أكد السفير عمرو رمضان المندوب الدائم لمصر لدي الأممالمتحدة بجنيف ، أن مصر تنظر بشكل إيجابي لعملية الاستعراض الدوري الشامل التى ستؤديها مصر في مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان بجنيف يوم 5 نوفمبر المقبل . وأوضح السفير خلال تصريحات - لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن الاستعراض الدوري الشامل هو إجراء مؤسسي وروتيني تخضع له كافة الدول الأعضاء في الأممالمتحدة بشكل متساو وبدون تمييز ويفسح المجال للحوار البناء والإيجابي ويتم من خلاله تبادل وجهات النظر وأفضل التجارب بين الدول حول سبل تعزيز وحماية حقوق الإنسان في إطار يكفل احترام سيادة الدول ومعاملتها بالشكل العادل والبعيد عن التسييس وأشار إلى أن موعد عقد جلسة الاستعراض الخاصة بمصر لم يتم تحديده بشكل استثنائي ولكنه محدد منذ سنوات وسيشمل بجانب مصر 12 دولة أخري من بينها إيطاليا وأنجولا والبوسنة والهرسك وسلوفينيا علما بأن مصر سبق وشاركت في هذه التجربة لأول مرة في فبراير 2010 . أكد رمضان علي الاهتمام الكبير الذى تبديه الحكومة المصرية لعملية الاستعراض انطلاقا من إيمانها بأهمية الارتقاء بمنظومة حقوق الإنسان واحترامها وأن ذلك ينعكس علي تشكيل الوفد الحكومي المصري الذى سيشارك في جلسة الاستعراض برئاسة السيد المستشار إبراهيم الهنيدى وزير العدالة الانتقالية وشئون مجلس النواب وعضوية ممثلين عن وزارات الخارجية والداخلية والعدل ومكتب النائب العام والمجلس القومى للمرأة ، وذلك بالتوازي مع مشاركة الأطراف الوطنية غير الحكومية المعنية بموضوعات حقوق الإنسان في مصر من خلال الحضور المكثف لممثلي المجلس القومى لحقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية المصرية لمتابعة جلسة الاستعراض والفعاليات الجانبية التى سيتم تنظيمها علي هامش جلسة الاستعراض. وأوضح السفير المصري أن جلسة الاستعراض تمثل فرصة مواتية لإحاطة المجتمع الدولي بالتحولات الإيجابية الكبري التى شهدتها مصر بعد ثورتين شعبيتين عظيمتين مشيرا إلي أن الوفد المصري سيستعرض بشكل تفصيلي أبرز الانجازات التى تحققت في مجال حقوق الإنسان علي مدار الأربع سنوات الماضية ليس فقط في مجالي الحقوق السياسية والمدنية وإنما أيضا في مجالات الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وحقوق المرأة والطفل وذوى الإعاقة خاصة ما مثله دستور 2014 من طفرة غير مسبوقة في ضمان حقوق الإنسان والحريات الأساسية وكذلك عقد انتخابات رئاسية شهد المصريون وكذلك المراقبون الدوليون بنزاهتها وشفافيتها كما نوه بأن الجانب المصري سيسلط الضوء أيضا علي التحديات الرئيسية التى تلقى بظلالها علي جهود الحكومة المصرية في دفع مسيرة حقوق الإنسان والتى يأتى علي رأسها خطر الإرهاب والأوضاع الأمنية المضطربة في المحيط الإقليمي لمصر فضلا عن طبيعة المرحلة الانتقالية التى لا تزال تشهدها البلاد لحين إتمام تنفيذ الاستحقاقات المنصوص عليها في خارطة الطريق لاستكمال بناء المؤسسات الديمقراطية في مصر بانتخاب مجلس النواب الجديد ، وشدد علي أن كافة هذه التحديات لن تثن الحكومة المصرية عن الوفاء بالتزاماتها الدولية والدستورية بالعمل علي حماية وتعزيز حقوق الإنسان لجميع المواطنين، وأن مصر برغم ما تشهده حاليا من حرب ضروس ضد الإرهاب الذى حصد أرواح العديد من الشهداء تظل عازمة علي أن تراعى لأقصي درجة ممكنة تحقيق التوازن بين اعتبارات الأمن القومى من ناحية وحقوق الإنسان من ناحية أخرى . وذكر مندوب مصر لدي الأممالمتحدة أن 125 دولة طلبت إلقاء مداخلات خلال جلسة الاستعراض الخاصة بمصر وهو الأمر الذى يعكس حجم الاهتمام الذى يوليه العالم لدولة بأهمية ومكانة مصر إقليميا ودوليا خاصة ، وأن مصر لها الدور الحيوي في إطار مجموعاتها الإقليمية والسياسية داخل الأممالمتحدة كالمجموعات الأفريقية والإسلامية والعربية وحركة دول عدم الانحياز والدول متشابهة الفكر التى أعلنت العديد من دولها أنها ستشارك في جلسة الاستعراض لنقل رسالة تحمل دعم ومساندة للحكومة المصرية وإشادة بما حققته من انجازات وتشجيعا علي تجاوز ما تواجهه من تحديات تجمع كافة الأطراف علي تعقيدها وصعوبتها وأضاف أن الدول التى ستلقى مداخلات خلال الجلسة ستقدم توصيات تري من وجهة نظرها أنها ستسهم في دعم جهود الحكومة المصرية في مجال حقوق الإنسان وأن الحكومة ستدرس هذه التوصيات حتي شهر مارس 2015 وتخطر المجلس بما قبلته ورفضته من توصيات وفقا لأولوياتها السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية