كشفت مصادر مقربة من “تحالف دعم الشرعية” الواجهة الإخوانية أن التحالف يعيش صراعات كبيرة حول تقييم الوضع السياسي والأمني. وأشارت المصادر نقلا عن العرب اللندنية إلى أن هناك طرفا يدعو إلى وقف العنف، والمصالحة مع الدولة، والتبرؤ من التفجيرات والاغتيالات، وهو فريق ينتمي أغلبه إلى الأحزاب التي وضعت يدها في يد الإخوان، في المقابل يتمسك ممثلو الإخوان بخيار المواجهة والتصعيد متهمين البقية بربط قنوات تواصل مع النظام.
ويرى مراقبون أن نجاح الانتخابات الرئاسية المقبلة، سيكون بمثابة المسمار الأخير في نعش تيارات الإسلام السياسي في مصر، خاصة من ربط منهم مصيره بالإخوان، وأن حالة الانقسام والسخط من جانب أعضاء تلك الأحزاب والتنظيمات زادت تجاه القيادات المتحالفة مع الجماعة، وجعلت الكثير من الكوادر تنفضّ عنهم.
وحول توقعاته لمصير ومستقبل ما يسمى ب”تحالف دعم الشرعية”، قال النائب السابق لمرشد جماعة الإخوان محمد حبيب ل”العرب” إن هذا التحالف الوهمي مصيره إلى الزوال قريبا، بسبب تنافر الفصائل المكونة له، والخلافات بينها في المواقف، متهما جماعة الإخوان بأنها وراء التغرير بالشباب ودفعهم إلى ساحة معركة عبثية مع مؤسسات الدولة.
واستبعد حبيب أن تكون هناك نية لدى الدولة لإجراء مصالحة مع التيارات المنضوية تحت لواء هذا التحالف، مشيرا إلى أعمال العنف والقتل وتراجع شعبية الجماعة نتيجة إصرارها على الصدام مع الدولة.
أما نبيل نعيم، أحد مؤسسي تنظيم الجهاد، فقد شدد على أن “تحالف دعم الشرعية” قد وُلد ميتا، لأنه لا يخرج عن كونه مجموعة من الأحزاب الورقية التي تحالفت مع الإخوان، وليس لها تأثير على الأرض.
وكشف نعيم ل”العرب”حدوث انشقاقات داخل التحالف وداخل جماعة الإخوان نفسها، متوقعا أن يقفز الكثيرون من سفينة الإخوان خلال الفترة القادمة، لأن الدولة المصرية مصرة على تنفيذ خارطة الطريق مهما كلفها الأمر من تضحيات.
وعن علاقة التغييرات الإقليمية بمستقبل التحالف، قال مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين السابق ل”العرب”: هذا التحالف سينتهي بهزيمة الإخوان المسلمين، وهو أمر حادث لا محالة لأن الجماعة ليست قادرة على فهم المتغيرات الدولية، مدللا على ذلك بالتراجع الواضح في الموقف القطري وإجبار الدوحة على الالتزام ببنود الاتفاقية الأمنية الخليجية وإعادة النظر في دعمها المإلي واللوجستي لجماعة الإخوان.
وأشار إلى أن لديه معلومات مؤكدة تفيد أن الجماعة ستواجه انشقاقات خلال الفترة المقبلة كما حدث داخل الجماعة الإسلامية.
من جهته، أكد كمال الهلباوي القيادي السابق بالجماعة ل “العرب” أن التحالف لن يستمر وسيتعرض لمزيد من الضغط الشعبي لأن الناس أصبحوا لا يتحملون ما يرتكبونه من جرائم في حقهم.
وعن الانشقاقات داخل “تحالف دعم الشرعية”، شدد الإعلامي صلاح عيسي، المهتم بشؤون الحركات الإسلامية، على أن تلك الانشقاقات قد أصبحت حقيقة واقعة.
من جانبه، نفى مجدي قرقر، القيادي في تحالف دعم الشرعية ل”العرب” حدوث أية انشقاقات داخل التحالف، مؤكدا في الوقت ذاته على فكرة الاختلاف في الرؤى تجاه بعض القضايا والملفات، بما لا يفسد للود قضية أو يعني تعرض التحالف للشرخ وخطر الانقسام.