سمعنا مواقف وروايات كثيرة من مختلف الشخصيات الذين تعاملوا مع الرئيس المعزول محمد مرسى والقيادى فى جماعة الأخوان المسلمين والذى صنفها القانون المصرى على أنها جماعة أرهابية بسبب أعمالها العنيفة أتجاه شعب مصر المسالم وكثيراً من الشخصيات الذين خرجوا فى الأعلام تندروا بمواقف محمد مرسى وأرتجاله فى الأمور الرسمية التى يجب ان يكون لها بروتكول خاص بها يجب ان يكون على علم ودراية بها ولكنه لا ننكر بأنه رجل بسيط وغير متكلف ويتعامل مع الأخرين بطيبة وبسجيته المعروفة لكل المقربين له بالرغم من أخطائه الفادحة اثناء حكمه لمصر والتى ساءت أحوال مصر فيها أكثر وأكثر وهنا خرج علينا الصحفى مصطفى بكرى عبر مذكراته الذى دونها ويتحدث فيها عن محمد مرسى وجماعته داخل القصر الجمهورى أغلبها طريفة ولكنها تركت اثر سيىء عليه وعلى عائلته وجماعته وسرد وقائع ما كان يجرى من خلف الستار وكيف كانت الأمور تدار داخل القصر الجمهورى لأكثر من عام حكم فيه محمد مرسى مصر وقال مصطفى بكرى - بعد زيارة محمد مرسى للقصر الجمهورى طلب أن يذهب لشقته فى التجمع الخامس وإنه يريد أن يحتفل مع زوجته والأولاد فذهب معه الحرس الخاص به والموكب الرئاسى وفى الطريق توقف مرسى أمام محل يعرفه جيداً وطلب أن يأتوا إليه بكيس من " البقسماط " لأنه بيحب يسقّى فى الشاى صباحاً فاصاب هذا الطلب رجال الحراسة والموكب المرافق له بأرتباك وما أصابهم ذهولاً هو نزول مرسى من السيارة لشراء كيس من البقسماط دون أى ترتيبات وتأمين له وكأنه يعطى رسالة للناس ويقول لهم أنا مثلكم ثم تحرك الموكب للذهاب للمنزل بعد حالة الأرتباك الشديدة وتم إغلاق الشوارع المؤدية للعمارة الذى يسكن بها ثم وقف مرسى أمام المنزل بعض الوقت ونظر إلى البلكونات المجاورة وكأنه يقول لسان حاله " ها أنا ذا ما رأيكم " ثم صعد لشقته فأبلغه قائد الحرس بأنه سوف يخلى بعض الشقق ويخصص له دورين والدور الثالث سوف يخصص لرجال الحرس فأشار مرسى برأسه موافقاً وراضياً عن الطلب وتحرك وفجأة أمام باب منزله نظر لمن اصطحبوه وقال " على فكرة أنا باصلى الفجر حاضر إوعى يكون حد فيكم مابيصليش أقطع رقبته " وفى الفجر من نفس اليوم خرج أليهم مرسى مرتدياُ جلباب أبيض وطاقية بيضاء مرتدياً فى قدمه البُلغة ممسكاً بالسبحة وقبل أذان الفجر خرج بموكبه ليؤدى صلاة الفجر ثم يعود لينام حيث لديه موعد جديد مع القصر الرئاسى . - فى الساعة 11 صباحاً وصل محمد مرسى لقصر الاتحادية وطلب من ابن شقيقته أسعد الشيخة بأن يجمع له كبار الموظفين بالقصر للأجتماع وفى الميعاد حضروا جميعاً فدخل عليهم مرسى ورحب بهم ونظر إليهم واحد تلو الآخر كأنه يريد أن يكتشف نواياهم وقال اهلاً بكم أنا عاوزكم تطّمنوا تماماً أنا مش حامشيكم لكن ياأحباب أنا شغلى من 8 صباحاً إلى 12 مساء واللى عاجبه أهلاً وسهلاً واللى مش عاجبه يمشى أنا راجل جد وأحب الرجالة اللى تشتغل عهد التكية انتهى أنا ما عنديش هزار شغل يعنى شغل ثم نظر للحاضرين وقال لهم حد فيكم مش عاجبه الكلام ؟ فصمت الحاضرون موافقون على كلام مرسى وكان بجواره الدكتور أحمد عبدالعاطى والذى عينه مديراً لمكتبه وأسعد الشيخة ابن أخته الذى عينه نائباً لرئيس ديوان رئيس الجمهورية . - وعن رجل الأعمال خالد القزاز الشهير بسمنته المفرطة والذى اسند إليه مرسى تنظيم وجبات الطعام وأنواعه والذى قال لطقم المطبخ ذات يوم " أنا حاعمل جدول الأكل وانتم عليكم التنفيذ واللى مش موجود عندكم هاتوه من مطاعم خارج القصر بس تكون مضمونة " وهو الذى وضع الجدول بأنه حدد يومان سمك وإستاكوزا وجمبرى ويوم حمام ويوم بط والباقى فراخ ولحمة وبكميات كبيرة جداً فأندهش رجال المطبخ وقارنوا ايام مرسى بمبارك وأعتبروها سفه حيث كان مبارك يقتصر الوجبات بكميات محدودة ولأهل بيته فقط ولكن هنا لم يكن أمامهم أختيار أخر وقال لهم خالد القزاز أنا لى أكلى الخاص فطار وغدا وعشاء ولكم المهم دلوقتى الرئيس عاوز جمبرى من النوع الكبير وعاوز كمان إستاكوزا وتكون مقشرة وكان خالد القزاز يحضر مبكراً فى كل صباح حيث قاموا بوضع مائدة خاصة له فى غرفته ممتلئة بكميات من الفطير المشلتت والعسل والباتيه والكرواسون ولا ترفع المائدة إلا فى وقت الغداء وكان له سفرجى مخصوص مستمر معه مهمته فقط كلما أكل القزاز شيئاً يأتى له بالبديل وهكذا تظل المائدة عامرة بالأكل حتى موعد الغداء فالعشاء فالأفطار ثانى يوم وكان القزاز شرهاً فى الأكل ولا يتوقف عن المضغ مثل محمد مرسى . - وعن البرنامج اليومى لمحمد مرسى هو الحضور للقصر الرئاسى فى الصباح ثم يتناول الإفطار ويلتقى الضيوف والمسئولين ثم يؤمّ المصلين فى صلاة الظهر داخل المسجد الرئاسى ثم يواصل لقاءاته ثم يتناول وجبة الغداء ويؤدى صلاة العصر ويأخذ الأنسولين وينام عصراً ويصحو فى المساء ويتابع الأوضاع مع مساعديه ثم يؤدى صلاتى المغرب والعشاء ويتناول وجبة العشاء ثم يذهب لمنزله فى الساعة 10 او 11 مساءاً وكان القصر الرئاسى مهتماً بوجبات الغداء للرئيس وأعوانه أكثر من اهتمامه بأى شىء آخر وكانت " الفتة " سيدة الموقف وكان مرسى يدعو السلفيين وقيادات الجماعة الإسلامية ومساعديه من قيادات الإخوان ومن مكتب الإرشاد لتناول الفتة كل اسبوع وكانوا يفترشوا الأرض بالصالونات ويأتون بالصوانى وبها الفتة والخرفان ويجلسوا على الأرض ومعهم مرسى ويبدؤا فى تناول الفتة التى تستمر طويلاً ثم يبدعون فى " فصفصة " الخرفان والإوز والجديان ويلقون باللبن الرايب عليها وكان يوجد مع الفتة الحمام والذى كان يلتهموه بطريقة غريبة وبسرعة رهيبة وبكميات هائلة ثم بعد ذبك تقدم الفواتير لنائب رئيس الديوان أسعد الشيخة بقيمة مليون و250 ألف جنيه قيمة المأكولات ولكنه لم يعطى أهتماماً بالمبلغ وعند سؤال أحد المسئولين عن المطبخ " هو مبارك كان بيصرف كام على الأكل ؟ فقيل له إن الوجبات كنت محدودة ولم تتخطى قيمتها 300 ألف جنيه فى العام فأجاب بدهشة فى العام ولا فى الشهر ؟ فأجاب فى الشهر بسبب تقديمه لوجبات للضيوف فقط وهذا فى حالات نادرة فأجاب أسعد الشيخة طبعاً يسرقوا البلد ويعملوا نفسهم شرفاء ثم نظر لمسئول المطبخ وقال له خليك زى ما انت فى الأكل واصرف براحتك وكانت بقية الوجبات تذهب للأهل فى الشرقية بسيارات خاصة ولمكتب الإرشاد بالمقطم ومقر حزب الحرية والعدالة فى لاظوغلى بشكل يومى وكان من ضمن الضيوف الدائمين على وجبة الفتة اليومية طارق الزمر وعاصم عبدالماجد والشيخ محمد عبدالمقصود والشيخ الحوينى وصفوت حجازى وصفوت عبدالغنى وغيرهم من المشايخ الذين كانوا يأتون للقصر الرئاسى . -كشف الجهاز المركزى للمحاسبات يومها تكلفة المأكولات قيمتها 9 آلاف جنيه يومياً ولكن تم الكشف