استأنفت محكمة جنايات الجيزة المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة برئاسة المستشار محمد ناجى شحاتة، الإثنين، نظر قضية "مذبحة كرداسة" المتهم بها 188 متهمًا عقب فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، حيث تستمع المحكمة إلى مرافعة النيابة بشأن الواقعة محل القضية. واستهل ممثل النيابة العامة مرافعته مؤكدًا أن الجناة ضلوا عن آيات الله بعدما ظنوا أنهم منتهكوها، واصفًا الواقعة بأنها سلسلة من العنف المتصاعد الذي تشهده البلاد في الآونة الأخيرة على يد طائفة متطرفة اتخذت من معاداة أجهزة الشرطة والجيش ملاذًا لها. وتابع ممثل النيابة مرافعته قائلًا: "المجنى عليه بتلك الواقعة ليس دماء ذكية تساقطت فحسب، بل إن المجنى عليه الحقيقى هو الإسلام الذي هو عن تلك الأفعال الآثمة براء، وأضاف بقوله إن مصر لطالما كانت واحةً بارزة للأمن والأمان غير انها بعد تلك الأحداث الدامية تحولت إلى بركان متنام من الغضب". واستطرد: "المتهمون الماثلون أمامنا ليسوا سوى مجموعة دموية لم تعرف البشرية بمثلهم من قبل في بلادة دمائهم وقساوة قلوبهم، حتى انهم عاشوًا اشبه ما يكون كمسخ من الإنسانية باقترافهم تلك الواقعة التي جاءت كوقع الزلزال في جسد الوطن". وأضاف: "جزاؤكم جهنم خالدين فيها لقتلكم النفس التي حرم الله، واستباحتكم دماء من يعكفون على حماية الوطن والسهر على أمنه، متناسين أن الله ليس بغافل عما تعملون". وانتقل ممثل النيابة إلى سرد جزء من الواقعة، حيث أشار أنه عقب "استرجاع هيبة الدولة" بفض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، فقد تبادر إلى ذهن الجناة فكرة شيطانية بمحاصرة مركز شرطة كرداسة، مُطلقين العنان لأنفسهم بقتل رجال الشرطة المتواجدين داخل المركز آنذاك، وبعدما توافد الجناة امام المركز لتنفيذ مسعاهم الشيطانى قاموا بإلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف وإطارات السيارات التي اشعلوها على رجال الشرطة، إلى جانب قيامهم بإطلاق وابل من الأعيرة النارية عليهم". وأشارت النيابة إلى أن رجال الشرطة لم يطلقوا النار على الجناة امام المركز، كى لا تتفاقم الأوضاع وتتساقط المزيد من الدماء، واصفًا ذلك الموقف بأنهم قد قابلوا الإساءة بالإحسان. وأضاف: "غير أن الجناة قاموا بإلقاء قذائف "الأربى جى" على الشرطة مما أدى إلى تطاير اشلائهم وتساقط دمائهم الغزيرة دون اي مراعاة للإنسانية التي تجرد منها الجناة، كما استشهد بمقولة اللواء محمد عبد المنعم التي وجهها للمتهمين قائلًا لهم: "اقتلونا بس ماتذلوناش"، ليواصل الجناة تعديهم الصارخ على رجال الشرطة بعدما جردوهم من أسلحتهم، مُطلقين وابلا من الرصاص عليهم مستغلين ضعفهم أمام الجناة الآثمين. كما ذكر ممثل النيابة واقعة اقتياد نائب مأمور شرطة كرداسة عامر محمد عبد المقصود بواسطة الجناة إلى منطقة ناهيا، بعدما قاموا بسحله من يديه وكأنه أسير حرب، مضيفًا: مثواه الجنة ومثوى الجناة النار. كانت النيابة وجهت للمتهمين تهمة الاشتراك في "مذبحة اقتحام مركز شرطة كرداسة" التي وقعت في أغسطس الماضى، وراح ضحيتها 11 ضابطًا من قوة القسم، والتمثيل بجثثهم، بجانب شخصين آخرين من الأهالي تصادف وجودهما بالمكان، والشروع في قتل 10 أفراد آخرين من قوة مركز شرطة، وإتلاف مبنى القسم، وحرق عدد من سيارات ومدرعات الشرطة، وحيازة الأسلحة النارية الثقيلة.