الشباب المصري يصدر تقريره الأول حول تصويت المصريين بالخارج في انتخابات مجلس الشيوخ    أبرزها رفع المعاش واعتماد لائحة الإعانات.. قرارات الجمعية العمومية لاتحاد نقابات المهن الطبية    إسماعيل هنية كشف خيانة الثورة المضادة فباركوا قتله .. عام على اغتيال قائد حماس    الإخوان : وقف نزيف الحرب على غزة لن يمر عبر تل أبيب    سفير مصر باليونان: مشاركة المصريين فى انتخابات الشيوخ تعكس وعيهم بالواجب الوطنى    برئاسة الدكتورة جهاد عامر.. «الجبهة الوطنية» تعلن تشكيل الأمانة المركزية للتعليم الفني    رسميا الآن بعد الانخفاض.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 2 أغسطس 2025    قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم بلدتين في الضفة الغربية    روسيا ومدغشقر تبحثان إمكانية إطلاق رحلات جوية بمشاركة شركات طيران إقليمية    أخبار × 24 ساعة.. وظائف فى البوسنة والهرسك بمرتبات تصل ل50 ألف جنيه    ماسك يؤكد وجود شخصيات ديمقراطية بارزة في "قائمة إبستين"    كواليس من محاكمة صدام حسين.. ممثل الدفاع: طلب جورج بوش وتوني بلير لهذا السبب    عبدالمنعم سعيد: الدمار الممنهج في غزة يكشف عن نية واضحة لتغيير هوية القطاع    رسميًا.. لاعب الأهلي ينتقل إلى النجم الساحلي التونسي    الصفاقسي التونسي يكشف موعد الإعلان عن علي معلول وموقفهم من المثلوثي    نجم الزمالك السابق: فترة الإعداد «مثالية».. والصفقات جيدة وتحتاج إلى وقت    خناقة مرتقبة بين ممدوح عباس وجون إدوارد.. نجم الزمالك السابق يكشف    ستوري نجوم كرة القدم.. صلاح يودع لويس دياز.. ومحمد هاني يُشيد بأداء كريم فهمي    اتفاق مبدئي بين الزمالك وشارلروا البلجيكي لضم عدي الدباغ    بيراميدز يستهدف صفقة محلية سوبر (تفاصيل)    ارتفاع عدد مصابي انفجار أسطوانة بوتاجاز داخل مطعم شهير فى سوهاج إلى 12 شخصا (صور)    10 مصابين إثر انفجار أسطوانة بوتاجاز داخل مطعم بسوهاج    زفاف إلى الجنة، عريس الحامول يلحق ب"عروسه" ووالدتها في حادث كفر الشيخ المروع    مقتل 4 أفراد من أسرة واحدة في سيوة    علا شوشة تكشف تفاصيل مشاجرة أم مكة بقناة الشمس    بالأسماء.. ننشر حركة مأموري الأقسام ومراكز الشرطة بالقليوبية    «الجو هيقلب».. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم: أمطار وانخفاض درجات الحرارة    عمرو دياب يفاجئ جمهوره بمدفع "تي شيرتات" فى ختام حفله بمهرجان العلمين.. صور    إسلام الكتاتني: الإخوان الإرهابية كتبت شهادة وفاتها بالتظاهر أمام سفارة مصر في تل أبيب    محمد ممدوح عن «روكي الغلابة»: «كان نفسي اشتغل مع دنيا سمير غانم من زمان» (فيديو)    تحبي تكوني «strong independent woman» ماذا تعرفي عن معناها؟ (فيديو)    استشارية أسرية: الزواج التقليدي لا يواكب انفتاح العصر    حدث بالفن| كارثة بسبب حفل محمد رمضان ومطرب يلغي حفله في الساحل حدادًا على المتوفي    "ظهور نجم الأهلي".. 10 صور من احتفال زوجة عماد متعب بعيد ميلاد ابنتهما    منها «الذهاب بكثرة إلى الحمام ».. 