يعيش آلاف المواطنين من أهالى قرى يوسف الصديق بمحافظة الفيوم مأساة حقيقية منذ سنوات طويلة دون أن يستمع أى من المسئولين إلى استغاثاتهم المتكررة والمستمرة .. وبلغت حالة غضب الأهالى مداها بسبب عدم توافر مياة الزراعة منذ أكثر من خمس سنوات مما اضطرهم لاستخدام مياه الصرف الصحى لرى أراضيهم, أما بالنسبة لمياه الشرب فيقومون بشرائها من المراكز المجاورة بسيارات ربع نقل.. مما حول حياتهم إلى جحيم بسبب نقص الخدمات الحيوية ورغم إرسالهم الشكاوى المستمرة إلى المسئولين ولكن للأسف ودن من طين وأخرى من عجين. من جانبه يقول محمود رشاد من قرية «قوتة» التابعة لمركز يوسف الصديق إن حالة المياه متردية للغاية وملوثة ولا تصلح للاستخدام الآدمى, كما أن الأهالى فقدوا الأمل تماما, فنحن نعيش على شراء المياه من خلال سيارات ربع نقل من العزب والقرى المجاورة ولا تتخيل حجم المعاناة التى يعيشها الغلابة فلا يكفى عدم وجود مياه الرى لأراضينا الزراعية وبوارها لدرجة أن كل أسرة لديها شاب أو أكثر يهرب للخارج من أجل البحث عن عمل لمساعدة أسرته من أجل أن تعيش وتواجه أعباء الحياة ومشاكلها الصعبة. ويروى رشاد ان المشكلة مستمرة منذ عام 2005 حتى الآن, والأمر حدث منذ زيادة منسوب مياه بحيرة قارون مما أدى إلى تدمير القرى السياحية المجاورة لها فقام مسئولو الرى بإنشاء مشروع يسمى «الاتزان البيئى» يعمل على تخفيف المياه من بحيرة قارون وصبها بوادى الريان، إلى جانب إنشاء «ترعة» تصب المياه المحملة بمخلفات الصرف الزراعى إلى قرى يوسف الصديق. أضاف أن ما ضاعف المشكلة هو استيلاء قرية النزلة على ماسورتي مياه من قرى يوسف الصديق ولم يتبق لنا سوى ماسورة واحدة بل الأكثر من هذا استيلاء بعض المواطنين على قطعة أرض صحراوية شمال الترعة و يروونها من الماسورة الوحيدة التى تغذى القرى... مما تسبب فى بوار ما يقرب من 10 آلاف فدان أرضا زراعية وبعد سنتين ستتزايد مساحة الأراضى المعرضة للبوار، ويتهم رشاد مسئولى محطات رفع المياه فى هذه المشكلة, حيث يقومون أحيانا بغلق المحطة تماما وقتما يحلو لهم. الاعتصام هو الحل أما أحمد توفيق من رابطة شباب القرية يرى أن الاعتصام أمام ديوان عام المحافظة هو الحل من أجل احلال وتجديد هذه المرافق المتهالكة وإنشاء محطات مياه صالحة للشرب خاصة بالقرى والعزب التى تسمى بالنهايات حتى يتم القضاء على المشكلة من جذورها ويضيف بأن الشباب قد هجروا هذه القرى واتجهوا للسفر للقاهرة والخارج بحثا عن حياة أفضل ولمساعدة أهاليهم على شراء مياه شرب واحتياجاتهم الأخري. ويقول نصر عبدالسميع أحد الأهالى كان لدى الأمل فى أن تتغير الأمور وتتبدل للأفضل خاصة أن ثورة يناير جاءت تحمل شعار حرية وعدالة اجتماعية ولذلك نحن نطالب بالعدالة الاجتماعية ونطلب من المسئولين أن يطرقوا همومنا ويقدموا الحلول التى تريح بالنا ونجد كوب ماء نظيفا. ويشير محمدى من رابطة شباب القري الى مشكلة الانقطاع المستمر للكهرباء مما جعل هذه القرى مأوى للبلطجية والمجرمين. نقص الخدمة الصحية فضلا عن انعدام الخدمات الصحية, فلا مستشفيات آدمية ولا اسعاف أو أدوية والدليل هو المستشفي العام الذي يقع بقرية «قوتة» التابع لمركز «يوسف الصديق, فرغم ان مساحة المستشفى