بالرغم من التقدم الذى احرزته وزارة السياحة المصرية فى اقناع العديد من الدول المصدرة للسياحة بتخفيف تحذيرات السفر إلى مصر، لا تزال دول اخرى تعتبر مناطق سياحية مهمة فى البلاد من الخطر زيارتها وذلك مع استمرار اجواء التوتر السياسى ووقوع بعض اعمال العنف المتفرقة كحادث مارينا الذى وقع الاسبوع الماضى، «الشروق» تقرأ لكم اخر مستجدات نصائح السفر التى تقدمها الدول المصدرة للسياحة لمصر. بعد أحداث فض اعتصام ميدانى رابعة العدوية والنهضة فى 14 أغسطس الماضى، قامت أغلب الدول المصدرة للسياحة بعمل حظر سفر لمواطنيها، فيما عدا روسيا التى سمحت لمواطنيها بالقدوم إلى شرم الشيخ والغردقة، ومع حادث تفجير أتوبيس الركاب فى مدينة طابا فى فبراير الماضى فرضت 14 دولة حظرا على مصر، ورغم تخفيف العديد من تلك الدول لهذا الحظر، مازالت دول اخرى تصنف مناطق سياحية فى مصر بأنها شديدة الخطورة. وفقا لاخر تحديث لخريطة المناطق الامنة فى مصر كما يعرضها موقع الخدمات الحكومية البريطانى، فان العاصمة والدلتا والساحل الشمالى من المناطق الاكثر امانا فى البلاد، حيث تلونهم الخريطة المعروضة فى الموقع الرسمى باللون الاخضر، ويمتد اللون الاخضر فى خريطة التصنيف البريطانية إلى محافظات بارزة فى السياحة الثقافية كالاقصر واسوان، لكن محافظات صعيدية اخرى تلونها حكومة المملكة المتحدة باللون الاصفر، مثل اسيوط وسوهاج، وهو ما يعنى ان الحكومة تنصح بأن لا يتم الذهاب إلى تلك المناطق الا فى حدود الزيارات الضرورية، ويغطى اللون الاصفر ايضا منطقة الحدود الغربية مع ليبيا وجنوبسيناء، اما شمال سيناء فهى ملونة باللون الاحمر وهو ما يعنى التحذير من السفر نهائيا إلى هذه المنطقة. اللافت للنظر فى التصنيف البريطانى هو استثناؤه لشرم الشيخ من التصنيف الخطر الذى يعطيه لجنوبسيناء، حيث تبرز كبقعة خضراء فى قلب المحافظة الملونة بالاصفر، وكذلك واحة سيوة الامنة بجوار 50 كيلو مترا منطقة الصحراء الغربية مصنفة باللون الاصفر. ويفسر الموقع البريطانى استثناءه لشرم الشيخ من حظر السفر بوجود اجراءات امنية لحماية المنتجعات، ووجود قوات عسكرية لحماية مناطق مثل مطار شرم الشيخ، علاوة على عدم وجود مظاهرات عنيفة فى جنوبسيناء. وتتفق فرنسا مع انجلترا فى استثناء شرم الشيخ من التصنيف الخطر للوضع فى سيناء، حيث يغطى اللون الاحمر معظم شمال وجنوبسيناء فى الخريطة التى اعدها مركز حكومى فرنسى لإدارة الازمات، بينما تصنف فرنسا شرم الشيخ ضمن المناطق التى يمكن السفر اليها مع الحذر، لكن فرنسا تعتبر طابا ونويبع وذهب ضمن المناطق التى لا يجب السفر اليها الا للضرورة، وتلونها بالاصفر الداكن. وتطمئن الحكومة الفرنسية نسبيا إلى الوضع فى الاقصر واسوان وابوسمبل، الذين يمكن السفر اليهم مع الحذر، اما منطقة الحدود الغربية مع ليبيا فهى من المناطق الخطرة التى لا تنصح فرنسا بالسفر اليها تماما، وان كانت مرسى مطروح القريبة من تلك المناطق