6 علامات مبكرة تدل على سرطان البروستاتا يتم تجاهلها    حسام موافي يوجه رسالة لشاب أدمن الحشيش بعد وفاة والده    وصول دفعة أطباء جديدة من عدة محافظات إلى مستشفى العريش العام    حسام موافي ينصح الشباب: مقاطعة الصديق الذي علمك التدخين حلال    ترامب: نشرنا غواصتين نوويتين عقب تصريحات ميدفيديف "لإنقاذ الناس"    مركز رصد الزلازل الأوروبي: زلزال بقوة 5.5 درجات يضرب شمال شرق أفغانستان    2 جنيه زيادة فى أسعار «كوكاكولا مصر».. وتجار: «بيعوضوا الخسائر»    منطقة بورسعيد تستضيف اختبارات المرحلة الثانية بمشروع تنمية المواهب "FIFA TDS"    تشييع جثمان فقيد القليوبية بعد مصرعه فى «حفل محمد رمضان»    الشيخ محمد أبو بكر بعد القبض على «أم مكة» و«أم سجدة»: ربنا استجاب دعائى    وزير النقل يتفقد مواقع الخط الأول للقطار الكهربائى السريع «السخنة- العلمين- مطروح»    انتخابات الشيوخ 2025| استمرار التصويت للمصريين بالخارج داخل 14 بلد وغلق الباب في باقي الدول    رئيس أركان حرب القوات المسلحة يشهد فعاليات اليوم العلمى ل«الفنية العسكرية»    محافظ الإسكندرية يتابع مؤشرات حملة 100 يوم صحة على نطاق الثغر    للرزق قوانين    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ د. يسري جبر يوضح    أمين الفتوى: البيت مقدم على العمل والمرأة مسؤولة عن أولادها شرعًا    هل أعمال الإنسان قدر أم من اختياره؟ أمين الفتوى يجيب    الأسهم الأوروبية تتكبد خسائر أسبوعية بعد أسوأ جلسة منذ أبريل    فريق بحثي بمركز بحوث الصحراء يتابع مشروع زراعة عباد الشمس الزيتي بطور سيناء    مصر تتعاون مع شركات عالمية ومحلية لتنفيذ مشروع المسح الجوي للمعادن    وزير الأوقاف يؤدي صلاة الجمعة من مسجد الإمام الحسين    إدارة مكافحة الآفات بالزراعة تنفذ 158 حملة مرور ميداني خلال يوليو    من تطوير الكوربة لافتتاح مجزر الحمام.. أبرز فعاليات التنمية المحلية في أسبوع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تفاصيل زيارة وفد الكنيست الاسرائيلى السرية إلى الدوحة
نشر في النهار يوم 09 - 09 - 2014

بشارة رتب للزيارة ووفر التمويل اللازم .. وجمال زحالقة، وحنين زعبي وباسل غطاس قاموا بالمهمة
اعضاء الكنيست كشفوا عن زيارة سرية اخرى قامت بها تسيبى ليفنى لقطر منذ شهور قليلة
إقبال قطر على التطبيع مع إسرائيل استهدف الترويج عالميا للحقل الشمالي ويقدر حجم الغاز الموجود فيه بما يزيد على 25 تريليون متر مكعب
قصة توقيع اتفاق قطري إسرائيلي لإقامة مزرعة حديثة على طراز مزارع إسرائيلية بوادي عربة
من يبحر فى عالم السياسة فكأنما قرر الابحار فى حقول الرمال المتحركة ، مناورات ، شخصيات تظهر وتختفى حسب ترتيب الادوار ، مواقف متقلبة ومتحولة ، حسابات متخبطة ومتناقضة مثل تلاطم الامواج وكروت يتم الاحتفاظ بها للحظة الاخيرة .
اخر اللوغاريتمات التى حدثت مؤخرا تمثلت فى زيارة لأعضاء من الكنيست الإسرائيلي إلى قطر ..والمفارقة وعنصر المفاجأة فى هذه الزيارة هو التوقيت كما ان الادوات الجديدة للاتصال بين الصهاينة ومسئولى قطر مثلت ايضا علامات استفهام واعادت للازهان العلاقات السرية بين اسرائيل وقطر وتغلغل هذه العلاقات على حساب الامن القومى العربى .