تقترب من 3 آلاف متر وتضم مبنيين كل منهما يتكون من طابقين وكل طابق مكون من 8 غرف, إضافة إلى مخازن ومحطة توليد كهرباء ومعامل, ومحرقة ومسجد. وبالرغم من كل هذه الإمكانيات والتجهيزات، إلا أنه لا يوجد بالمستشفي سوى طبيب واحد تخصصه هو «الباطنة والأطفال» ولا يتواجد إلا نادرا. الأمر لم يقتصر على ذلك كما يقول على حسين من أهالى القرية، مشيرا إلى حالة التدني فى النظافة، كما أن معمل التحليل المتواجد بالمستشفى لا يوجد به طبيب تحليل ويضيف: لا توجد أي سيارة إسعاف خاصة بالمستشفي، وعلى أهل المريض إذا كانت حالته خطرة نقله إلى المستشفى العام بمركز أبشواى، على مسافة 40 كيلو، مشيرا إلى أنه حتى مستشفى مركز»أبشواى» لا يتوافر به أى إمكانيات لرعاية المرضى. ويضيف أحمد علام مدرس من أهالي القرية: الغريب أن الحكومة قامت بتجهيز مستشفى بمركز يوسف الصديق نفسه منذ سنتين ولم يتم افتتاحها حتى الآن, بل إنه تحول إلى مأوى لكلاب الشوارع ، مضيفا أن مستشفي يوسف الصديق المركزي، والذي لم يعمل حتي الآن تكلف أكثر من 6 ملايين جنيه، لكنه أصبح الآن مجرد هيكل خرسانى ولا يوجد أى شيء، مطالبا بتضافر كافة الجهود لتجهيز المستشفى وإمداده بالمعدات الصحية. ويشير مصطفى حنفى من أهالى القرية إلى ما تعرض له أحد الأهالى مؤخرا حينما أصيب في حادث نقل على إثره إلى المستشفي، إلا انه لم يكن هناك طبيب واحد، فنقله أهله إلى مستشفى مركز أبشواى، ولعدم توافر الإمكانيات تم تحويله إلى مستشفى الفيوم العام لكنه لفظ أنفاسه في الطريق قبل وصوله، ويضيف: أنهم طالبوا مرارا ومن كافة الجهات المسئولة بوجود أطباء في جميع التخصصات، نظرا لارتفاع نسبة الأمراض الخطيرة بالقرية ولكن دون جدوى. ويؤكد حسن حماد عضو بالمجلس المحلى بمركز يوسف الصديق، أن 70%من الوحدات الصحية بالمركز مهدمة، فيما يقتصر عمل الباقي على الجانب الوقائي سواء التطعيمات أو متابعة الحوامل، مطالبا بالاهتمام بالوحدات الصحية والانتهاء من تجهيز المستشفى المركزى وتحفيز الأخصائيين للعمل في المناطق البعيدة، وأهمها مركز يوسف الصديق، حيث ترتفع نسبة الوفيات أثناء الحمل والولادة عن باقى مراكز المحافظة. مياه ملوثة ويقول الشيخ طه من أهالى القرية بأن المعاناة شديدة للغاية هنا فى نجوع وعزب مركز يوسف الصديق وتساءل ألا يكفى شراء كل حاجة من أجل الحياة لنشترى المياه أيضا ولم نترك باب مسئول إلا وطرقناه وذهبنا للمحافظة بحثا عن حلول لهذه المشكلة التى تواجهنا منذ سنوات طويلة وأنا أطالب المسئولين بوزارة الصحة بتحليل المياه التى نشربها فلونها عكر ورائحتها كريهة ولاشك أنها سبب إصابة أهالى القرية بالأمراض .. بينما تؤكد أم محمد «ربة منزل» بأن مياه الشرب غير صالحة لأى شيء ورغم ذلك فهى تنقطع وغير متوافرة وذهبنا لرئيس مجلس المدينة والحقيقة أن الرجل نقل مشاكلنا للمحافظة وللأسف الشديد المسئولون فى محافظة الفيوم «ودن من طين وودن من عجين» كأننا لسنا من هذه البلد على الرغم من أن مصر أم الدنيا وبلد النيل. - و يتساءل الحاج عبدالعاطى ألسنا مواطنين مصريين لنا حقوق فى هذا البلد لقد تعبنا من الشكوى ومر علينا أكثر من محافظ عبر سنوات طويلة ولم نجد حلا لمشكلتنا لقد تعبنا وأصابنا اليأس من مشكلة المياه.