يشهد التحالف الداعم للرئيس المصري الأسبق محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، والمسمى ب"تحالف دعم الشرعية"، انشقاقات بالجملة تُهدد بتصدعه نهائياً، مع خلاف الأحزاب المشكلة له حول فكرة "المصالحة" مع الدولة، بالإضافة إلى رغبة بعض الأحزاب المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، ورفض قطاع آخر من الأحزاب ذلك الأمر. وعن مصير التحالف، قال الباحث في شؤون الحركات الإسلامية كمال حبيب، في تصريحات خاصة ل24: "التحالف منذ البداية قام على صيغة وبناء هش، إذ يجمع بين أطراف مختلفة الرؤى والتوجهات، فهناك السلفي والأقرب إلى السلفي الجهادي والمتشدد المتطرف ذو الرؤى العقائدية ذات الطابع القطبي المتطرف الذي لا يعرف الحلول الوسط، وبين أطراف أخرى لها رؤية أقل حدة، وأطراف وسطية بعض الشيء والتي تبحث عن المصلحة دون اللجوء للعنف". تحالف هش وأضاف "انطلاقاً من هذا الاختلاف والتباين لم يتم تحقيق أي تفاهم، خاصة مع رغبة البعض في نهج سبل متشددة، وهذا ما جعل التحالف على صفيح ساخن وغير مستقر ومخلخل من الداخل". وأضاف حبيب "التحالف أيضاً لم يعد قادراً على تحريك الشارع أو طرح رؤى ذات طابع استراتيجي تخدمه وتخرجه من مأزقه، حتى دعاوى المصالحة لم تجد نفعاً، خطوة الإخوان القادمة بعد انهيار تحالف دعم الشرعية، ستكون لجوئهم للتحالفات الأجنبية، على غرار التحالف الثوري المنعقد في تركيا، وكذلك الدعم الأول وهو دعم التنظيم، الذي ما زال قائماً". ليس له دور ومن جانبه، رأى المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية القيادي الجهادي السابق نبيل نعيم، أنه لا يوجد ما يسمى بتحالف دعم الإخوان، لافتاً إلى أن "التحالف المزعوم لم يكن له دور منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي". وأضاف في تصريحات خاصة ل24: "الإخوان أصبحوا ضعفاء بقدر لا يتخيله أحد، ولم يعد لديهم القدرة على فرض الرأي". وأشار إلى أن لحظة تكوين التحالف كان للإخوان اليد العليا في القرارات، خاصة مع القوى والحجة التي كانوا يملكوها آنذاك، وهو ما دفع الأقطاب الإسلامية والأحزاب ذات التوجه الإسلامي لاتباعهم، مشيراً إلى انقلاب الوضع في الفترة الراهنة، إذ إنه مع تدهور وضع الإخوان المسلمين، ورغبة الأحزاب في خوض الانتخابات والخروج من العزلة السياسية، وخوفاً من أن تلاقي نفس مصير حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان، بدأ التحالف ينهار. واستطرد نعيم: "الإخوان سوف يكملون السير في طريقهم العنيف، لاسيما مع استمرار الدعم المادي من قبل التنظيم الدولي"، مشيراً إلى أن الغلبة في النهاية ستكون للدولة، مدللاً بالمشهد الحالي ووضع الإخوان وتصدي قوات الأمن والأجهزة الأمنية لأعمالهم الإرهابية التي تستهدف المدنيين والأماكن الحيوية والشرطية.