يخاطب العقل مباشرة، ولكن الشباب لا يقرأ ولا يريد أن يقرأ ويفهم، وتلك المجلات أمامه فى كل مكان فماذا نفعل أكثر من ذلك و يرى أن التوعية لا بد أن تكون فى المدارس والمساجد والصحافة والإعلام وليست على عاتق الأزهر وحده.