ستظل سيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أكبر من الكلمات والاحتفالات والشعارات لأن هذا الرجل عاشق حقيقي لمصر وشعبها ويرى من خلال حنكته وخبرة الأيام والسنين أن السعودية ومصر هما العمود الفقري والمحوري للأمة العربية، فلم نرَ حاكما عربيا في قمة الرياض في 2007 باستثناء الملك عبدالله بن عبد العزيز يعترف «بأنهم كحكام أخطأوا في حق شعوبهم»، لكن للأسف الشديد لم يستوعب بعض الرؤساء العرب هذه الرسالة التي كانت قراءة مستقبلية ورؤية استباقية بعين الحكيم لما يجري حاليا في عالمنا العربي، فلذلك عندما وصف الرئيس عبدالفتاح السيسي خادم الحرمين بأنه "كبير العرب" فهو يقصد هذا المعنى قولا وفعلا وستعرف الأجيال القادمة ما قدمته السعودية لمصر من مواقف مليئة بالأسرار والمفاجآت من العيار الثقيل في الدفاع عن شعب وتراب مصر وستكشف الأيام والأحداث الدور القومي والوطني له أمام هجمات بعض الأقزام عربيا وإقليميا ودوليا، في محاولة لحصار وإسقاط مصر، ولولا موقف الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي لم ينتظر ولم يأخذ ضوءا أخضر ولا أحمر من الأمريكان عندما قال إن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية وأعلن عن دعمه المطلق لشعب مصر ورئيسها، فلذلك ونحن نحتفل بالعيد الوطني ال84 للسعودية لا يمكن أن ينسى الشعب المصري رد الجميل كنوع من الوفاء لرمز وحاكم ونموذج وقف مع الحق ضد الباطل، وقف مع الشعب المصري ضد الإخوان، وسيظل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز نموذجا يدرس في أنه قال "لا" في زمن الكل يقول "نعم" فهذه ليست تهنئة بمناسبة العيد الوطني للشعب السعودي بقدر ما هي رسالة تقدير وعرفان منا بخادم الحرمين، والشعب السعودي في ذاكرة المصريين أبد الآبدين، فنحن لا نجامل أحدا ولكننا نقول الحقائق لوجه الله لعلها تنفع في يوم "لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى بقلب سليم".. ففي هذه الأيام تَحلُ ذكرى اليوم الوطني الرابع والثمانين للمملكة العربية السعودية، حيث تحتفي البلاد قيادة وشعباً بذكرى إعلان الملك عبد العزيز- رحمه الله - توحيد كافة أراضي المملكة تحت راية "لا إله إلا الله محمد رسول الله" وإطلاق اسم المملكة العربية السعودية عليها. ففي مثل هذا اليوم "الثلاثاء" من عام 1351ه، الموافق1932م سَجل التاريخ مَولد المملكة العربية السعودية بعد ملحمة بطولية حافلة قادها المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود- رحمه الله - على مدى اثنين وثلاثين عاماً تمكن خلالها من تجميع شتات المملكة، ليشهد التاريخ لأول مرة توحيد المملكة العربية السعودية بموجب المرسوم الملكي الصادر في 17 جمادى الأولى عام 1351ه في اسم واحد هو "المملكة العربية السعودية". "لا غنى للعرب عن مصر.. ولاغنى لمصر عن العرب " تمتد جذور العلاقات السعودية - المصرية لسنوات طويلة، حينما أكد جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، على أهميتها الإستراتيجية بمقولته الشهيرة، "لا غنى للعرب عن مصر، ولا غنى لمصر عن العرب". هذه المقولة الخالدة، أصبحت ميثاقاً للعلاقات بين المملكة العربية السعودية ومصر، والتي طالما اتسمت بأسس وروابط قوية نظراً للمكانة والقدرات الكبيرة التي يتمتع بها البلدان على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية. وترجم الملك عبد العزيز ذلك من خلال حرصه، خلال تأسيسه الدولة السعودية الحديثة، على إقامة علاقات وطيدة مع مصر منذ مطلع القرن التاسع عشر، مؤكداً ذلك من خلال زيارته لمصر، وهي الزيارة الوحيدة التي قام بها خارج الجزيرة العربية، وقد كان لهذه الزيارة كبير الأثر في تطور العلاقات بين البلدين. وكان من حكم المغفور له، بإذن الله، أن خط الدفاع الأول في تاريخ العروبة هو خط مشترك بين السعودية ومصر. كما تلا ذلك توقيع معاهدة الصداقة بين البلدين عام 1936م، وكان المغفور له الملك سعود أول ملك عربي زار مصر إثر قيام ثورة 1952م. وقد بقيت العلاقة بين البلدين متماسكة في ظل العواصف التي مرت بالمنطقة خلال عقود، حيث كان التعاون يزيد في أحلك الظروف، والتضامن يبلغ مداه في التصدي للمخاطر الداخلية والإقليمية، وكانت الدولتان المؤسستان لجامعة الدول العربية، هما نبض العالم العربي والإسلامي، والساعيتان لتحقيق مصلحة الشعوب العربية والإسلامية