كتب: صفية حمدى وفاتن حلمى وسعيد صلاح وشيماء مطر وميادة سويدان مَن المسؤول عن حوادث الطرق؟.. لا إجابة كارثة.. 20% من ضحايا حوادث الطرق من أطفال المدارس حادثة قطار منفلوط الأكبر ب50 ضحية.. و«أوتوبيس البحيرة» الأبشع لم تكن تصريحات رئيس هيئة الطرق والكبارى الدكتور سعد الجيوشى، والتى نشرتها «التحرير» أمس الأربعاء، بأن «الكبارى مابتقعش لأن ربنا ساترها» بعيدة تمامًا عما يحدث فى وزارة النقل، وفى الطرق السريعة، التى لا تزال تحصد عشرات الأرواح بسبب الحوادث التى تقع بشكل شبه يومى عليها. فقط فى مصر، ومع صباح كل يوم جديد، تفتح الفضائيات أو تتصفح مواقع الإنترنت، لا بد أن تسمع أو ترى أو تشاهد حادثة طريق، كأنها عرض مستمر. الأمر فعلًا خرج عن السيطرة. هكذا هو حال طرق مصر السريعة، فيوميا يفقد المصريون العشرات بسبب هذه الحوادث، بينما تتوه المسؤوليات. البعض يتحدث عن مسؤولية السائق وآخر يتحدث عن مسؤولية الطريق، وآخر يتكلم فى الأحوال الجوية، والأطفال وعائلاتهم ما زالوا يدفعون الثمن. السرعة الجنونية سبب الحادثة فى أثناء سير السيارة رقم (12667) رحلات الإسكندرية، أوتوبيس خاص بمدرسة الأورمان الفندقية الثانوية بالعجمى بالإسكندرية، ويستقله طلاب المدرسة، حيث اختلت عجلة القيادة من يد السائق، مما أدى إلى انقلابها على جانب الطريق، وتخطيها للجزيرة الوسطى، وتصادف قدوم بقية السيارات، أرقام (8317 س.ل.م)، و(3218 س.ف.ر) (نقل بمقطورة)، والسيارة رقم (162931) نقل غربية، وسيارة ملاكى، قيادة الرائد أبو زيد عبد النبى، نائب مأمور مركز شرطة الدلنجات، وبرفقته أسرته، فاصطدمت بها، مما أدى إلى اشتعال النيران بالسيارات جميعها، وأسفرت الحادثة عن وفاة الضابط، و17 من مستقلى السيارات، وإصابة 18 بحروق متفرقة بأنحاء الجسد. نائب مدير أمن البحيرة، اللواء نبيل عبد الفتاح، رجع السبب الرئيسى للحادثة، إلى أن سيارة نقل قامت بالاصطدام بأوتوبيس مدرسة الأورمان، فى أثناء سيره على الطريق الزراعى باتجاه الإسكندرية، مما أدى إلى خروج الأوتوبيس عن مساره، وانتقاله إلى الجانب الآخر من الطريق فاصطدمت به سيارتا (نقل) و(ملاكى)، فأدى ذلك إلى اشتعال النيران فى السيارات الأربع وتفحمها بالكامل. وكيل وزارة الصحة بالبحيرة، الدكتور محمد نعمة الله، أوضح أن معظم المصابين أعمارهم ما بين 14 و16 عامًا. رئيس مجلس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، ووزراء الداخلية، والتنمية المحلية، والصحة، والنقل، والأوقاف، والتضامن الاجتماعى، والشباب والرياضة، ومحافظ البحيرة، زاروا المصابين بمستشفى دمنهور العام للاطمئنان عليهم، وأكدوا تقديم الدعم الكامل لهم ورعايتهم، وقال محلب «هذا هو ما يسمى إرهاب الإهمال، وكما نحارب الإرهاب يجب أن نحارب الإهمال». يوم أسود فى وزارة التعليم داخل مدرسة الأورمان الثانوية الفندقية، التابعة لإدارة العجمى التعليمية بالإسكندرية، انتابت