ومن بين المفاجأت التى كشفتها الزيارة أنّ عزمي بشارة المصنّف كمغضوب عليه في إسرائيل مايزال ناشطا هناك ويقود عملية تطبيع توصف بعملية السير تحت الرمال .
المعلومات التى حصلنا عليها اكدت ان المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، الذي يديره عزمي بشارة موّل رحلة لأعضاء الكنيست عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي؛ جمال زحالقة، وحنين زعبي وباسل غطاس إلى قطر. وغطى التمويل تذاكر الاعضاء والإقامة في الفنادق والمصاريف الأخرى خلال إقامتهم لمدة يومين في العاصمة القطرية الدوحة.
وهذه الزيارة الناعمة التى احيطت بسرية تامة الا ان تفاصيلها تم الكشف عنها بسهولة فور وصول الحاخامات الجدد اثارت تساؤلات بشأن دور عزمي بشارة في هندسة عملية تطبيع “ذكية” مع إسرائيل وبمشاركة قطرية فاعلة، تقوم على تسويق التطبيع في هيئة عمل “نضالي”، وفق توصيف البعض الذين يرون أن صورة بشارة ك”مغضوب عليه” إسرائيليا تسهل مهمته في قيادة عملية التطبيع تلك .
الزيارة المفاجئة اثارت ازمة داخل إسرائيل ذاتها، حيث تفرض عضوية الكنيست أن يقدّم المشرّعون جميع المعلومات عن مصادر تمويل رحلاتهم إلى لجنة الأخلاقيات في المجلس قبل السفر إلى الخارج، ولكنّ الأعضاء الثلاثة قدّموا المعلومات إلى اللجنة عند عودتهم فقط .
وعلى هذه الخلفية أعلنت لجنة الأخلاقيات في الكنيست أنّها ستناقش الرحلة، بما في ذلك مصدر التمويل والغرض منه، بعد طلب رسمي قدمته عضوة حزب “يش عتيد” يفعات كريف، وذلك بعد انتقادات من قبل السياسيين الإسرائيليين الآخرين إثر ورود تقارير عن أنّ الثلاثي التقى عزمي بشارة خلال الرحلة فى الوقت الذى يؤمن البعض بان وجود بشارة مهم وان اتهامه بالخيانة والعمالة لاسرائيل امر مبالغ فيه بل وعار تماما من الصحة بينما يرى البعض الاخر ان اسرائيل تدعى كراهيتها للرجل وتطارده لتسهل له بعض المهام فى الاوساط العربية وان قطر ستبتلع الطعم على هواها لانها تؤمن من خلال ادارتها السابقة والحالية "حمد وتميم "بعمق العلاقات مع تل ابيب .
لكن فى كل الاحوال يواجه بشارة اتهامات بإدارة وإرشاد وتمويل أعضاء التجمع في الكنيست الثلاثةوسط مطالب أن يقوم المدعي العام بتحقيق سريع، وأن يشكّل رئيس لجنة الأخلاقيات في الكنيست لجنة لمناقشة عاجلة بشأن هذه المسألة.
ووفقا لتقرير القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلي، فقد التقى ثلاثة من أعضاء الكنيست عن حزب التجمع مع عزمي بشارة، مؤسس الحزب وعضو الكنيست السابق والذي يعيش في قطر منذ عام 2007، بعد اتهامه من قبل إسرائيل بأنه قدم معلومات لحزب الله خلال حرب لبنان الثانية.
وقال وزير الخارجية ليبرمان، إنه واثق من أنّ النائب العام سوف يقيم تحقيقا حول تمويل رحلة الأعضاء الثلاثة إلى قطر، ومشروعية الزيارة وعما إذا تم تحويل الأموال من قبل السلطات القطرية أو من عزمي بشارة شخصيا
وتردّدت أصداء دعوة ليبرمان من قبل عدد من السياسيين من اليمين الإسرائيلي، بمن فيهم أعضاء حزب الليكود: وزير المواصلات يسرائيل كاتس، وعضوة الكنيست ميري ريجيف، وكذلك العضو يسرائيل بيتين وأليكس ميلر.