جمعاء. وتقديرا منه لمصر حكومةً وشعباً، فقد حرص خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله على تأييد إرادة الشعب المصري في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013م، ودعم مصر في حربها ضد الإرهاب. كما حرص، أيده الله، على زيارة مصر والالتقاء بالرئيس عبد الفتاح السيسي في 20/6/2014م، وتقديم التهنئة شخصياً له باسم خادم الحرمين الشريفين وحكومة وشعب المملكة العربية السعودية بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية. تلي ذلك الزيارة الرئاسية لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي للمملكة العربية السعودية في (10/8/2014م)، لتعبر الزيارتان بين القيادتين السعودية والمصرية عن عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، وتأتيان استمراراً للزيارات وللتعاون المثمر والعمل جنباً إلى جنب لبحث القضايا والمستجدات على الساحتين العربية والدولية. إنجازات وطنية أربعة وثمانون عاما حفلت بالإنجازات على أرض المملكة، وضع لبناتها الأولى الملك المؤسس ليواصل أبناؤه من بعده تحويل الحلم إلى واقع ملموس على مختلف الأصعدة التى تستهدف المواطن السعودي في المقام الأول ومنها: 25مليارا للتوسعة الحرمين بلغت تكلفة توسعة المسجد الحرام 25 مليار دولار، وتعد أَكبر توسعة في تاريخ المملكة لتزيد من طاقتها الاستيعابية إلى ما يقرب من مليون ومائتَي ألَف مصل . كما يتم في الوقت الراهن تَنفيذ مشروع توسعة الحرم النبوي الشريف ليستوعب ما يقارب مليون وستمائة ألف مصلٍ .. ويُعد جسر الجمرات من أبرز المشروعات التي تم تنفيذها في مشعر مِنى بتكلفة تزيد على مليار دولار لتبلغ طاقته الاستيعابيةَ ثلاثمائة ألف حاجٍ في الساعة، إضافة إلى قطار المشاعر المقدسة الذي يربط مكةَالمكرمةَ بالمشاعر المقدسة. طفرة اقتصادية هائلة تجاوزت المملكة في مجال التنمية، السقف المخطط لإنجاز العديد من الأهداف التنموية التي حددها إعلان الألفية للأمم المتحدة عام 2000م. وبحسب تقرير صندوق النقد الدولي جاءت المملكة كأفضل الاقتصادات أداءً في مجموعة العشرين. وبلغ الناتج المحلي الإجمالي بنهاية عام 2013م، 3,8 %، ليصل نهاية العام ، إلى 340 مليار دولار . وتشهد المملكة مشاريع تنمويةً عملاقةً، فقد وافق مجلس الوزراء على خطةَ التنمية للفترة من عام 2010م حتى عام 2014م، بميزانية إجمالية تبلغ أكثر من 385 مليار دولار. وقد احتلت المملكة المرتبة الثالثة على المستوى العربي وال 24 عالمياً في مؤشر التنافسية الذي أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي للعام 2014/2015، والذي يعد من أهم مؤشرات قياس التنافسية الاقتصادية. المرأة السعوديةَ شريك فى التنمية توالت القرارات والأوامر الخيرة لخادم الحرمين الشريفين والتي تستهدف الرفع من شأن المرأة السعوديةَ وجعلها شريكاً أساسياً في برامج التنمية. فقد أعاد خادم الحرمين الشريفين تشكيل مجلس الشورى وقام بتعيين 30 سيدة بالمجلس لأُول مرة في تاريخ المملكة بنسبة 20% من الأعضاء، كما أعطاها الحق في الترشح والتَصويت في انتخابات المجالس البلدية . وتقلد العديد من السيدات السعوديات مناصب عليا، فكانت الدكتورة "نُورَة الفايز" أول امرأة تعين في منصب نائب وزير. كما تم تعيين عدد من النساء في منصب وكيل وزارة . واستفادت المرأة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، حيث قفزت أعداد الإناث السعوديات الدارسات في الخارج من أربعة آلاف إلى سبع وعشرين ألفا وخمسمائة مبتعثةٍ . كما تم إقرار قانون "تجريم العنف الأسري"، لحماية النساء والأطفال والخادمات من العنف المنزلي، وقانون "الحماية من الإيذاء"، وهو الأول من نوعه . الاهتمام بشباب المملكة نال الشباب في المملكة اهتماماً كبيراً لدى حكومة خادم الحرمين الشريفين، وتقوم وزارة العمل بدعم وتنفيذ سياسات الدولة عبر توفير فرص العمل اللائقة والمستدامة للمواطنين، ونجح بِرنَامجُ (نِطَاقَاتْ) في توظيف أكثر من ستمائة ألف مواطن ومواطنة في القطاع الخاص حتى نهاية عام ألفين واثنى عشر ميلادياً. وشهد توظيف المواطنات زيادةً غير مسبوقة، حيث بلغ عددهن حوالي مائة وثمانين ألف موظفة سعودية، وتم توظيف سبعة عشر ألفا من ذوي الاحتياجات الخاصة من الجنسين. كما يتم تقديم القروضِ للشباب بشروط ميسرة، بدون فوائد وتسدد على أقساط تمتد إلى خمسة وعشرين عاماً.