الطلاب حالة من الهلع والرعب، عقب تلقيهم نبأ مصرع 18 من زملائهم حرقًا، وإصابة 18 أخرين فى الحادثة الأليمة، وقررت إدارة المدرسة وقف العملية الدراسية. مدير المدرسة، جبريل عبد الفتاح، قال إن المدرسة لا تملك أوتوبيسات لنقل الطلاب، وإنما يتم التعاقد معها من الخارج، حسب المناطق الجغرافية للطلاب. وزير التربية والتعليم، الدكتور محمود أبو النصر، تقدم بالعزاء إلى أولياء أمور الطلاب، ضحايا الحادثة، وقال إن الوزارة قررت بالاتفاق مع أصحاب مدارس الأورمان الخاصة، صرف مبلغ 50 ألف جنيه، للطالب المتوفَّى، و25 ألف جنيه للطالب المصاب، مشددًا على متابعة الوزارة تحقيقات الحادثة، والتواصل مع الجهات المعنية، وأولياء أمور الطلاب المتوفين والمصابين. المشرف على قطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، محمد سعد، أوضح أن الوزارة قررت صرف مبلغ 5 آلاف جنيه، بصفة مستعجلة لجميع ضحايا ومصابى طلاب الحادثة، وجارٍ حصر أسماء الطلاب المتوفين والمصابين، منوها بأن مديرية التربية والتعليم بالبحيرة، تواجه مشكلة فى حصر الأسماء نتيجة لتفحم بعض الجثث، مؤكدًا أن الوزارة تبدأ فى إجراء تحقيق فى الحادثة. من جانبه، قال المتحدث الرسمى باسم وزارة التربية والتعليم، هانى كمال، إن الطلاب المتوفين والمصابين لهم الحق فى التعويضات التى تصرف من صندوق التأمين على الطلاب، مثلهم فى ذلك مثل طلاب المدارس الحكومية، مشيرًا إلى أن الوزارة تتابع مع وزارة الصحة حجم الخسائر البشرية، وحالة المصابين. أمين صندوق التأمين على الطلاب، عادل شحاتة، أكد صرف 10 آلاف جنيه للمتوفى، و5 آلاف للمصاب، قابلة للزيادة إذا كانت حالته تستدعى ذلك. كارثة.. 20% من ضحايا حوادث الطرق من أطفال المدارس تشير إحصائيات ضحايا الطرق، حسب ما تؤكده تقارير الجمعية المصرية لرعاية ضحايا الطرق وأسرهم، إلى أن 20% من ضحايا حوادث الطرق أطفال فى المرحلة العمرية أقل من 15 سنة. «التحرير» رصدت طرق الموت التى تشهد عشرات من الحوادث الكارثية، ومنها الطريق الدائرى الذى يصل طوله إلى 100 كيلومتر، ويربط بين محافظاتالقاهرة والجيزة والقليوبية، وطريق المحور باتجاه المهندسين والشيخ زايد. وخارج القاهرة وضع الطرق أسوأ، حتى إن أهالى أسوان يطلقون على طريق أبو سمبل السياحى الدولى، اسم طريق الدماء، لأنه يشهد حوادث مروعة سنويا، والطريق الصحراوى الغربى، ومصر - أسوان الزراعى بالمنيا، وأسيوط - القاهرة الغربى، وطريق الكريمات الشرقى. 