وقال العضو باسل غطاس مدافعا عن الرحلة: “لا أرى في هذا أي تحد ضد أي شخص”، مضيفا: “هذه ليست المرة الأولى التي قمنا فيها بزيارة قطر.. تسيبي ليفني كانت في زيارة إلى هناك منذ عدة أشهر.”
وكان حزب التجمّع، وتحديدا عضوة الكنيست حنان زعبي خلال الأشهر الماضية موضع هجوم من قبل اليمين الإسرائيلي. وقال وزير الخارجية افيغدور ليبرمان أيضا إنّه سيسعى لاستبعاد زعبي وحزب التجمع من الانتخابات بعد مقابلة لزعبي مع قناة “الجزيرة” القطرية قالت خلالها إن الإسرائيليين يريدون حملة عسكرية قصيرة على قطاع غزة
ومن جهة أخرى يبدو عزمي بشارة همزة وصل بين أعضاء في الكنيست الإسرائيلي وحركة حماس التي لها صلات متينة بقطر والتي سبق أن أشاد متحدث رسمي باسمها بحنان زعبي معتبرا أنها “إمرأة فلسطينية مليئة بالوطنية”، ومعربا عن رغبته في أن يقتدي البعض في السلطة الفلسطينية بها كمثال .
ود. عزمي بشارة هو مفكر وناشط وكاتب سياسي فلسطيني قومي عربي من عرب 48 ونائب سابق في الكنيست الإسرائيلي عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي ومدير عام المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. كان أبرز الأعضاء العرب في البرلمان، أُتهم بدعم المقاومة اللبنانية خلال حرب لبنان 2006، من مواليد مدينة الناصرة.
بدأ حياته السياسية طالباً ثانوياً في الناصرة من خلال مشاركته في تأسيس اتحاد الطلاب الثانويين العرب، وبعد التحاقه في الجامعة شارك في قيادة الحركة الطلابية الفلسطينية في الجامعات الإسرائيلية لسنوات عدة حتى مغادرته إلى ألمانيا لدراسة الفلسفة. ترشح لمنصب رئاسة الوزراء كتحد للديمقراطية الإسرائيلية، وهو من أبرز المنتقدين لسياسة إسرائيل التي يصفها ب"العنصرية" ويدعو بأن تكون إسرائيل "دولة لجميع مواطنيها" في إشارة إلى وصف إسرائيل ب"الدولة اليهودية"، كما ينتقد الفكر الصهيوني المسيطر في الدولة مشيرا إلى أن ذلك تمييز ضد الفلسطينيين، وأن تعامل الدولة الإسرائيلية مع السكان العرب الفلسطينيين الأصليين يتعارض مع ادعاءات إسرائيل بأنها دولة ديمقراطية.
ولد بشارة في عائلة عربية مسيحية عام 1956، درس في المدرسة المعمدانية في الناصرة. خلال دراسته الثانوية نشط في صفوف الشبيبة الشيوعية وفي عام 1974 انتخب رئيسا لمجلس الطلاب في مدرسته كما أنه ساهم في تأسيس اللجنة القطرية للثانويين العرب وكان رئيسها الأول. انتسب إلى جامعة حيفا عام 1975، خلال تعليمه نشط في الحركة الطلابية وعام 1976 وساهم في تأسيس اتحاد الطلاب الجامعيين العرب وكان رئيسه الأول. عام 1977 درس في الجامعة العبرية في القدس. عام 1980 درس في جامعة هومبولت برلين وتخرج بشهادة دكتوراة في الفلسفة بامتياز عام 1986
بعد عودته من ألمانيا عام 1986 عمل في جامعة بيرزيت حيث شغل منصبي أستاذ ومدير قطاعات الفلسفة والعلوم السياسية بنفس الجامعة. عام 1990 عمل باحثا في معهد فان لير الإسرائيلي في القدس الغربية، ومنسق مشاريع الأبحاث فيه واستمر بالعمل هناك حتى عام 1996 حينما ترشح للكنيست
عام 1995 شارك بتأسيس التجمع الوطني الديموقراطي وانتخب عضوا للكنيست عام 1996 بعد ترشحه في قائمة مشتركة بين الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة والتجمع الوطني الديموقراطي. وأعيد انتخابه عام 1999 مرشحا عن التجمع الوطني الديموقراطي وذلك في قائمة تحالفية مع أحمد الطيبي مندوب الحركة العربية للتغيير ثم أعيد انتخابه بعد ذلك لعدة دورات برلمانية وكل هذا السجل يفتخر به الرجل ولكنه يتناسى دوما انه يعترف باسرائيل كوطن ولا يتعامل معها كمحتل ويقود عمليات التطبيع مع اسرائيل ولكن وفق مدرسة جديدة لا تواجه اى رفض فى اسرائيل الا من خلال اليمين المتطرف الذى يتمنى القاء العرب كلهم فى الجحيم .
