عشر سنوات هي عمر مركز يوسف الصديق، الذي تم فصله عن مركز إبشواي في 15 / 5 / 2002، بعدما تدخل الدكتور يوسف والي، نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة، وأمين عام الحزب الوطني الديمقراطي وقتها، وأطلق علية اسمه وأضاف له الصديق لمضاعفة عدد نواب الدائرة، حتى يتمكن من الحفاظ على مقعده بمجلس الشعب.
المركز لم يراعى فيه المسؤولون سوى الاعتبارات السياسية مجاملة لوالي، دون توفير الخدمات الأساسية لأهالي المركز البالغ عددهم 350 الف نسمة.
في أقصى الجنوب الغربي من محافظة الفيوم، يقع المركز وتبلغ مساحته 300 كم مربع، تتبعه 8 وحدات محلية منها؛ الوحدة المحلية لقرية قارون، وقرية الحامولي، وقرية الريان، والنزلة، وقصر الجبالي، والشواشنة، والمشرك، وكحك، والمدينة.
يضم العديد من المزارات السياحية بالمحافظة حيث يوجد بة 3 محميات طبيعية؛ هى محمية وادى الحيتان، ومحمية بحيرة قارون، ومحمية وادي الريان، التي يرتاد زيارتها 150 ألف سائح سنويًا، كما يأتي إليه قرابة 16 ألف سائح ألماني؛ لإحياء ذكرى سقوط أحد الطيارين الألمان بطائرته في الحرب العالمية الثانية، بحسب إحصائيات هيئة تنشيط السياحة بالفيوم.
معاناة حقيقية يعيشها أهالي المركز بدأت مع فصله، الذي اتخذ لاعتبارات سياسية وقتها، وتمثل مياه الشرب أخطرها؛ حيث تصل إليهم عن طريق المحطات النقالى، التي تأخذ مصادرها من بحر قارون وتختلط مياهه بمياه الصرف الزراعي والصحي.
ومن خلال لقاءات العديد من الأهالي تبين اعتماد معظم الأسر في استخدام هذه النوعية من المياه فى الشرب دفعتها اليها عدم القدرة المالية على شراء مياه صالحة، بينما تستعيض عنها الأسر القادرة على شراء المياه من سيارات تجوب القرى بسعر 2 جنيه للجركن الواحد.
لم تكن مياه الشرب ونوعيتها الرديئة وحدها سبب معاناة الأهالي، التي تزداد مع انعدام مياه الري، التي تسببت في بوار أكثر من 10 آلاف فدان زراعي بحسب جمال علام، الذى يعمل مهندسًا بالوحدة المحلية لمركز ومدينة يوسف الصديق، مؤكدًا على أن أراضي قريته والقرية الأولى والثانية ومعظم الأراضى بزمام المركز تعاني الجفاف صيفًا وشتاء، وتعتمد في الري على تصافي الأراضي الزراعية، التي تصب في بحيرة الريان، مما تسبب في ارتفاع نسبة الملوحة، ونتج عنها بوار آلاف الأفدنة.
الشروق رصدت بالصور مبنى المستشفى المركزي، الذي تم تشييده وبنائه عام 2006، وهو بوابة مغلقة بالسلاسل تسكنه من الداخل الأشباح ؛ فمنذ الانتهاء منه قبل 6 سنوات، وهو على حاله أغلقته مديرية الصحة لحين امداده بالمعدات والأجهزة الطبية والأطباء، إلا أنها عجزت عن توفيرها حتى اللحظة.
وبمواجهة الدكتورة خديجة النحاس، مسؤل وحدات الرعاية الصحية بمديرية الصحة بالفيوم، بمعاناة الأهالي من غلق الوحدة الصحية لأبوابها، وعدم تواجد الطبيب المقيم بها إلى جانب عدم تجهيز المستشفى المركزي وتركه مبنى دون خدمات، رفضت التعليق معللة ذلك بورود تعليمات إلى مديرية الصحة بالفيوم بعدم إعطاء اى تصريح صحفي إلا من خلال المستشار الإعلامي لوزارة الصحة.
كما تمثل وسائل النقل مشكلة لأهالي المركز في صعوبة الانتقال إليه سواء من المواطنين أو حتي العاملين به لوقوعه في أطراف المحافظة من الناحية الغربية؛ ويذوق المر من تضطره الظروف إلى اللجوء لمركز الشرطة والنيابة لإنهاء إجراء أو مصلحة.
اللواء رأفت بدوي، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي، نفى تلوث المياه، وقال: "لا علاقة بانتشار أمراض الفشل الكلوي ومياه الشرب"، وأكد أن الأهالي بيوسف الصديق يعتمدون على مياه المحطات النقالى من أكثر من 10 سنوات، والشركة تقوم بأخذ عينات على عدة فترات، وتقوم بفحص المياه ولا يوجد بها أي نوع من التلوث أو ارتفاع في نسبة الإملاح ومحطات النقالى تقوم برفع المياه من ترعة وليس مياه صرف زراعي.
وأشار بدوي، إلى أنه جارٍ القضاء على المشكلة تمامًا، وسيتم توصيل ورفع المياه من محطة قصر الجبالي، التي تأخذ من محطة العزب إلى مدينة يوسف الصديق.