جهود مكثفة تقوم بها القاهرة أجل إنجاح مبادرتها التى حظيت بتأييد عربى ودولى من أجل وقف إطلاق النار على قطاع غزة - على الرغم من المخطط القطرى والتركى لتهميش الدور المصري، حيث اجتمع الوفد الفلسطينى الذى تم تشكيله من قبل الرئيس أبو مازن مع الجانب المصرى لبحث سبل التهدئة مع إسرائيل ورفع الحصار عن قطاع غزة، وقدم الوفد الفلسطينى ورقة لوقف العدوان الإسرائيلى تتضمن عددا من المطالب توافقت عليها الفصائل الفلسطينية. ووصف عضو المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عزت الرشق أجواء المفاوضات بأنها كانت إيجابية، وأن الاجتماع الأول كان مسئولا ومهما، مشيرا إلى أنه من السابق لأوانه الحديث عن الخطوات القادمة. وأضاف أن الفصائل الفلسطينية توافقت على ورقة موحدة دون تباينات، وقد سلمت إلى الجانب المصرى الذى تعامل معها بإيجابية، لافتا الى أهمية لقاء الوفد مع مدير المخابرات المصرية. وأكد الرشق أن الجانب الفلسطينى جاء إلى القاهرة مسلحا بدعم شعبى لمطالبه بعد العدوان الذى تعرض له وتصدى المقاومة والثبات الشعبى البطولي. وتتضمن ورقة الوفد الفلسطينى التى قدمت إلى الجانب المصرى لوقف العدوان على القطاع - حسبما أكدت مصادر مطلعة للجزيرة- عددا من المطالب. وفى مقدمتها إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة انطلاقا من تفاهمات 2012 بما يضمن فتح المعابر وضمان حرية حركة الأفراد والبضائع وحرية إدخال كافة مستلزمات إعادة الإعمار، وفك الحصار الاقتصادى والمالي. وتضمنت ضمان التواصل بين الضفة وغزة، وحرية العمل والصيد فى المياه الإقليمية فى بحر غزة حتى عمق 12 ميلاً، وإعادة تشغيل مطار غزة وإنشاء الميناء البحري، وإلغاء ما يسمى المناطق العازلة التى فرضتها إسرائيل على حدود قطاع غزة. وشملت الورقة إلغاء جميع الإجراءات والعقوبات التى فرضتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطينى فى الضفة الغربية بعد 12 يونيو الماضي، بما فيها الأفراج عن الذين اعتقلوا بعد هذا التاريخ وبخاصة محررى صفقة وفاء الأحرار(ما عرف بصفقة شاليط) ونواب المجلس التشريعى والدفعة الرابعة من أسرى ما قبل أوسلو وفتح المؤسسات وإعادة الممتلكات الخاصة والعامة التى تمت مصادرتها ووقف اعتداءات المستوطنين. وكذلك المباشرة الفورية فى إعادة إعمار قطاع غزة من خلال حكومة التوافق الوطنى بالتعاون مع الأممالمتحدة ومؤسساتها وإيصال كافة الاحتياجات الإغاثية والإنسانية لأبناء الشعب الفلسطينى فى القطاع بما يشمل المواد الغذائية والدوائية والمياه والكهرباء وتوفير ما هو مطلوب لتشغيل محطات الكهرباء بشكل فوري. كما طالبت الورقة بعقد مؤتمر دولى للدول المانحة (ahlc ) برئاسة النرويج ومشاركة أوروبا والدول العربية والولايات المتحدة واليابان وتركيا والدول الإسلامية وروسيا والصين وباقى الدول الأعضاء بهدف توفيير الأموال المطلوبة لاعادة الإعمار وفق برنامج زمنى محدد. وكانت القاهرة قد دعت الفصائل الفلسطينية وإسرائيل لإرسال وفديهما إلى القاهرة لبدء مباحثات للوصول إلى تهدئة فى غزة على أساس المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، لكن المجلس الوزارى الإسرائيلى المصغر قرر عدم إرسال وفده للقاهرة، وذلك بعد اتهام إسرائيل حركة حماس بخرق هدنة لمدة 72 ساعة بعد وقت قليل من سريانها صباح الجمعة. وقال الرئيس الفلسطينى محمود عباس إن الحكومة الإسرائيلية رفضت إرسال وفد إلى القاهرة تحت ذرائع واهية، بينما اعتبرت حركة حماس أن قرار الحكومة الإسرائيلية يمثل استخفافا بالجهود الدولية والعربية وإمعانا فى الإجرام ضد الشعب الفلسطيني. من جهته قال عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح رئيس الوفد الفلسطينى إلى مباحثات التهدئة إن الوفد سلم الجانب المصرى مطالب الشعب الفلسطينى للتهدئة وستتولى مصر الاتصالات مع الجانب الإسرائيلى لتحقيق هذا المطالب وعلى رأسها وقف إطلاق النار فورا. وقال فى تصريح له فى القاهرة إن مصر أعلنت إنها تتفهم وتتبنى مطالب الشعب الفلسطينى العادلة وتقوم باتصالاتها ومباحثاتها مع كافة الأطراف وسيكون لها كلمتها المعلنة للرأى العام حول ما يدور ومن هو الجانب المتعاون ومن الجانب الذى يعرقل مباحثات التهدئة. وأشار الأحمد إلى ما قاله وزير الخارجية سامح شكرى بأن مصر تدين العدوان الإسرائيلى ومعنى ذلك أن مصر تتفهم وتتبنى المطالب الفلسطينية ، مؤكدا أن ثقتهم فى مصر كبيرة لتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني . وقال إن مطالب الشعب الفلسطينى تتضمن وقف إطلاق النار، وتأمين الانسحاب الإسرائيلي، ووقف كافة أشكال العدوان الإسرائيلى فى الضفة غزة، ورفع الحصار المفروض على غزة ومعالجة الآثار الناجمة عن العدوان الإسرائيلى والتى تبدأ من قضايا المعتقلين والإجراءات القمعية التى اتخذتها سلطات الاحتلال فى الضفة ثم الدمار الذى لحق بالقطاع انتهاء بمعالجة آثار العدوان الذى مازال مستمرا حتى اليوم. وأعرب الأحمد عن أمله فى أن يحضر الوفد الإسرائيلى للقاهرة حتى تقوم مصر وفق المبادرة بدورها فى وقف العدوان وتلبية المطالب الفلسطينية من خلال مفاوضات تجريها مع الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى كل على حدة وهى التى تبلور الموقف النهائي.