عن الحسابات الحقيقية بعد سقوط محمد مرسى وهى إن مجمل ما تم صرفه على المأكولات فى العام الذى حكم فيه مرسى والإخوان مصر بلغت داخل القصر الرئاسى فقط 14 مليون جنيه بمعدل مليون و250 ألف جنيه شهرياً وليس 9 آلاف ويقول مصطفى بكرى لقد احتار رجال القصر فى وصف حالة النَّهم التى عند مرسى ورجاله وحلفاؤه للأكل بكل أنواعه ووقفوا مندهشين أمام الكميات الضخمة التى كانوا يأكلونها وكأنها سمة موجودة عندهم تميزهم عن الأخريين وكان الموظفين والطباخين يضحكون على كميات الأكل التى راحت فى بطون الإخوان وأعوانهم دون غيرهم حيث كان يعاملون موظفى القصر على أنهم جواسيس للنظام السابق ولا يجوز التعامل معهم وإشراكهم فى وجبات الغداء التى كانت روائحها تنتشر فى شتى أنحاء القصر ومن أشد المشاهد المقززة للنفس عندما تراها هى أثناء تناولهم للطعام فكانوا يرفضون استخدام الشوك والسكاكين ويهجمون على الأكل بطريقة مقززة وكان بعض من بقايا الفتة يظل عالقاً بالذقون إلى ما بعد انتهاء وجبات الأكل وللأسف تحولت صالات القصر وتحديداً صالة مكتب الرئيس لصالات كريهة الرائحة من الطعام وأصبح العاملون بالقصر يعانون معاناة شديدة يومياً لإزالة الروائح ومخلفات الطعام من على سجاد القصر وظل الطباخين يعملون بأجتهاد وتحول قصر الاتحادية إلى ماذا سنأكل اليوم . - كان مرسى حريصاً فى كل صباح يسأل عن الغداء قبل أى شىء آخر وأصدر تعليماته للمسئول عن المطبخ بأن يجهز صندوق يومى من المأكولات للدكتورة باكينام الشرقاوى مساعدة الرئيس لتأخذه معها لمنزلها بعد أن اشتكت لمحمد مرسى أن عملها معه يحرمها من أنها تطبخ لزوجها ومنها ظلت باكينام تأخذ معها هذا الصندوق يومياً حتى آخر يوم لها فى القصر الجمهورى أما نائبه المستشار محمود مكى فقد طلب الرئيس أن يخصص له جناح فى فندق تريومف المجاور للقصر الرئاسى له ولأسرته وقد كلّف الدولة بإقامته هو وأسرته فيه لمدة 4 أشهر أكثر من 2 مليون جنيه وعندما طلب أحد المسئولين برئاسة الديوان من مرسى أن يخصص للنائب فيلا من فيلات الرئاسة لأن ذلك سيكون أقل تكلفة قال له مرسى " وهو انت حتدفع من جيبك يا أخى اسكت وخليك فى حالك " - كانت التعليمات تصدر من مدير مكتب الرئيس أحمد عبدالعاطى للمسئولين بالقصر بأن يسمح لسيارات محددة بالدخول للقصر بدون تفتيش وبدون معرفة من فيها مجرد أرقام للسيارات فقط كانت تعطى لبوابات القصر فيفتح لها الباب واسعاً وبعض ركاب هذه السيارات كانوا يدخلون للقصر ويخرجون منه ملثمين ولا أحد يعرف أسماءهم أو هويتهم وكانوا يلتقون بمرسى وأحمد عبدالعاطى وأسعد الشيخة وعصام الحداد ورفاعة الطهطاوى ويغلقون على أنفسهم الأبواب ثم يتناولون الفتة ويخرجون بدون أن يتعرف أحد على بعضهم . - عند وقوع أحداث الاتحادية أيام 4 و5 و6 ديسمبرتوجه مرسى لقصر القبة لأنه أكثر أمان وعمق القصر سيمنع سماعه لأصوات وهتافات المتظاهرين بعكس قصر الاتحادية وأخذ مرسى معه زوجته وأولاده وأحفاده ونزل هو وزوجته بالجناح الملكى فى القصر وأولاده وأحفاده خصص لهم الدور الثانى كاملاً وفى يوم الجمعة 7 ديسمبر طلب محمد مرسى من المسئولين " لبشتين قصب " فصعقوا من الطلب فقال له أحدهم " سيادتك عاوز عصير قصب " فرد عليه مرسى بعنف " انت مابتفهمش يا جدع انت باقولك لبشتين قصب علشان نمصها أنا والأولاد " فكان