عبّر الكثيرون عن عدم رضاهم عن الصورة التي قدمتها الدراما الرمضانية هذا العام للمرأة المصرية، فهي إما قاتلة أو عاهرة أو قوادة أو لصة، أي أنها إما سجينة، أو علي الأقل في طريقها إلي السجن، ومن هنا لم يكن غريبا اعتراض المجلس القومي للمرأة علي الصورة السيئة التي ظهرت بها المرأة في مسلسلات رمضان، وهي الصورة التي تختلف تماما عن الواقع. أيمن سلامة، مؤلف مسلسل "الأكسلانس"، قال إنه "ليس صحيحا أن كل شخصيات المرأة في الأعمال الدرامية سيئة، فشخصية هناء الشوربجي في عملي سيدة محترمة تخاف علي أبنائها، وأيضا "هند" سكرتيرة أحمد عز محترمة جدا، وهذا يدل علي أن العمل به نماذج كثيرة جيدة ماعدا نموذج واحد فقط لشخصية "قوادة" تجسدها انتصار، وهذا ضروري لتوازن الأحداث". وأضاف: "لابد أن يكون في المجتمع شياطين لكي نقدم دراما، أما إذا كان المجتمع كله ملائكة، وضباط الشرطة جميعهم شرفاء، والمهندسون كلهم عظماء، فلن يستطيع أحد أن يقدم دراما، حيث يجب أن يكون هناك عنصر فاسد في المجتمع لكي نبني عليه الدراما، وبالتالي عندما أقدم عنصرا واحدا في الدراما مقابل وجود عناصر أخرى جيدة سيصبح هناك توازن في العمل، ثم إن المؤلف عندما يكتب لا يفكر في شكل المرأة داخل العمل لأن هدفه الأساسي يكون توجيه رسالة معينة للمشاهدين من خلال العمل، بالإضافة إلي أنه لا يوجد كاتب يؤلف من فراغ، لأن الدراما انعكاس لما يحدث في المجتمع". أما محمد صلاح العزب، مؤلف مسلسل "دلع بنات" فقال إن "صورة المرأة داخل أي عمل درامي يتم توظيفه حسب الفكرة التي تدور حولها الأحداث، لأن الشخصيات التي تطرح في العمل الدرامي ليست كلها من الواقع، ومن الممكن أن تكون تفاصيل الشخصية من وحي خيال المؤلف، بالإضافة إلي أن المؤلف يجب أن يقدم شخصيات مختلفة داخل العمل، سواء كانت إيجابية أو سلبية لكي يكتمل السياق الدرامي في العمل". وأضاف: "المرأة في مسلسلي ضحية لضغوط مجتمعية تمارس عليها، مثل كندة علوش مثلا التي وقعت ضحية لزوجها الذي ينصب عليها ويضعها في مشاكل، ويتم القبض عليها رغم أنها شخصية إيجابية وليست مجرمة ولكن أحداث العمل فرضت عليها مصيرها".. "الشكل الذي تقدم به المرأة في الدراما ظاهرة غير مقصودة، لأن الدراما تعتمد علي النماذج السلبية لأنها ثرية أكثر في الصراع الدرامي، وأقوى من الشخصية الإيجابية"، كلمات المخرج أحمد صقر، ويضيف: "لذا يتناول المؤلف الشخصيات السلبية لكي يتطور الصراع بأسلوب ساخن أكثر من الشخصيات الإيجابية، وخاصة أنه ينقل جزءا من الواقع ويضيف إليه من خياله". وتابع: "طرحت في مسلسل "كيد الحموات" أشكالا مختلفة من المرأة، بعضهن في منتهي الاحترام والمسئولية، وفي مناصب مرموقة في المجتمع، والخلاصة أن الشكل الذي تقدم به المرأة في الدراما يرجع للمؤلف الذي يريد إيصال رسالة معينة من خلال العمل". وأكدت الناقدة ماجدة موريس أن صورة المرأة في الدراما الرمضانية هذا العام مختلفة، ومنها مثلا مسلسل "سجن النسا" الذي يدور كله داخل السجن كلوكيشن أساسي لابد أن نتوقع أن نشاهد خلاله قضايا المرأة والجرائم التي تقوم بها، وهذا أمر واضح للعيان، وفي مسلسلات أخرى ك"الوصايا السبع" نرى البطلة أيضا داخل السجن وهكذا. وأضافت: "أعمال هذا العام بها قدر كبير من الجرأة، ولكن هل نحن فعلا في احتياج إلي تقديم كل هذه النماذج التي تتحدث عن المرأة العاهرة والقاتلة والقوادة وغيرها من الصور السلبية، ومقابلها لا توجد امرأة واحدة تعمل مهندسة أو دكتورة أو فلاحة أو حتي امرأة لديها قصة كفاح، هل من المعقول أن كل النساء سيئات ولا توجد ست كويسة، فالمسلسلات ركزت علي أسوأ جوانب المرأة، وغضت الطرف عن الوجوه الجيدة والجميلة في المرأه المكافحة، كما تأذيت من مسألة القبض والتعامل البوليسي مع المرأة، مثلما حدث في "سجن النسا" و"ابن حلال" وغيرهما، كما يبقي التركيز علي المهن المتدنية وتقديم نموذج واحد للمرأة أمرا يدعو للدهشة، فأين دورها الحياتي الإنساني الطبيعي بل والبطولي الذي تنتزع فيه حقوقها، أضف الى ذلك أن المسلسلات السياسية تستخدم المرأة فيها كطعم للضحية مثلما ظهر في مسلسل "تفاحة آدم" للإيقاع بالرجال المتطرفين، وكذلك مسلسل "المرافعة"، وأري أن استخدام المرأة في المهن السياسية هذا العام يمثل نوعا من العنف ضدها وخاصة في مشاهد العنف، مثل مشهد محمود الجندي وهو يضرب زوجته في "ابن حلال".