ولكن بشارة ليس هو مربط الفرس فى كل هذا الملف بل الدوحة التى تتبنى مواقف غريبة مع العدو الصهيونى من حين لاخ ولا يفوتنا بعض هذه المواقف ومنها ان أمير قطر طالب بإلغاء الحصار الاقتصادي العربي على إسرائيل بعد 3 أشهر من توليه الحكم
وان اتصالات قطر مع إسرائيل استهدفت في البداية تسويق “الحقل الشمالي” للغاز الطبيعي لجذب الاستثمارات الأجنبي الى جانب الاستيراد من إسرائيل بضائع بمئات الملايين من الدولارات سنويا في مجالات الاتصالات والتبريد والتكييف والتجهيزات الطبية و البتروكيماويات ومواد البناء والأغذية
وهناك ارتباط وثيق بين صعود الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطرالسابق ، إلى سدة الحكم بعد انقلابه على والده وتسريع نمو العلاقات بين قطر وإسرائيل. حيث ان حمد سارع إلى توطيد علاقات بلاده مع الولايات المتحدة الأمريكية عبر توقيع اتفاقية دفاع مشترك معها، والسماح لها بإقامة قواعد عسكرية أمريكية في قطر، الأمر الذي وفر حماية أمريكية للإمارة في مواجهة أي ضغوط قد تتعرض لها من جانب الكبار المحيطين بها، لاسيما إيران والسعودية.
ومن هنا اطلق الرجل تصريح أدلى به لقناة ام بي سي، بعد 3 شهور فقط من توليه الحكم، قال فيه: “هناك خطة لمشروع غاز بين قطر وإسرائيل والأردن ويجري تنفيذها”، وطالب بإلغاء الحصار الاقتصادي المفروض من جانب العرب على إسرائيل ..!!
إقبال قطر على التطبيع مع إسرائيل، وتصدير الغاز إليها تحديدا، كان يستهدف الترويج عالميا للحقل الشمالي الموجود في قطر والذي يوصف بأنه اكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم، ويقدر حجم الغاز الموجود فيه بما يزيد على 25 تريليون متر مكعب .
الاوساط الاسرائيلية نفسها اكدت صعوبة نسج العلاقات القطرية الإسرائيلية لولا المساعدة التي حظوا بها من مسئولين كبار في قصر الأمير ووزارة الخارجية القطرية وشركات قطرية رئيسية. حيث عملت خزائن قطر الممتلئة وعزيمة قادتها على تحويلها إلى لاعب مهم في منطقة الشرق الأوسط، بما يتعدى أبعادها الجغرافية وحجم سكانها ..هذه هى الدوحة فى عيون الصهاينة ..!!
وترى الاوساط السياسية الاسرائيلية إن التوترات التي شهدتها العلاقات المصرية القطرية ترجع إلى الضغوط التي مارستها مصر على قطر لكبح جماح علاقاتها المتسارعة باتجاه إسرائيل، بسبب قلق القاهرة على مكانتها الإقليمية من الناحية السياسية، وخوفا من أن تفوز الدوحة بصفقة توريد الغاز لإسرائيل بدلا من مصر، وهي الصفقة التي كانت وما زالت تثير الكثير من الجدل في الأوساط السياسية والاقتصادية والشعبية أيضا.