الخطرة تعتبرها الحكومة الفرنسية منطقة آمنة يمكن السفر اليها مع الحذر. ويبدو من خريطة المناطق الامنة التى يعرضها موقع حكومى هولندى أن هذا البلد ينصح مواطنيه بعدم السفر إلى معظم المناطق المصرية الا فى حدود الضرورة، حيث تتلون منطقة الدلتا وعدد من محافظات الصعيد باللون الاصفر الداكن، ولكن هذا التحذير الهولندى تقل درجته فى عدد من المناطق السياحية المهمة مثل محافظاتىالاقصر واسوان ومنطقة ابوسمبل وكذلك محافظة الغردقة. وخلافا للنصائح البريطانية تصنف هولندا شرم الشيخ ضمن المناطق الخطرة، كما تلون واحة سيوة باللون الاحمر. وبجانب التحديد الجغرافى للمناطق الخطرة، توجه بعض الدول نصائح تتعلق بطريقة التحرك داخل البلاد فى ضوء تطورات الاوضاع فى مصر، فحكومة استراليا على سبيل المثال تنصح بعدم استخدام طريق طابا السويس بسبب مخاطر الاعمال الارهابية والاجرامية على هذا الطريق. وتخاطب الحكومة الكندية المواطنين على موقع رسمى «كن حذرا للأوضاع المحلية اذا كنت تزور سعيد مصر والمناطق التاريخية على وادى النيل، بالرغم من ان المواقع السياحية فى وادى النيل بين بنى سويف واسوان لا تزال تعمل، فإن تلك المنطقة شهدت وقوع تظاهرات وقطع طرق وعدم استقرار اكثر من المنتجعات الساحلية». وتبرز ذكرى احداث فض اعتصام ميدان رابعة العدوية ضمن ابرز مصادر قلق الدول الاجنبية من استقرار الاوضاع فى مصر «هناك احتمالات مرجحة لوقوع تظاهرات فى القاهرة وعبر مصر يوم 14 اغسطس او بالقرب من هذا التاريخ.. تجنب التجمعات الكبيرة والتظاهرات»، كما تخاطب الحكومة البريطانية مواطنيها. «السياحة فى مصر تواجه تحديات كبيرة فى عودة تدفق فى ايراداتها بقوة طالما استمرت التحذيرات من خطورة السفر إلى المناطق السياحية»، كما يقول سامح سعد، مستشار وزير السياحة لشئون السياحة الخارجية. وتعتبر السياحة الثقافية من ابرز الانشطة السياحية المتضررة من تحذيرات السفر وهى من اكثر الانشطة توليدا لايرادات السياحة فى مصر، كما يقول عادل زكى، رئيس لجنة السياحة الخارجية بغرفة شركات السياحة. «75% من إيرادات السياحة التى حصلت عليها مصر، والمقدرة ب14 مليار دولار كانت من السياحة الثقافية»، كما يضيف زكى، مشيرا إلى ان استمرار التحذير من مخاطر الوضع فى القاهرة يؤخر من احتمال عودة السياحة الثقافية إلى مصر هذا العام. وبلغت ايرادات السياحة فى النصف الأول من العام المالى المنتهى فى يونيو الماضى نحو 1.9 مليار دولار بانخفاض قدره 66% مقارنة بنفس الفترة من العام الاسبق. واعلنت وزارة السياحة مؤخرا عن قيام الدنمارك والمانيا وايطاليا وفنلندا برفع تحذيرات السفر إلى شرم الشيخ. «اعتقد عدم وجود جهة تجيد التخاطب مع العالم الخارجى عند وقوع أى حادث ارهابى، أو واقعة تحرش يطيل فترة استمرار تحذيرات السفر من بعض الدول الأجنبية»، كما يقول رئيس لجنة السياحة الخارجية موصيا ببذل جهود اكبر لتقليل المخاوف الخارجية بشأن الاوضاع فى مصر.