أكد السفير محمد صبيح الامين العام المساعد لدى الجامعة العربية شؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة أن الجامعة العربية تجري استعدادات كبيرة للتحضير لمؤتمر القدس الدولي المقرر عقده في العاصمة القطرية الدوحة بداية شهر فبراير المقبل برعاية الجامعة العربية، حيث ستشارك فيه شخصيات دولية مهمة من أجل مناقشة التطورات الخطيرة التي تتعرض لها المدينة المقدسة تحت وطأة الاحتلال الاسرائيلي الغاشم، وسبل دعم صمودها، وفضح الانتهاكات الاسرائيلية أمام العالم والتأكيد على عروبة القدس.وأشاد السفير محمد صبيح في تصريحات للصحفيين اليوم الثلاثاء بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بجاهزية دولة قطر لاستضافة هذا المؤتمر الهام وتوفير كافة عوامل النجاح له.وأشار السفير صبيح إلى أنه تم قطع شوط كبير في التحضير له من خلال التنسيق الفاعل بين الجامعة العربية والجانب القطري، وتم توجيه الدعوة لشخصيات سياسية وأكاديمية وخبراء وبرلمانيين وقانونيين على مستوى رفيع، وسفراء للمشاركة في هذا المؤتمر.واعتبر السفير صبيح منسق عام المؤتمر أن هذا المؤتمر يمثل خطوة متقدمة للتصدي للمخططات الاسرائيلية الرامية الى تهويد القدس، لافتا في الوقت ذاته إلى أهمية مواصلة النشاطات وعقد المؤتمرات، مضيفا؛ أنه لا يمكن تناول كل جرائم إسرائيل في القدس وإبراز كل سياساتها العدوانية من خلال مؤتمر واحد.وأشار السفير صبيح إلى أن أنه تم توجيه الدعوات لوزراء الخارجية العرب للمشاركة، كما أن الدعوة وجهت للرئيس الفلسطيني محمود عباس للمشاركة فيه أيضا.ونوه السفير صبيح بالامكانيات التي قدمتها دولة قطر من أجل إنجاح المؤتمر، وقال:إن قطر لديها جاهزية كبيرة لعقد المؤتمرات، وتبذل قصارى جهدها لإنجاح هذا المؤتمر، وتمكينه من تحقيق أهدافه المرجوة.وأعرب السفير صبيح عن أمله في أن يكون المؤتمر الدولي لدعم القدس متميزا من حيث حجم المشاركة، وطبيعة الحضور والموضوعات التي سيتناولها.وأوضح السفير صبيح أن هذا المؤتمر يتميز بمشاركة فاعلة من قبل علماء الدين المسلمين ورجال الدين المسيحيين واليهود، مضيفا؛ أردنا من ذلك إظهار السمة السمحة والمتسامحة للقدس، وأنها لكل الأديان وليس يهودية كما تدعي إسرائيل.وقال صبيح: إن الشخصيات المشاركة بالمؤتمر تمثل 74 دولة من دول العالم ومن مختلف الأديان.وتابع: لم نبق على دولة واحدة معنية لم نوجه لها الدعوة للمشاركة، والمهم أن العدد الأكبر ياتي من الولاياتالمتحدة الأميركية والدول الأوروبية، وتم التركيز على الولاياتالمتحدةالامريكية بشكل خاص؛ لأنه يوجد خلل في التعامل مع القضية الفلسطينية ومع القدس بالذات.وأضاف صبيح؛ بعد أن أعلنت واشنطن فشلها في العمل على وقف الاستيطان الإسرائيلي، مطلوب العمل بشكل مكثف على الساحة الامريكية، ومخاطبة الشعب الأمريكي، خاصة وأن البيئة تسمح بذلك على الرغم مع وجود تأثير واضح للجماعات المؤيدة لإسرائيل.ولفت السفير صبيح إلى أن مؤتمر الدوحة الدولي لدعم القدس مختلف عن المؤتمرات السابقة في أنه موجه للآخر، ومن هنا وضعنا أطرا للتحرك، بما يضمن حشد التأييد الواسع بما يخدم أهدافنا، ويعزز رسالتنا الموجهة للآخر، والتي تظهر حجم اختراق إسرائيل للقانون الدولي ولاتفاقيات جنيف ومباديء حقوق الانسان.وحول مساهمة المؤتمر في خدمة واقع القدس في ضوء ما تشهده المدينة من عمليات تهويد غير مسبوقة، رد السفير صبيح: هذا المؤتمر يأتي تفعيلا لقرار القمة العربية التي عقدت في مارس الماضي في سرت الليبية، ويراد منه أن يكون موجها للآخر ويفضح انتهاكات اسرائيلي أمام العالم.وأشار إلى أن لهذا المؤتمر آلية متابعة؛ ليتم الاستفادة من الكم الذي شارك فيه، بالاستعانة بجهد السفراء العرب وسفراء الجامعة العربية في الخارج، من أجل التحرك بشكل فاعل لدعم الموقف الفلسطيني في الدول الغربية، وكشف مخاطر السياسة الإسرائيلية والتصدي لها بالشكل المطلوب.