تنتهي معظم قصص الحب غالبًا نهاية مأساوية، فما بين الانتحار والقتل أو السجن تختتم النهايات، وخير شاهد على ذلك قصة "روميو وجوليت" و"أنطونيو وكليوباترا"، وهو ما تكرر في الإسكندرية على يد طبيب يدعى "وسيم أشرف" الذي قرر أن يسعد زوجته بزواج غير تقليدي، فحرص أن يلتقط أول صور لزفافه من داخل مشرحة للموتى، وظهر العروسان وهما يستخدمان عظامًا للموتى وجماجم أثناء التصوير. واستخدم العروسان العظام والمنشار والأدوات التي تتم بها عمليات التشريح في الاحتفال بالفرح، ما أثار حالة عامة من الغضب والاستياء. وأكد الدكتور هشام عبد الحميد، المتحدث باسم مصلحة الطب الشرعي، أن الصور التي التقطها العروسان داخل مشرحة للموتى، كانت في أحد المستشفيات الجامعية، التي تتبع وزارة التعليم العالي. وأبدى «عبد الحميد» استياءه مما قام به العروسان، معتبرًا أن ما حدث «انتهاك لحرمة الموتى، وشيء غير إنساني أو أخلاقي»، مشيرا إلى أن العظام التي ظهرت في الصور هي «عظام فخذ وجمجمة» يستخدمها طلاب كلية الطب لتعلم التشريح. وطالب «عبد الحميد» الجهات المعنية بفتح تحقيقات في الواقعة ومحاسبة مرتكبيها، لأنه لا يليق انتهاك حرمة الموتى، واستخدام صورهم في حفل زفاف. وأشار إلى أن مصلحة الطب الشرعي ليس لها علاقة بالمشارح الموجودة في المستشفيات؛ لأنها تتبع وزارة الصحة، وكذلك المستشفيات الجامعية التي تتبع وزارة التعليم العالي. مشرحة وحيدة للطب الشرعي وأوضح أن المشرحة الوحيدة التي تقع تحت إشراف مصلحة الطب الشرعي هي «مشرحة زينهم»، مؤكدا أنها مؤمنة تأمينًا كاملا، "ولا يستطيع أي شخص دخولها سوى العاملين بها". من جانبه، أكد الدكتور عادل عدوى، وزير الصحة والسكان، إنه لا يتم تشريح الجثث داخل المشارح التابعة لمستشفيات وزارة الصحة، موضحًا أن تلك المشارح مخصصة فقط لحفظ جثث المتوفين من المرضى أثناء علاجهم، لحين انتهاء إجراءات الدفن الخاصة بهم. وأضاف أن: تشريح الجثث يتم فقط داخل مشارح كليات الطب، ومصلحة الطب الشرعى، في الوقت الذي تخصص فيه مشارح مستشفيات وزارة الصحة لحفظ الجثث بشكل مؤقت لحين الدفن، ولا يتم داخلها تشريح لأى جثة، مستبعدًا أن تكون تلك الصور التقطت داخل مشرحة مستشفى تابع لوزارة الصحة. عمل غير أخلاقي وفي سياق متصل، وصف الدكتور خيرى عبد الدايم، نقيب الأطباء، الموضوع بأنه "عمل غير أخلاقى ومخالف لميثاق شرف المهنة وقسم أبو قراط، إذا كانت المشرحة مخصصة لحفظ الموتى، وتشريح أعضائهم وليست خاصة بتعليم صغار الأطباء والخريجين الجدد". وقال نقيب الأطباء إنه "إذا كانت المشرحة بها هياكل عظمية طبيعية وصناعية بهدف العلم والتعلم، فلا بأس فهذا حال طلبة كليات الطب والخريجين الجدد في التقاط صور تذكارية مع الهياكل الطبيعية والصناعية". وأضاف أنه: إذا ثبت تورط الطبيب في العبث بجثث وأعضاء الموتى داخل المشرحة، فإن النقابة ستحيله للتحقيق بلجنة آداب المهنة لمخالفته قسم المهنة وأخلاقياتها، ودعا نقابة الأطباء بالإسكندرية للإسراع بالتحقيق في الواقعة ومعرفة ملابساتها. مستشفى تابع لجامعة الإسكندرية وعلى الجانب الآخر، أكد الدكتور أيمن عبد العليم، وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، أن مستشفى المواساة يتبع إدارة جامعة الإسكندرية، "فهي ضمن المستشفيات الجامعية بالإسكندرية". وطالب بضرورة التأكد من صحة الصور وأنها غير مفبركة، كما أنه إذا ثبت صحة الصور لن يترك دون عقاب "مش هنسيبه ولا يوجد في الكلام ده هزار". وأضاف مستنكرًا: "أين القسم الذي يقسم به الطبيب فور تخرجه وحرمة الأماكن الطبية، وأقل شىء سيتم تحويله للتحقيق ومجلس التأديب، وسيتم وقفه عن العمل".. وتابع: "بعد التأكد من صحة الصور سأتقدم بمذكرة رسمية إلى رئيس جامعة الإسكندرية الدكتور أسامة إبراهيم، واللواء طارق مهدى محافظ الإسكندرية؛ لعقاب الطبيب المتسبب في الواقعة".