أجلت محكمة جنايات الجيزة والمنعقدة جلستها بمعهد أمناء الشرطة بمنطقة سجون طرة محاكمة 188 متهماً في الأحداث التي شهدها قسم شرطة كرداسة أثناء عمليتي فض اعتصامي ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر. والمعروفة إعلاميا ب"مذبحة كرداسة" والتي راح ضحيتها 11 من أفراد وضباط القسم واثنان من المدنيين. لجلسة 31 أغسطس الجاري لسماع شهود النفي. في بداية الجلسة سلم ممثل النيابة العامة للمحكمة محضر ضبط وإحضار شهود الإثبات تنفيذاً لقرار المحكمة السابق والخاص بضبط وإحضار الشهود. أحمد سعيد عيسي وياسر هضيبي حامد وشريف عادل وأحمد عبدالنبي ومصطفي عادل أحمد ومحمود فؤاد أحمد ومحمد إبراهيم بيومي. قال ممثل النيابة إن الشاهد الثامن ترك محل إقامته. وفق ما ورد من مديرية أمن القليوبية بالاضافة إلي انتهاء تجنيد شهود الإثبات من المجندين بإدارة قوات أمن اليحيرة. كما تعذر التوصل إلي عناوين بعض شهود الإثبات وعدم الاستدلال عليها ومغادرة بعضهم البلاد وهو ما يحول دون حضورهم للإدلاء بشهادتهم أمام المحكمة. وقدم ممثل النيابة ما يفيد قيام الطب الشرعي بالكشف علي المتهمين أحمد شحات عبدالعال ويوسف عبدالرحمن حسن. وعلي السيد علي القناوي. تنفيذاً لقرار المحكمة. من جهته اعتبر دفاع المتهمين ما ذكره ممثل النيابة من عدم حضور معظم شهود الإثبات للإدلاء بأقوالهم أمام المحكمة. مؤامرة الهدف من ورائها إدانة المتهمين بأي طريقة وإخفاء الحقيقة. وتمسك الدفاع بحقه في سماع كافة شهود الإثبات. وطالب المحكمة بتكليف الشرطة العسكرية بإحضار شهود الإثبات الذين يري دفاع المتهمين أن شهادتهم هي الضمانة لإثبات براءة المتهمين وكشف الفاعل الحقيقي في المذبحة. دفع الدفاع ببطلان التحريات التي تم تحريرها بمعرفة ضباط الأمن الوطني. ووصفوها بالكيدية وغير القائمة علي سند أو دليل. فيما تنازل دفاع متهم عن سماع جميع شهود الإثبات من رجال الشرطة وتمسك بسماع شهود الإثبات من المدنيين. خلال الجلسة شكك الدفاع في وجود جميع المتهمين المحبوسين والبالغ عددهم 149 من أصل 188 متهما بقفص المحكمة. مؤكدا أن عدد من يراهم أمامه لا يتجاوز ال30. وبالتالي فدفاعه عن متهمين غير حاضرين للجلسة يخل بالمحاكمة ويشيبها بالبطلان. مشيرا إلي أن مأمورية الحرس تقوم بإحضار مجموعة وتترك الباقي بحجز المحكمة مطالبا المحكمة باستدعاء رئيس المأمورية والذي أكد وجود المتهمين بالكامل داخل القفص. قدم الدفاع صوراً للمتهم رقم 21 تؤكد تواجده بميدان رابعة العدوية أثناء الفض. بما ينفي تماما تواجده في نفس التوقيت بكرداسة والمشاركة في المذبحة التي جرت هناك. مطالبا بعرض الصور علي الأدلة الجنائية لبيان صحتها من عدمه. استمعت المحكمة لأقوال أحد الشهود الذي فاجأ الجميع بقوله إنه لا يتذكر أي شيء عن الحادث. وفشل في التعرف علي أي من المتهمين حتي من خلال الصور الخاصة بالقضية. وقال إنه توجه للنيابة للإدلاء بأقواله فور انتهاء الواقعة. ولم يعد يذكر أيا منها الآن. فطلب الدفاع عن المتهمين بإحالته للنيابة العامة لتعدم طمس الحقيقة. وطالب بتحريك دعوي ضده بتهمة الشهادة الزور. كان النائب العام قد أمر بإحالة 188 متهما للمحاكمة الجنائية أمام محكمة الجنايات بعدما كشفت تحقيقات النيابة العامة عن أن المتهمين قاموا يوم 14 أغسطس من العام الماضي بدائرة مركز كرداسة بالاشتراك في تجمهر مؤلف من أكثر من 5 آلاف شخص من شأنه ان يجعل السلم العام في خطر وكان الغرض منه ارتكاب جرائم القتل العمد مع سبق الإصرار والشروع فيه والتخريب والسرقة والتأثير علي رجال السلطة العامة في أداء عملهم "ضباط وجنود قسم شرطة كرداسة" باستعمال القوة حال حملهم أسلحة نارية وبيضاء وأدوات مما تستخدم في الاعتداء علي الأشخاص وقد وقعت تنفيذا للغرض المقصود من التجمهر مع علمهم به في الجرائم الآتية: انتقاما لفض اعتصامي رابعة والنهضة.. أعدوا أسلحة نارية وبيضاء وقاذفات صاروخية وأدوات مما تستخدم في الاعتداء علي الأشخاص.. وتوجهوا لمقر مركز كرداسة وحاصروهم بداخله وما أن ظفروا بهم حتي اطلق المتهم السادس عيارين ناريين صوب أحد المجني عليهم وتعدي عليه آخرون من بينهم بأسلحة بيضاء قاصدين ازهاق روحه التي أودت بحياته.. وكان ذلك تنفيذا لغرض إرهابي.. وقد اقترنت بجناية القتل وتقدمتها وتلتها جنايات أخري بأنه في ذات الزمان والمكان قتلوا وآخرون مجهولون المجني عليهم وكانوا ضباط وقوات الشرطة وهم كل من محمد عبدالمنعم جبر وعامر محمد عبدالمقصود وإيهاب أنور المرسي ومحمد فاروق وهدان وهشام جمال الدين محمود شتا ومحمد السيد أحمد وأكرم عيد حفني ومحمد محمد فهيم بدوي وهشام إبراهيم بيومي ومعتمد سلطان عباس وعماد السيد محسن وتامر سعيد عبدالرحمن ورضا عبدالوهاب محمد بالاضافة إلي إبراهيم عطية علي زيتون ومصطفي أحمد شيخون اللذين تصادف مرورهما بمحل الواقعة عمدا مع سبق الاصرار بأن بيتوا النية وعقدوا العزم علي قتل قوات الشرطة المتواجدين بمركز شرطة كرداسة انتقاما لفض اعتصامي رابعة والنهضة وأعدوا لذلك الغرض الأسلحة والأدوات وتوجهوا لمقر المركز وقاذفوهم بالحجارة وزجاجات المولوتوف وأشعلوا إطارات السيارات أمام القسم وحاصروهم بداخله وما أن ظفروا بهم حتي أطلقوا صوبهم وابلا من الأعيرة النارية وقذائف المدفعية قاصدين من ذلك ازهاق أرواحهم التي أودت بحياة اثنين منهم واقتادوا الباقين إلي خارج مركز الشرطة وانهالوا عليهم طعنا بالأسلحة البيضاء وما أن انخارت قواهم وسقطوا مضرجين في دمائهم حتي عاجلوهم بإطلاق عدة أعيرة نارية قاصدين من ذلك قتلهم وأودت بحياتهم وكان ذلك تنفيذا لغرض إرهابي.