قبل أيام من انقضاء شهر رمضان، كان لابد من تقديم كشف حساب عن صورة المرأة في الدراما الرمضانية، حيث حملت الأعمال الدرامية هذا العام العديد من المسلسلات التي تحمل اسم مؤنثً، ك “دلع البنات”، “سجن النسا”، وغيرها، وشهدت أعمال هذا العام تحولًا ملحوظًا في مناقشة نماذج عديدة للمرأة في المجتمع. تنوعت آراء المشاهدين حول أعمال هذا العام، فالبعض يرى أنها جاءت بصورة سلبية عن المرأة نظراَ لتعدد شخصيات العاهرات والقوادات في أكثر من عمل، بالرغم من أن بعض تلك الأعمال استطاعت اقتلاع التعاطف مع هذه الشخصيات مثل مسلسل “سجن النسا”، في حين رأى البعض الآخر أن الأعمال هذا العام جاءت بصف المرأة، خاصة وأن غالبيتها تحمل اسمًا مؤنثًا. تعدد الآراء واختلافها، يحسمها عينًا أكثر خبرة في رصد صور الضعف أو القوة في تمثيل المرأة بالدراما، لذا اتجهنا للنقاد الفنيين ليحدثونا عن صورة المرأة في أعمال هذه السنة. فرأت الناقدة الفنية حنان شومان أن صورة المرأة هذا العام تنوعت في الدراما الرمضانية، قائلة “بالطبع هناك بعض الأعمال لا تستحق التوقف عندها للحديث عن صورة المرأة فيها، مثل “أمراض النسا” وغيرها، وفي المقابل جاءت أعمال أخرى تستحق التوقف عندها فنيًا، وأيضًا لأنها تعكس صورة المرأة بشكل واقعي حتى لو رفض البعض هذه الصورة، لكنها أقرب للنماذج الموجودة في واقع الحياة، فمنها النموذج الإيجابي والنموذج السلبي، مستطردة “فمثلا مسلسل “كلام على ورق” نساء أغلبهن يمتهنن الدعارة ، وفي “دلع البنات” نموذج بنت البلد الجدعة، ونموذج آخر للبنت المتحملة الهم والمسئولية، وفي “بن حلال” الأم المتسيبة، وفي مقابلها الأم الصعيدية “هالة فاخر” التي وهبت حياتها لأبناءها وبيتها، أما مسلسل “سجن النسا” والذي يصح وصف بمسلسل نسائي، لجمعه كم مهول من النماذج في مكان وهو السجن، وكيفية تعامل السجينات من مختلف البيئات سويًا، ويحمل العمل إدانة للرجال فأغلب النساء دخلوا السجن من وراء الرجال، فحتى تاجرة المخدرات دخلت السجن فداءً لزوجها، كما أستطاع المسلسل جعلنا نتعاطف حتى مع أسوأ نموذج مثل زينات العاهرة الفقيرة، ودلال العاهرة الغنية”. واتفق معاها الناقد طارق الشناوي الذي أكد أن المرأة متواجدة بمساحة كبيرة في الأعمال الدرامية، قائلا “لا أرى فيها إهانة المرأة كما يقول البعض، فليس هناك إهانة في دور العاهرة والقوادة، ففي نفس الوقت الرجل يُصور كمجرم وقاتل، وكقواد أيضا كما في مسلسل “كلام على ورق”، ونسبة الشخصيات السلبية في الأعمال الدرامية أكثر، لأن الشخصية السلبية لها جاذبيتها الدرامية وملهمة أكثر للدراما، فمثلا ريا وسكينة، مثلت أكثر من مرة سواء في السينما أو المسرح أو التلفزيون، بينما مثلا مصطفي كامل لم تتعدى المرة الواحدة.