«سليم»: النيران التهمت الأوتوبيس بالكامل.. و«هبة»: السائق كانت سرعته جنونية للحاق بموعد المدرسة مصابة فى حادث أوتوبيس البحيرة تتلقى العلاج بالمستشفى حكايات الرعب والألم، التى شهدها أوتوبيس البحيرة، أثناء الحادث المرورى الذى أسفر من مقتل 18 وإصابة 18 آخرين، فى يوم بكت فيه مصر على أبنائها. يقول محمد سليم، الطالب فى المدرسة الثانوية الفندقية، وأحد مصابى الحادث، كنا حوالى 25 طالباً وطالبة مستقلين الأوتوبيس، وكان سائقه الخاص بنقل الطلاب مسرعاً على الطريق الزراعى، بسبب تأخر بعض الطلاب، وفوجئنا بسيارة نقل بمقطورة تقطع الطريق أمام الأوتوبيس، واصطدمت بنا المقطورة بشدة، بعد أن عجز السائق عن تفاديها. وأضاف «سليم» ل«الوطن»: انقلبت بعدها السيارة النقل بوسط الطريق، وسط صراخ جميع مستقلى الأوتوبيس، واشتعلت النيران بالأوتوبيس بالكامل، مشيراً إلى أن التدافع تسبّب فى احتراق وتفحّم العديد من الطلاب، وأنه خرج من النافذة، حيث كان جالساً بالخلف. وقالت هبة الله عبدالله السيد، إحدى المصابات فى أوتوبيس مدرسة الأورمان الثانوية الفندقية: كنا راكبين الأوتوبيس، وحسينا أن سرعته عالية أوى، وكنا خايفين بس قلنا ربنا يستر، وفجأة عربية نقل بتلف من الطريق وفجأة اتقلب الأوتوبيس والنار ولعت فيه وماشوفتش حاجة غير وأنا فى المستشفى. وأضافت «هبة»: كلما تأخرنا على المدرسة عن الساعة الثامنة والنصف صباحاً يتم معاقبة سائق الأوتوبيس، الأمر الذى يجعله يهرول فى الطريق دون النظر إلى من معه من أرواح، وفى هذه المرة انقلب واحترق وبداخله أصحابى». أما الطالب المصاب نجيب محمود، فأكد ل«الوطن»، أن الحادث لم يكن الأول، وأن حياة الطلاب تعرّضت للإهمال فى عشرات المواقف قبل ذلك، مضيفاً: «الأوتوبيسات متهالكة والإدارة رفضت فعل أى شىء، ولا بد من حساب رادع لكل من تسبّب فى موت زملائى وأصدقاء عمرى». محمد مصطفى، أحد التلاميذ المصابين، قال ل«الوطن»: أنا كنت نايم ولم أرَ شيئاً على الإطلاق، وفجأة شعرت بالنيران تأكل جسدى، واستيقظت على شعور رهيب بالألم، وكأن روحى تُسحب من جسدى، وبالنظر حولى وجدت النيران مشتعلة فى الأوتوبيس فقفزت هرباً، إلا أننى لم أستطع الهرب منها. وأضاف: «أنا حتى الآن غير قادر على استيعاب ما حدث لى ولأصدقائى، وكل ذلك بسبب سائق متهور». وتابع: السائق كان يسير بسرعة جنونية للحاق بالمدرسة قبل الموعد، وفجأة انقلب الأوتوبيس واشتعلت النيران فيه. وأشار حسام محمود، أحد الطلاب المصابين، إلى أن الحادث عندما وقع تخيل الطلاب أنه لن تزيد آثاره عن تهشم الزجاج الأمامى للأوتوبيس مع وقوع بعض الإصابات للجالسين فى المقاعد الأمامية، وعندما حاولوا فى ثوانٍ معدودة التوجه للأمام لإغاثة زملائهم، فوجئوا باشتعال الأوتوبيس بالكامل. وأضاف: «فى لحظة واحدة تحول الأوتوبيس إلى جهنم الحمراء، ولحقت النيران بالجميع، وهناك ضحايا وقعوا على الفور متوفين، وآخرون ظلوا يصارعون الموت حرقاً، مرت لحظات وكأنها سنوات، وكان الأوفر حظاً الذين سمحت لهم ظروفهم بالوجود بالقرب من النوافذ وباب الأوتوبيس فى لحظة الحسم».