يؤرخ الاعلام الاسرائيلى لبداية العلاقات الإسرائيلية مع دول الخليج العربي باتفاقات أوسلو التي تم التوقيع عليها في 1993. وبالإضافة إلى المحادثات الثنائية مع الفلسطينيين والتوصل إلى اتفاق السلام مع الأردن، كان هناك الحصاد المتجدد للمحادثات متعددة الأطراف لعملية السلام التي دشنت في مؤتمر مدريد (أكتوبر 1991)، الذي جلست فيه إسرائيل حول مائدة واحدة مع دول عربية لم تقم معها علاقات دبلوماسية، لبحث التعاون في قضايا المياه والاقتصاد ومراقبة التسلح والأمن الإقليمي، مشيرا إلى تحقق تقدم في اتجاه إقامة مؤسسات إقليمية مشتركة في الشرق الأوسط، مثل إقامة بنك إقليمي للتنمية
وتبدو العلامة الفارقة على طريق التطبيع بين إسرائيل والدول العربية في مشاركة إسرائيل في مؤتمر القمة الاقتصادي بالدار البيضاء في المغرب، والذي عقد في أكتوبر 1994. في المؤتمر الذي ضم نخبة من كبار مسئولي الاقتصاد الإسرائيلي، كان من بينهم رئيس اتحاد الصناعيين الإسرائيليين دان بروفر، ورئيس اتحاد المكاتب التجارية داني جيلرمان، ورؤساء البنوك الإسرائيليين مثل موشيه زانفر من البنك الوطني الإسرائيلي (بنك لئومي)، وعميرام سيون من بنك العمال (بنك هبوعليم)، وجدعون لاهاف من بنك ديسكاونت، ورؤساء شركات إسرائيلية كبيرة مثل آفي اولشينسكي رئيس مجموعة “كلال”، وشاؤول ايزنبرج رئيس مجموعة “هحيفرا ليسرائيل”، بالإضافة إلى رجال الأعمال الإسرائيليين شموئيل دانكنر، وجاليا الفين، وصاحبا شركة “ميرحاف” يوسي ميمان ونمرود نوفيك، ورئيس شركة “يشكار”ستيف فيرتهايمر، بالإضافة إلى عشرات من رجال الأعمال الإسرائيليين الآخرين الذين سافروا إلى المغرب لحضور المؤتمر وتكوين علاقات اقتصادية مع نظرائهم القادمين من كل الدول العربية، وكان من بينهم كثيرون من دول الخليج العربي .
وفي إطار المؤتمر عقد حفل غداء خاص شهد تقديم خمور وأطعمة إسرائيلية، أعدها كبير طهاة فنادق “دان” الإسرائيلية، بالتعاون مع كبير طهاة فندق “رويال منصور” الموجود في الدار البيضاء. وفي هذا الحفل استعرض وزير الخارجية الإسرائيلي شيمون بيريز وقتها ووزير المالية افراهام شوحاط، ودان بروفر، انجازات إسرائيل الاقتصادية، وعروضها التي أعدتها من اجل التعاون الإقليمي بين دول المنطقة.