10 آلاف للمتوفَّى و5 للمصاب.. يا بلاش! وتقدم وزارة التربية والتعليم، ممثلةً فى الصندوق المركزى للتأمين على الطلاب، ضد الحوادث، تعويضات مالية لتلاميذ المدارس الذين يموتون فى حوادث الطرق وغيرها، وتصل التعويضات إلى مبلغ 10 آلاف جنيه، يحصل أهل الضحية على 5 آلاف فور وقوع الوفاة والخمسة الأخرى بعد اسخراج إعلام الوراثة، وفى حالة الإصابة تصرف الوزارة مبلغ ألفى جنيه للمصاب بإصابة خطيرة، ويتحمل الصندوق رعاية المصاب حتى يتم شفاؤه. وفى حادثة أوتوبيس البحيرة التى وقعت صباح أمس، قررت وزارة التربية والتعليم بالاتفاق مع أصحاب مدارس الأورمان الخاصة تجاوز المبلغ الذى يحدده القانون لتقرر الوزارة صرف مبلغ 50 ألف جنيه لأسرة الطالب المتوفَّى، و25 ألفًا لأسرة المصاب، وتتحمل مدارس الأورمان المبالغ المعلن عنها. إحصائيات صندوق التأمين على الطلاب، تشير إلى أنه منذ يناير 2011 وحتى نهاية عام 2012 تم صرف تعويضات مالية لعدد 1820 حالة متنوعة بين إصابات ووفاة لأسباب مختلفة، وتكلفت تلك الحالات 12 مليونًا و559 ألف جنيه، موزعة على 179 حالة تأمين، و1327 حالة إعانة، و81 حالة من حالات نسبة العجز أو الإصابة، و126 حالة علاج، و107 حالات طارئة، وهى حوادث تتعامل معها الوزارة بشكل طارئ، ويتم صرف تعويضات فورية. كارثة منفلوط.. 50 طفلاً تحت عجلات القطار فى صباح السبت 16 نوفمبر 2012، اصطدم القطار رقم 165 المتجه من أسيوط إلى القاهرة عند مزلقان قرية المندرة فى منفلوط بمحافظة أسيوط، بأوتوبيس تابع لمدرسة «دار حراء» الخاصة بأسيوط كان متوجهًا إلى معهد النور الأزهرى الخاص ببنى عديات، فى أثناء عبور الأوتوبيس مزلقان قرية المندرة بمركز منفلوط، وبلغ عدد الضحايا المتوفين من الأطفال فى مكان الحادثة 47 طفلًا، وارتفع خلال أقل من ساعة إلى 50 طفلًا. الكارثة فى الصور التى نُشرت بعد الحادثة من انتشار دماء الضحايا على مقدمة القطار ووجود جثث وأشلاء تحت العربتين الأولى والثانية للقطار وعلى قضبان السكك الحديدية فى المنطقة المحيطة بالقطار، إضافة إلى وجود كراسات المدارس وملابس الأطفال حول القطار المتسبب فى الحادثة. وفى أكتوبر من نفس العام لقى 3 تلاميذ مصرعهم وأصيب 52 آخرون فى حادثة انقلاب أوتوبيس حضانة الأمل بقرية كفر المنازلة التابعة لمركز كفر سعد برحلة إلى مدينة دمياط الجديدة، ووقعت الحادثة عندما انحرفت عجلة القيادة من السائق، مما أدى إلى وقوع نصف الأوتوبيس فى الترعة، وسقط ثلاثة أطفال فى الترعة. طالبات سوهاج يدفعن ثمن التهور والإهمال ومن بين الحوادث الموجعة أيضًا، الحادثة التى وقعت الأحد الماضى، حيث شهد الطريق المؤدى إلى مقر جامعة سوهاج الجديدة حادثة انقلاب سيارة ميكروباص عقب اصطدامها بسيارة نقل على طريق الكوامل، والتى نجم عنها مصرع 11 طالبة، بينما بلغت جملة المصابات بين الطالبات 4 حالات إصابة، تم نقلهن إلى مستشفيات سوهاج العام وسوهاج الجامعى. وتبين من خلال التحريات أنه فى أثناء سير السيارة رقم 11038 أجرة سوهاج، قادمة من جامعة سوهاج بمنطقة الكوامل فى طريقها إلى مدينة سوهاج تستقلها 14 طالبة من مختلف الكليات وفى أثناء محاولة السائق تجنب سيارة نقل، اصطدمت بالسياره النقل المحملة ب«الزلط»، واختلت عجلة القيادة بيده مما تسبب فى سقوط السيارة داخل الترعة المجاورة للطريق، والتى تصادف خلوها من الماء.