شيئاً غريباً وغير طبيعى فصدرت التعليمات بتكليف بعض المسئولين بالقصر بأن يحضروا " لبشتين قصب " وجاؤا باالبشتين ودخلت لبلكونة الجناح الملكى وجلس مرسى بالزوجة والأحفاد ويدؤا فى مص " لبشتين القصب " ويلقوا بفضلات القصب فى سلة مهملات وضعت لهم مخصوص بالبلكونة وأستاؤا موظفى القصر وقارنوا كيف كان يحافظ الرؤساء السابقون على هذا الجناح الملكى الذى يحتوى على كنوزاً أثرية ومرسى الذى يهين المكان بالعبث فى محتوياته وتحويله إلى قاعة طعام ومص القصب ويقول مصطفى بكرى فى مذكراته فى أثناء عيد الأضحى الأخير كان محمد مرسى وزوجته وأبناؤه أسامة وشيماء وعمرو وعبدالله يقيمون فى دار الحرس الجمهورى فطلب مرسى أن يحضروا إليه 6 أفخاذ من الخرفان فظن مسئولين المطبخ أن هناك ضيوف سيزورون الرئيس ولكن كانت دهشتهم كبيرة وهم يرون أن الأفخاذ ال 6 هى للرئيس وأولاده الأربعة فقط وكان ذلك شيئاً مذهلاً حيث أكلوا حتى أنتابتهم تخمة او كما يقال حتى الثمالة . - ويقول بكرى كان أبناء مرسى يأتون بأصحابهم وأصدقائهم لدار الحرس الجمهورى، يأكلون ويشربون بشراهة ثم يركبون الخيول والسيارات الرئاسية ويعبثون بها بطريقة مثيرة للاستياء حيث كان أبناؤه يتجولون فى القصور الرئاسية فى رأس التين ورأس الحكمة فى مرسى مطروح والقناطر الخيرية وكانت زوجته تعزم صاحباتها فى قصر الحرملك بالمنتزه فى الإسكندرية على أشهى المأكولات والأسماك التى كانت تأتيهن بكميات هائلة وفى إحدى المرات حضرن عدد من نساء الإخوان وأخذت أم أحمد زوجة مرسى تسخر من أثاث القصر وتقول إنه قديم ولا بد من تجديده وتسخر من اللوحات الأثرية وتقول " همه الجماعة دول كانوا بيعبدوا الشيطان ولا إيه ؟ " وهى تشير إلى لوحات مضت عليها عقود طويلة من الزمن وكانت تسخر من حنفيات القصر ذات المقابض الذهبية والأثرية وتقول أمام صديقتها هذا تخلف أنا حاشيلها كلها . - يقول مصطفى بكرى فى مذكراته عن مرسى وعالته وحاشيته من الأخوان فى فترة حكم عام لمصر ويتحدث عن حالة السفه فقال كان عمر نجل مرسى مغرماً بأستراحة الرئاسة بالقناطر الخيرية وكان يذهب لاصطياد السمك هناك ويظل لوقت متأخر فى الليل بدون أن يصطاد شيئاً مع أنها منطقة مكتظة بالأسماك بسبب منع الصيد فيها وبعد ثلاثة أيام قضاها عمر فى هذه الاستراحة لم يتمكن من صيد كميات معقولة من الأسماك فطلب من بعض موظفى الاستراحة أن يشتروا كمية من الأسماك ويملأوا له " الآيس بوكس " بالسمك ليذهب لخطيبته ويقدم لها هذه الأسماك والتى سيقول لها إنه اصطادها بمهارة من النيل وفعلاً أحضروا إليه كميات السمك المطلوبة وقدمها إلى خطيبته الطالبة فى كلية الطب وقام عمر بأهداء خطيبته سيارة من سيارات رئاسة الجمهورية وهى " فولفو Volvo 2011 أتوماتيك " ولكن خطيبته اصطدمت بالسيارة فتحطمت فقام عمر بتسليمها محطمة لمؤسسة الرئاسة واستبدلها بسيارة أخرى أهداها لخطيبته أيضاً وأمر محمد مرسى فى أول يوم له فى الرئاسة تسليم أبنائه وزوجته سيارات " مرسيدس Mercedes و بى إم دبليو BMW " لكل منهم وهذه السيارات كانت مخصصة أساساً لضيوف الرئاسة ومن حالة العته والسف أيضاً أمر مرسى بأن يعطى سيارات الرئاسة للمستشارين وكبار الموظفين الإخوان وبعض قيادات مكتب الإرشاد الذين تحولت إمكانيات القصر الرئاسى لصالحهم ولصالح مطالبهم الخاصة فقط .