وادى مؤتمر الدار البيضاء إلى تطورات مهمة على صعيد العلاقات بين قطر وإسرائيل، التي شهدت دفعة كبيرة أخرى بعد نحو عام من ذلك، عندما تم التوقيع على مذكرة تفاهم للتفاوض على تصدير الغاز الطبيعي القطري إلى إسرائيل بحضور إسرائيلي وقطري رسمي. وكان ذلك التوقيع في المؤتمر التكميلي لمؤتمر الدار البيضاء، والذي عقد في العاصمة الأردنية في نهاية عام 1995، والذي استضافه العاهل الأردني الراحل الملك حسين
كما أن الاتصالات تركزت بشكل أساسي على إقامة علاقات سياسية بين إسرائيل وتلك الدول العربية التي لا حدود مباشرة لها مع إسرائيل، وعلى رأسها دول المغرب العربي، الجزائر وتونس والمغرب، وحتى ذلك الوقت كانت حكومات تلك الدول تربط أي تقدم في العلاقات الرسمية مع إسرائيل بتقدم مقابل في المفاوضات الدائرة بين الفلسطينيين وإسرائيل، واستمرار السعي إلى التوصل لاتفاق سلام بين إسرائيل وكل من سوريا ولبنان. ولذلك ركزت إسرائيل في البداية على توطيد علاقاتها مع العرب في المجال الاقتصادي، بدعوى بناء أسس لعلاقات دبلوماسية فيما بعد، تحت شعار تنمية المنطقة ورفاهية سكانها
وكانت الأجواء السائدة في ذلك الوقت مواتية لخلق الكثير من الفرص الاقتصادية الجديدة، خاصة في دول الخليج الثرية. وتزايد عدد رجال الأعمال والصناعيين الإسرائيليين الذين طلبوا معرفة المزيد من المعلومات عن إمكانية عقد صفقات مع نظرائهم العرب. وقام معهد التصدير الإسرائيلي بالتعاون مع وزارة الخارجية الإسرائيلية بتنظيم وترتيب مشاركة شركات ومؤسسات إسرائيلية في معارض تجارية بدول الخليج العربي، تم خلالها عرض منتجات تكنولوجية إسرائيلية متقدمة. وفي المقابل استضافت إسرائيل مندوبين ومسئولين ورجال أعمال خليجيين، خاصة من دول مثل الكويت والبحرين واليمن، لحضور معارض تنظم في إسرائيل. وبدأ الخبراء الزراعيون الإسرائيليون في تطوير وتنمية العديد من الأبحاث والاكتشافات والتجارب العلمية في مجالات بعينها تحظى باهتمام دول الخليج العربي على وجه الخصوص، مثل تطوير تربية نباتات صحراوية، وإقامة مزارع لتربية الخيول والأغنام والجمال، وتحسين إنتاجية النخيل من التمر.
رجال الأعمال الخليجيين اهتموا كثيرا بما شاهدوه من تقدم تكنولوجي إسرائيلي، ونبع اهتمامهم من رغبتهم في الحد من اعتمادهم على تصدير النفط وتنمية مجالات اقتصادية وصناعية جديدة لوضع أسس لتصدير منتجات جديدة. وبصورة مبدئية كانت تقديرات معهد التصدير الإسرائيلي تشير إلى أن إسرائيل تصدر منتجات تقدر بمئات الملايين من الدولارات سنويا إلى دول الخليج العربي، في مجالات متنوعة مثل وسائل الاتصالات، وأجهزة التبريد والتكييف، والتجهيزات الطبية، والبتر وكيماويات، ومواد البناء والأغذية والمنتجات الزراعية. كما حملت العلاقات الإسرائيلية الخليجية في مضمونها إمكانية تقصير الطريق أمام الإسرائيليين إلى الأسواق الآسيوية الكبرى، عبر المرور واستغلال الموانئ التجارية الكبرى والمتقدمة في الخليج العربي
كما تم توقيع اتفاق قطري إسرائيلي لإقامة مزرعة حديثة تضم مصنعا لإنتاج الألبان والأجبان اعتمادا على أبحاث علمية تم تطويرها في مزارع إسرائيلية بوادي عربة، التي تسودها ظروف مناخية مشابهة لتلك الموجودة في قطر. وكان الاهتمام القطري بهذا المشروع كبيرا، بسبب الرغبة في زيادة إنتاج وأرباح المزارع القطرية، و من اجل منافسة منتجات المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي تغرق أرفف محلات السوبر ماركت في قطر. ولذلك، بعد الحصول على الضوء الأخضر المطلوب، قام خبراء إسرائيليون بزيارة قطر والتقوا برجال أعمال هناك تبادلوا معهم المقترحات، التي ضمت جداول زمنية لتنفيذ المشروع .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.