أثارت متابعة ملايين المصريين لمحاكمة القرن التى تذاع على الهواء مباشرة عبر فضائية " صدى البلد " كثيرا من البلبلة , خاصة بعد أن وصف معظم المتهمين فى القضية 25 يناير 2011 بأنها مؤامرة .. وليست ثورة وما بين الثورة والمؤامرة تشتت المصريون فأين الحقيقة ؟ سؤال طرح نفسه بقوة ففى الوقت الذى شعر فيه أعداء ثورة 25 يناير بالزهو وتعالت أصواتهم لتؤكد أن 25 يناير كانت مؤامرة خارجية وداخلية شارك فيها الأمريكان وحماس وحزب الله وغيرهم وأعضاء حركات التمويل الخارجى مع الإخوان الذين نفذوا المؤامرة بكل دقة تعالت أصوات مؤيدى ثورة 25 يناير لتتساءل هل يمكن أن يصدق أحد أن الجيش يساند مؤامرة؟ الجيش ساند 25 يناير لأنها ثورة وكل ما يفعله العادلى ومساعدوه هو محاولة للتغطية على تجاوزات ما قبل الثورة التى رصدتها التقارير الحقوقية وكشفت عنها الأحداث لكن هذا لا يمنع من أن هناك قوى خارجية وداخلية استثمرت الحدث وسعت لنشر الفوضى والقضاء على الشرطة وكافة مؤسسات الدولة لكن الشعب سرعان ما صحح مسار ثورة بثورة جديدة فى 30 يونيو. ثورة ومؤامرة وكما يرى ناجى الشهابى رئيس حزب الجيل فإن ما حدث فى 25يناير بات واضحاً حتى قبل أقوال العادلى ومساعديه فى كلماتهم أمام محكمة القرن فالكل رأى خروجا للجماهير المصرية بشكل غير مسبوق ولدوافع وأسباب حقيقية عاشها الشعب المصرى عبر سنوات طويلة متمثلة فى الظلم والفساد والفقر . وأضاف الشهابى 25يناير ثورة لها أسباب حقيقية ولكنها صادفت فى المقابل مؤامرة حاكتها قوى الشر الأمريكية ومخططات دولية لتفكيك الدولة المصرية من أجل مشروع الشرق الأوسط الجديد. وأنهى الشهابى حديثه بأنه لا يمكن اعتبار حرق أقسام الشرطة واقتحام السجون وإشعال النيران فى مقرات الأحزاب أفعالا وممارسات ثورية. كلام العادلى متوقع ويتساءل الدكتور أمين السعدنى أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة المنوفية ماذا كنا ننتظر من المتهمين فى قضية القرن إلا زعمهم أن ما حدث ما هو إلا مؤامرة وليست ثورة, وهل كنا ننتظر من المحامى فريد الديب أن يعرفنا بمعنى الثورة من وجهة نظره, وبالطبع من غير المتوقع أن تخرج مرافعاتهم لنا لتعترف بنظامهم الفاسد . وأضاف السعدنى ليس لدى أى شك فى أن ما حدث فى 25يناير ثورة وما حدث من حرق الأقسام والهجوم على السجون فلها ما يبررها, فلا توجد ثورة كلها أنقياء, فالثورات كما تظهر أجمل ما فينا فهى أيضا تظهر أسوأ ما فينا, ولولا بعض الممارسات العنيفة من قبل الثوار لما أتت ثمارها وإلا تمكنت منها قوات الشرطة وقضت على الثورة فى مهدها . وينهى السعدنى كلامه بأنه ضد العنف والحرق والتخريب بشكل عام ولكن هذا ما حدث . انفجار شعبى أما الدكتور محمود كبيش، أستاذ القانون الجنائي، وعميد كلية الحقوق بجامعة القاهرة، فإنه يؤكد أنه لا يمكن وصف ثورة يناير بالمؤامرة، وإنما هي انفجار شعبى تم استغلاله من قبل جهات أجنبية للمنطقة بأكملها وليس بمصر، مؤكداً أن الشعب كان يعانى بشدة نتيجة تردّى الأوضاع فى مصر على كافة المستويات قبيل 25 يناير، لكن تم استغلاله من جانب بعض الجهات. وأشار إلى أن حديث وزير داخلية مبارك بأن ثورة يناير مؤامرة، مخالف للدستور الذى يقرّ بأن 25 يناير و30 يونيو ثورتان شعبيتان، مؤكدًا أن "العادلي" لا يعبر سوى عن وجهة نظره فقط، متوقعًا أن تتم تبرئتهم من جرائم قتل المتظاهرين والرأى النهائى يرجع لهيئة المحكمة وفقا للأدلة المتاحة لديهم. بينما تقول الدكتورة نجوى الفوال رئيس مركز البحوث الاجتماعية السابق: مؤامرة إيه التى يخرج فيها الشعب فى كل ميادين مصر بالملايين؟ وهل تتوقعون أن يأمن الشعب على هذا الكلام ويصدقه؟؟؟ إذن أنتم ما زلتم لا تفهمون الشعب المصرى وما زال بينكم وبينه فراسخ بانفصالكم عن آماله وأحلامه وطموحاته فى الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية، وسيسجل التاريخ أن هذه هى أكبر خطاياكم!